هل يكرر نصرالله تجربة تجرع الخميني سم وقف الحرب؟!

السيد حسن نصرالله
منذ أعلن رئيس السلطة التشريعية في لبنان الرئيس نبيه بري عن التوصل إلى هذا الاتفاق والساحة اللبنانية تعيش موجة من المتناقضات بين مؤيد ومعارض، ولكن ما يعنينا في هذا المجال هو موقف حزب ولاية الفقيه في لبنان، فهل سيلتزم الحزب بمقررات الدولة اللبنانية ؟ أم سيكون له كلام آخر ستلزمه به القيادة الإيرانية المُمَوِّلة له والداعمة لكل أنشطته العسكرية وغير العسكرية؟

 الملاحظ في الأفق في اليومين الأخيرين أن حملات الاستطلاع الإسرائيلية بالطائرات المُسيَّرة توقفت في الأجواء اللبنانية فوق ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب اللبناني وغيرهما من المناطق بعدما كانت تحوم في الأجواء يومياً، والملاحظ أن ذلك حصل منذ تم الإعلان عن اتفاق مفاوضات الإطار لترسيم الحدود اللبنانية الفلسطينية البحرية والبرية بين لبنان والدولة العبرية والتي ستبدأ الجولة الأولى منها في 14 تشرين الأول الجاري في منطقة الناقورة الحدودية الجنوبية بإشراف قوات الطوارئ الدولية المتواجدة في الجنوب اللبناني وبرعاية من الولايات المتحدة الأمريكية !  

اقرأ أيضاً: «الممانعة» تُفاوض.. «الأمر لي»!

ويظهر أن إسرائيل حريصة على عدم الخرق للأجواء اللبنانية في الأيام المقبلة لتسريع عملية صيغة اتفاق مع لبنان سيساهم في حفظ أمن حدودها الشمالية بعد التهديدات الجدية الخطيرة التي تواجهها من المقاومة، خصوصاً في الشهرين الأخيرين. 

الخميني يتجرع السمّ 

والجدير بالذكر هنا أن مفجِّر الثورة الإسلامية ومؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران المرجع الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني أحسن إخراج وقفه للحرب العراقية الإيرانية، وذلك عندما استخدم نظام صدام حسين الأسلحة الكيميائية في الحرب والتي بدأت يومها بحصد أعدادٍ كبيرة من المقاتلين الإيرانيين على الجبهات إلى جانب المدنيين العُزَّل، فوجد السيد الخميني وهو الفقيه الجامع لشرائط الاجتهاد والفقاهة، وجد أن الشرع والعقل يقتضيان التصرف واتخاذ القرار الجريء حتى لا تستمر الهجمات الكيميائية التي كانت تهدد باستمرارها وجود الملة الإيرانية وتُعرض شعبه للإبادة الجماعية، خصوصاً وأن عدد المقبلين على جبهات القتال بدأ يتراجع بين أفراد التعبئة العامة للمستضعفين في إيران إثر تلك الهجمات الكيميائية يومها، فكان يومها آخر عدد خرج من مقاتلي التعبئة العامة إلى الجبهة من مدينة قم المقدسة التي هي مركز القرار الديني والشرعي في إيران وعددهم كان 500 مقاتل ، في حين ان المتطوعين كانوا يخرجون قبلا بالالاف من تلك المدينة الى الجبهة. 

لذلك اضطر الخميني وبحكمته وفقاهته ان ُيعلن وقف الحرب على العراق ملتزماً قرار الأمم المتحدة بالانسحاب من الأراضي العراقية التي كان قد احتلها، فأعاد أدراج القوات الإيرانية إلى الحدود الدولية، ولو لم يفعل ذلك لما وصلت إيران اليوم إلى ما وصلت إليه من التطور التكنولوجي والصناعي والتسليحي النوعي، ويومها أخرج السيد الخميني قبوله بمقرارات الأمم المتحدة والقوانين الدولية والرعاية الأممية بعبارته الشهيرة: ” إني اتجرَّع السُّم ” .. أي انه اضطر مرغما ان يوقف الحرب حفاظا على بلاده وشعبها. 

نصرالله وسمّ المفاوضات مع اسرائيل 

فهل سيحفظ أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ماء وجه الخمينية ويتجرَّع ما تجرعه مُلهمه وقائده الحقيقي السيد الخميني ويوافق على صيغة حدودية تُنهي حالة التوتر وبشائر الحرب الدائمة مع إسرائيل عند الحدود اللبنانية الجنوبية؟ 

وهل ستقبل القيادة الإيرانية للسيد نصر الله أن يتجرع ما تجرعه السيد الخميني يوم أوقف حالة الحرب مع العراق، ليُوقف السيد في لبنان حالة الحرب الدائمة مع الدولة العبرية دون التورط باتفاقيات تطبيع ، فيكون إيقاف الحرب من خلال ترسيم حدود دولية فقط : ” لا أكثر ولا أقل ” على حد تعبير مايسترو الترسيم الرئيس نبيه بري؟  

خصوصاً وأن إسرائيل تمتلك هذه المرة أسلحة نوعية جديدة قد تستخدمها في حربها المقبلة على لبنان على غرار ما يقال: في حادثة تفجير مرفأ بيروت ، فهل سيمتلك السيد نصر الله فقاهة واجتهاد وجُرأة السيد الخميني ليوقف حالة الحرب الدائمة مع الدولة العبرية بعد انتهاء ترسيم الحدود بما يشتهي الطرف اللبناني المفاوض وكفى الله المؤمنين القتال؟  

السابق
حسن يقترح زيادة موازنة «الصحة»: لا مبرر لعدم استقبال المرضى!
التالي
بالفيديو: قطع أوتستراد جل الديب.. واشكال بين الجيش والمحتجين!