هل تتوقد الإنتفاضة أمام النهب المتجدد!

استقيلوا - لبنان ينتفض
تحل الذكرى السنوية الأولى لانطلاقة " انتفاضة 17 تشرين " والتي خرج فيها في يوم واحد في اليوم السابع عشر من شهر تشرين الأول لسنة 2019 مئات الآلآف من اللبنانيين في ساحات وسط بيروت لينضم إليهم آخرون في الداخل والخارج في مرحلة لاحقة وليصل عدد المنتفضين في مرحلة الذروة إلى قرابة مليوني نسمة من اللبنانيين داخل لبنان وخارجه.

 هؤلاء انتفضوا في وجه فساد السلطة اللبنانية ورموزها ونهب هؤلاء للمال العام عبر المشاريع وفي الإدارات ومن خلال التوظيفات الظالمة والمعاشات الخيالية .. وقد خرج المنتفضون رافضين السياسات الاقتصادية والاجتماعية والنقدية والمصرفية والمعيشية التي أوصلت البلاد والعباد إلى الهاوية ..  

اقرا أيضاً: هكذا عاقبت السلطة ثوار 17 تشرين.. شهادات حية عن القمع والقتل والاعتقال وفقأ العيون! 

    والانتفاضة وإن أحدثت تغييراً حكومياً ولكنها لم تتمكن من تغيير أدوات اللعبة بسبب سياسة التخوين من رموز السلطة وأحزابهم لها من جهة ، واتهامهم للشرفاء في الحراك الشعبي المطلبي الحقيقي الإصلاحي التغييري اتهامهم لهؤلاء بالعمالة والتبعية للسفارات .. ومن جهة أخرى لم تتمكن الانتفاضة من إحداث التغيير المنشود بسبب تفاقم الأزمات المعيشية وغلاء الأسعار وحجز البنوك لأموال المودعين وارتفاع سعر صرف الدولار وفقدان المواد الغذائية والأدوية بنسبة كبيرة بسبب تهريبها لسورية ومصر والأردن والعراق ودول أخرى وبسبب تفشَّي جائحة كورونا مما أطار لُبَّ المواطنين ومنعهم من التوازن والمتابعة في التحركات في الشارع … 

السيناريو التخريبي مستمر 

     وتعاود السلطة نفسها اليوم السيناريو التخريبي عبر مشروع الإجهاز على ثروات لبنان من النفط والغاز، فما زفَّته السلطة بالأمس من بِشرى التنقيب عن الغاز الطبيعي في الحدود الجنوبية في البلوكين 8 و 9 بعد انتهاء مفاوضات الإطار الحدودية مع إسرائيل. 

 هذا التنقيب الذي سيكون بوساطة شركة توتال الفرنسية التي ستباشر الحفر في البلوكين بعد انتهاء المفاوضات وذلك بعدما أهملت البلوك 4 المحتوي على ثروة أضخم وأكبر من مخزون الغاز اعتبرته تقارير سابقة لشركة توتال الأضخم في الشرق الأوسط ، فبعد إعراضها عن التنقيب في البلوك 4 بقرار سياسي ستكون هي المستثمرة للغاز في البلوكين الحدوديين وبقرار سياسي أيضاً ليكون لفرنسا منهما حصة الأسد ولتكون عمولة الطبقة السياسية الباقي عبر نفس المنهجية التي كانت متبعة من رموزها في العقود الثلاثة الماضية من حكمها في لبنان، وسوف تفلت بذلك الطبقة السياسية من عقوبة المحاسبة والمساءلة واسترداد الأموال المنهوبة وما شاكل من ملفات الفساد التي أدت إلى انطلاق انتفاضة 17 تشرين ..  

وقد يُخفض استثمار فرنسا حصراً للنفط والغاز اللبناني قد يخفض ذلك الدين العام الداخلي والخارجي في لبنان بنسبة ما ولكن ذلك لن يُنهي حالة المديونية للبنان تماماً لأنها حالة سياسية فالمديونية سياسية وجدت ليبقى لبنان أسيراً في قراره السياسي فلا يكذبنَّ على اللبنانيين أحد من أن المديونية ستنتهي بوضع فرنسا يدها بالكامل على النفط والغاز اللبناني بعدما كان يقال سابقاً : إن روسيا والصين ستتكفلان بالحفر والتنقيب عن النفط والغاز في البلوكين 8 و 9 الحدوديين ..  

فالنتيجة أيها اللبنانيون في ذكرى انتفاضة 17 تشرين هي أن الطبقة السياسية: سينهبونكم مجددا !  

السابق
بالفيديو: احتفالات في طرابلس.. مسيرة طلابية من الزاهرية وصولا لساحة النور
التالي
بعد مرور عام على «17 تشرين».. كيف علّق عون؟