ندوة «أمم» عن «جدل اللجوء والهجرة» في لبنان: الفلسطينيون والسوريون بين هاجسي الخطر والضحية

امم

عقدت جمعية أمم للتوثيق والأبحاث ندوة بعنوان “جدل اللجوء والهجرة هل دقت ساعة المراجعات المؤلمة؟”، في فندق الرفييرا في بيروت يوم السبت في 10 /10/ 2020 ، شارك فيها جمع من الباحثين النختصين، وحضرها جمع من المسؤولين والاعلاميين ورجال دين، وممثلون عن جمعيات تعنى باللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.
قدّم المشاركين في الجلسة الاولى الاستاذ وفيق هواري، فتحدث الباحث في “الدولية للمعلومات” الاستاذ محمد شمس الدين فقال ان ” أرقام الدولية للمعلومات تشير إلى وجود حوالي 275 ألف فلسطيني غالبيتهم من المسلمين خصوصا أنّ غالبية المسيحيين الفلسطينيين جرى تجنيسهم وهم حوالي (30) ألفا”، مؤكدا شمس الدين بالنهاية انه رغم هذا الخلل الديموغرافي، فلا توطين للفلسطينيين في لبنان.
ولفت شمس الدين الى تسارع وتيرة الهجرة من لبنان، لأن “لدى معظم اللبنانيين رغبة في الهجرة، لكن الإمكانيات ضعيفة على مستوى سبل تأمين التأشيرات وفرص العمل في الخارج”، بحسب شمس الدين.

اقرأ أيضاً: المهندس ادمون الشماس يعلن خطة اصلاحات وانقاذ مالي واقتصادي

اما الصحافي ايلي قصيفي فشدّد على عدم قدرة السوريين على تفادي لجوئهم الى بفعل الحرب التي نشبت في بلدهم منذ عام 2011، ولفت الى مسؤولية النظام السوري عن تهجيرهم من مدنهم وقراهم.
الصحافي قاسم قصير تساءل في مداخلة له: اين نحن ذاهبون؟ الى لبنان دون لبنانيين مع موجات هجرة أبنائه، وتزايد النازحين السوريين وما يحكى عن صفقة القرن التي سوف توطن اللاجئين الفلسطينيين؟

امم

أما رئيس جمعية أمم لقمان سليم فقد أشار الى ان هناك خجلا في طرح موضوع اللاجئين من قبل الدولة، لافتا انه في العام الماضي عندما حاول وزير العمل البحث بتنظيم اللجوء انفجرت بوجهه مسألة اللاجئين الفلسطينيين، في حين سُجّل حصول مظاهرة فلسطينية طالبت نقل رعايتهم الدولية من “الأونروا” الى مفوصية اللاجئين الفلسطينيين، كما أشار سليم الى ملاحظة ان الوجود السوري أصبح مستداما.

تحدث في الجلسة الثانية للندوة وعنوانها “تجارب لبنانية وفلسطينية وسورية في اللجوء والهجرة”، الكاتب والباحث الفلسطيني أنيس محسن الذي قال ان ” على اللبناني ان يكف عن اعتبار اللجوء الفلسطيني خطرا عليه، وكذلك فانه على الفلسطيني ان يكف عن اعتبار نفسه ضحية. ورأى محسن ان “الساحل اللبناني السوري تاريخيا هو عبارة عن خليط وليس حكرا على جهة معينة”.
وقال محسن ان غالبية الفلسطينيين الفقراء الذين نزحوا الى لبنان عام 1948 تجمعوا في المخيمات، في حين ان الاغنياء من الفلسطينيين الذين بادروا الى فتح شركات تجارية ومصانع ومدارس فانهم سرعان ما تجنسوا واندمجوا في المجتمع اللبناني.

امم

اما عن مسألة الهجرة أو التوطين فيؤكد محسن بالنهاية ان الفلسطينيين يفضلون الهجرة الى اوروبا، وهو ما حدث بالفعل فان اكثر من نصفهم هاجر في السنوات الاخيرة واصبح عددهم في لبنان أقل من 174 الفا فقط، في حين ان اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا تناقص عددهم من حوالي 30 الفا الى 12 الفا!
المحامية ديالا شحادة تحدثت حول الوضع القانوني للاجئين وان لبنان لا ينفعه تهربه وموقفه المعلن بعدم الاعتراف باللجوء السوري واعتبارهم اللاجئين “نازحين”، لأن لبنان من الدول التي وقعت على الاتفاقات الدولية المعنية باللاجئين، وبالتالي فان الوضع الظالم الذي يعاني منه السوريين في لبنان، للدولة اللبنانية دخل فيه ويجب ان تأخذ بعين الاعتبار الخطر الاجتماعي والانساني وحتى الامني، للفوضى التي يتسببها الاهمال والتجاهل الرسمي اللبناني لتنظيم الوجود السوري.

وتلا الندوة مناقشات ومداخلات عدة من الحضور.

السابق
وضع صحي خطير في بعلبك – الهرمل.. خضر: لم يعد هناك أي جهاز ICU شاغر في أي مستشفى!
التالي
الاتحاد الأوروبي يجدد محاسبته لنظام الأسد عبر سلسلة من العقوبات.. وهذه الأسماء!