عون بعيدا عن التهكم.. صرخة يائس تكبله التحالفات!

عون

مع ترنح المبادرة الفرنسية على وقع محاولات الثنائي الشيعي عرقلة عملية التأليف، صارح رئيس الجمهورية ميشال عون يوم أمس اللبنانيين اننا “”رايحين على جهنم”، وقد نشر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فادي شامية، عبر حسابه الخاص على “فيسبوك” مقالا تحت عنوان: “عون بعيدا عن التهكم”. وجاء في التالي:
إقرأ أيضاً: عندما تطغى «قرقعة» السلاح على صوت السيادة!

“بعيدا عن التهكم على رئيس الجمهورية وكلامه اللامسؤول في إطلالته؛ التي صار عنوانها؛ “رايحين على جهنم”، فإن تحليل ما أدلى به يفيد أنه راغب بالتمايز عن “حزب الله”، وترحيل كرة تشكيل الحكومة إلى حضن المجلس النيابي، وأنه مستعد لتوقيع التشكيلة التي يسلمه إياها الرئيس المكلف، ولتسقط في مجلس النواب لعدم الميثاقية أو بالتصويت، وتتحول إلى حكومة تصريف أعمال.
في حسابات عون أنه لا يجب أن يقف في وجه المبادرة الفرنسية. ليس من مصلحة عهده مزيد من الانهيارات والمصائب، ولا الفريق المحيط به يريد أن تضاف أسماؤه إلى لائحة العقوبات والغضب الدولي. كما ليس من مصلحة المسيحيين السماح بإضافة مدماك جديد في بناء المثالثة الهاجم عليهم.
لموقف عون المعلن بوضوح؛ “الدستور لا ينص على تخصيص أي حقيبة وزارية لطائفة بعينها” أهمية كبيرة بالنظر إلى صفتيه؛ الدستورية والميثاقية، وهو تالياً قطع الطريق انطلاقاً من هاتين الصفتين أمام تكريس عرف جديد في وزارة المالية. لم يكتف عون بذلك بل عرض على حليفه “حزب الله” أن يتولى مسيحي قريب من تياره وزارة المالية؛ في دلالة إضافية على رفضه تكريس هذه الوزارة للطائفة الشيعية. رفضُ “الثنائي الشيعي” للاقتراح لم يكن مفاجئاً، لكن الأهم أن رئيس الجمهورية لم يسر مع هذا “الثناني” فيما يدعيه من حق.
والإشارة الأخرى ذات الدلالة الإجرائية؛ تنصل رئيس الجمهورية من المسؤولية، ومصارحته الرأي العام بالمآخذ على كل طرف، وصولاً إلى انتقاده قيام الرئيس المكلف بـأربع زيارات إلى قصر بعبدا “دون أن يقدم أي تصور أو تشكيلة أو توزيع للحقائب أو الأسماء”. وفي التسريبات أن نقاشاً دار؛ ساعاتٍ قبل إطلالة الرئيس الإعلامية؛ حول خيار التوقيع على أية تشكيلة حكومية يقدمها الرئيس المكلف، وليتدبر مجلس النواب أمره، ويتحمل المسؤولية أمام الشعب والتاريخ.
مرة جديدة؛ بعيداً عن التهكم، فإن عون يدرك جيدا أين يكمن التعطيل وما هي المخاطر الرهيبة المحيطة بالبلد، وكلامه عن “الجحيم” صرخة يائس؛ تكبله تحالفات أوصلته؛ لكنها باتت الآن تخنقه، لكأن عون نفسه أراد أن يصدم الناس حتى تثور من جديد وتضغط على كل من يقف في وجه حكومة “المهمة” التي تمنعهم من الذهاب إلى الجحيم”.

السابق
مؤامرة حاقدة على علم بحجم أمة
التالي
رسائل الراعي من دون «كفوف» برعاية فاتيكانية ورغبة فرنسية: لا عودة إلى الوراء