الثنائية الشيعية من المقاومة إلى الوزارة!

الثنائية الشيعية
غالبية الشعب اللبناني قاوم احتلال إسرائيل كل على طريقة وحسب استطاعته ، فالبعض ساهم بالمال ، والبعض بالموقف والكلمة ، والبعض بالدعاية والإعلام ، والقليل جاهد بالسلاح ، والأقل من غير الشيعة قام بعمليات عسكرية ضد المحتل في بيروت والجنوب والبقاع الغربي ، وأما الشيعة فكان لهم الحظ الأوفى من المواجهة العسكرية كون الرقعة التي تعرضت للاحتلال هي للأغلبية الشيعية التي عانت الويلات منذ قيام الكيان الصهيوني على تراب فلسطين وأجزاء من التراب اللبناني منذ سنة 1948 ...

وقد تصدرت المواجهة الشعبية الشيعية المشهد المقاوم في بدايات الاحتلال امتداداً من سنة 1948 وحتى سنة 1982 ، مما دفع الرئيس السابق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين دفعه إلى إعلان : ” المقاومة المدنية الشاملة ” سنة 1982، والتي سبقتها المقاومة الوطنية بكل فصائلها من شيوعيين وقوميين وبعثيين وذيول التنظيمات الفلسطينية إلى جانب أفواج المقاومة اللبنانية التي أسسها الرئيس الأول للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام القائد المغيب السيد موسى الصدر الذي أطلق شرارة المقاومة الشيعية الأولى تحت مسمَّى أفواج المقاومة اللبنانية .. 

اقرأ أيضاً: مطاردة الناشطين من قبل الثنائي الشيعي تتصاعد.. وآخرها التحقيق مع المعارض زين ناصرالدين

الشيعة يتصدرون المقاومة 

تصدرت أفواج المقاومة اللبنانية “امل” قبل 1982 إلى جانب المقاومة الفلسطينية العمليات العسكرية والأمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي للأجزاء الحدودية من الأرض اللبنانية، إلى أن وقع الاحتلال الكبير سنة 1982 فانطلقت “جبهة المقاومة الوطنية” الى جانب “المقاومة المدنية الشاملة” التي مثَّلت المقاومة الشيعية في واقعها إلى جانب امل التي كانت مقاومة شيعية – أيضاً – في حقيقتها ، ومن هاتين المقاومتين الشيعيتين خرجت لاحقا المقاومة الشيعية الثالثة المدعومة من الجمهورية الإسلامية في إيران، ولتختفي بين ليلة وضحاها تشكيلات المقاومة المدنية الشاملة وليتحول بعض رموزها إلى مجاهدين تحت لواء: ” المقاومة الإسلامية ” مكرهين تارة وراغبين أخرى ومصادرين ثالثة في حياتهم وبعد مماتهم أو استشهادهم. 

وفي معركة اليوم وبعد ضعف أداء الثنائية الشيعية السياسي وانخراطها في فساد السلطة، بدأ عصر الاعتراضات على أدائها البرلماني والوزاري والإداري المتزامن مع انتفاضة 17 تشرين وتداعياتها

 فالشهيد الشيخ راغب حرب كان ركناً من أركان المقاومة المدنية الشاملة وتصَّدر هذه المقاومة في حياته ، وحمل شعارها ولواءها ، ولكنه بعد استشهاده أصبح رمزاً للمقاومة الإسلامية لحسابات عديدة رآها قادة المقاومة الإسلامية التي كانت ثالث فصائل المقاومة الشيعية ، ومنذ ذلك الحين تكرست فكرة الثنائية الشيعية تحت عنوان المقاومة اللبنانية الوطنية التي كانت مقاومة شيعية في واقع الحال .. وتقاسمت هذه الثنائية حصص الشيعة في برلمان ووزارات وإدارات الدولة ، وعزلت بقية الشيعة المستقلين الذين يشكلون أكثر من نصف الشيعة داخل لبنان وخارجه ، بل الحق هو في كون المنظمين في حزبي الثنائية الشيعية قد لا يتجاوزون ربع الشيعة اللبنانيين داخل البلد وخارجه ..  

اقرأ أيضاً: «الثنائي» يرشي محازبيه بـ«بونات» بنزين..و«كورونا السجون» يستعجل العفو العام!

وفي معركة اليوم وبعد ضعف أداء الثنائية الشيعية السياسي وانخراطها في فساد السلطة، بدأ عصر الاعتراضات على أدائها البرلماني والوزاري والإداري المتزامن مع انتفاضة 17 تشرين وتداعياتها التي شهدت رفضاً شيعياً علنياً لسياسات الثنائية لأول مرة منذ قيام هذه الثنائية، في ظل هذا الجو وبداية تراجع أسهم هذه الثنائية التي خسرت العديد من المواقع في الانتخابات البلدية والاختيارية والنيابية الماضية، تزداد مخاوف الثنائية من تعاظم خسارتها في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، خصوصاً إذا تم إخراجها من التشكيلة الحكومية المقبلة والذي سيكون مقدمة لمزيد من خسائرها في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة من بلدية واختيارية ونيابية، لذلك تتشدد الثنائية الشيعية على ضرورة تمثيلها الحكومي لحصة الشيعة لتحافظ على احتكارها لهذه الحصة، والتي هي حق المكتسبة أيضاً لغالبية شيعة لبنان في الداخل والخارج والذين لا يشاركون في الاستحقاقات الانتخابية إما يأساً أو خوفاً من سطوة الثنائية!  

فمتى سيحصل غالبية شيعة لبنان على تمثيلهم الحقيقي في برلمان ووزارات ودوائر بلدهم؟ سؤال قد يحصل على جزء من الإجابة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في لبنان إن بقي هناك وطن حتى ذلك الحين …  

السابق
بعد لقاءه الخليلين.. أديب يصل بعبدا ومعه تشكيلة حكومية!
التالي
إقتراب موعد ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.. وموافقة ضمنية من حزب الله!