التفاوض مع إسرائيل أم على حكومة تنقذ لبنان.. أيهما أسهل؟!

الحدود اللبنانية الاسرائيلية

لا يمكن لمن يستطيع التفاوض مع العدو على ترسيم الحدود أن تصعب عليه مهمة حلحلة عقدة تشكيل حكومة في الداخل، المطالبة بحكومة إختصاصيين مستقلين عن الأحزاب التي مازال يتمسك بها البعض ليست بدعة، ذلك أن شرط وجود الحب قبل الزواج الناجح ليس ضرورياً لأنه من الممكن أن يكون حاضرا بشكل او بآخر بعده.

الكل يعول على نضج المسؤولين وتعقلهم  وتوبة منظومة الحكم الفاسدين. اللبنانيون يتضرعون إلى باريهم كي يعود هؤلاء الآثمين إلى رشدهم وعن غيّهم يقلعون، لقد بلغ السيل الزبى ووصل الأمر إلى حدٍ لا يطاق فاق كل الحسابات والتوقعات، نفذ معه الصبر وبات السكوت عنه مستحيل وغير ممكن، إلا إذا ارتأى الشعب أن يدعي الموت كما الثعالب أمام الطغمة الطاغية الفاجرة الحاكمة لكي يعيش. 

اقرا ايضا: «حزب الله» والمبادرة الفرنسية.. «تأييد» حق يراد به باطل!

إنزلاق الطبقات الإجتماعية سريعاً وبشكل دراماتيكي إلى هاوية الفقر لم يسبقه في تاريخ البلاد مثيل، لقد ذُلَ كلُ من كان فيها عزيز بعدما سلبت ثلة من الأوباش أحلامهم وغابت الدولة عنهم، فأمسوا كمن يبحث دون جدوى عن إبرة العدل الضائع في حقل من القش لكي ينجو من الجهل بالمستقبل ومن سوء المصير.

انتفاضة 17 تشرين


الثورة بدورها لم تنجز ما بدأته منذ تشرين، لكنها بعد عام بالتحديد راكمت وعي يمكن له إذا استمر أن يشكل البديل، عملية فصل بعض كثير من الناس عن السياسيين المتهمين بالفساد تحتاج إلى المزيد من الجهد والوقت لأجل أن تتحقق وتكتمل ببساطة لأنها معقدة ومتشعبة والتداخل بينهم يشبه للأسف ما يحكم علاقة الدائن بالمدين. إنتفاضة 17 تشرين شكلت من دون أدنى شك رادع لعدد وإن قليل من الساسة الصغار المغامرين المستهترين السارقين، بقاءها في وجه من تبقى منهم في ظل غياب القضاء المستقل ضروري، لكنها يقيناً تحتاج إلى ما هو أبعد من الأحكام العرفية التي إعتمدتها قوى ثورية عبر التاريخ، هي بحاجة إلى أن تبعث الروح بالمحاكم الإبتدائية وتعيد التوازن إلى السلطة القضائية تلك التي تدرك العدل وبإمكانها إصدار الاحكام والإستئناف والتمييز.

إنزلاق الطبقات الإجتماعية سريعاً وبشكل دراماتيكي إلى هاوية الفقر لم يسبقه في تاريخ البلاد مثيل


وعليه، وبناء على ما تقدم فإن حكومة المهمة المتاحة اليوم أمام اللبنانيين يجب أن تتمثل وكما جرت عليها العادة في دول المتحضرين بتكليف أحد الساسة المؤثرين القادريين والمقبولين إلى حد ما من قبل اللبنانيين والمجتمع الدولي، يمكن لها بوجود فريق من الوزراء العتالين المتخصصين المتعاونين، حتى وإن كانوا مدعومين من قبل ساسة محليين، أن تضطلع بمهمة نقل البلد من حالة الإنهيار إلى نوع من الإستقرار الذي يمكن له أن ينقذ ما تبقى من الجمهورية ويعيد الأمل إلى اللبنانيين باستيلاد طبقة من الحكام تخدمهم ولا يخدموها، تضحي لأجلهم ولا تضحي بهم لأجل ذاتها أو لغيرهم، لا تطمع بجاه و مال وسلطة تجعل منهم أصحاب قلاع مكدسة بخزائن الذهب وبكل ما هو غالي ونفيس، طبقة لا يكون عقلها للزينة و لتاج يوضع على رؤوسها تتشبه بالنمرود ملك الكافرين المتجبرين الذي قُضي عليه ومن معه بباب من البعوض أكل لحمهم وشرب دمهم وتركهم عظاماً بادية في مهب الريح.

السابق
بالفيديو: بعد عام على «17 تشرين».. تكريم شهداء الثورة والجرحى في ساحة الشهداء!
التالي
دوار ايليا.. من إشارة ضوئية الى رمز للثورة والمنتفضون ماضون في حراكهم