لهذه الأسباب لا حكومة على الأبواب!

مصطفى اديب ميشال عون نبيه بري

مع إبلاغ “الخليلين” الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة مصطفى أديب إصرار “الثنائي الشيعي” على الإحتفاظ بحقيبة “المالية” وتسمية الوزراء الشيعة في الحكومة العتيدة خلف التلطي بحجة الحفاظ على الميثاقية، إنما يدل على نية مبيتة لنسف المبادرة الفرنسية والنقض بالوعود التي سبق و قطعاها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لغاية في نفس “محور الممانعة”. وقد غمزت كتلة “الوفاء للمقاومة” عقب إجتماعها الدوري إلى أن من يشكلون الحكومة في الظل أي الرئيس سعد الحريري ورؤوساء الحكومات السابقين، يعملون على منع الرئيس المكلف من التشاور مع  الكتل، واستحداث آليات جديدة والاخلال بالتوازن الحكومي عبر انتزاعهم حقيبة المالية من غيرهم.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» لا يستمرئ «الخبز الفرنسي».. ولا «عجينة التفاهم»!

عقدة الرئيس الحريري

“الثنائي الشيعي” سوق أخبارا مفادها “أن نتيجة الاجتماع الذي جمع السفير الفرنسي برنار فوشيه و مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي في قصر “الصنوبر”، والذي إلتمس من خلاله السفير فوشيه إصرار”الثنائي” على إبقاء وزارة “المالية” في جعبته ، يبدو ان الفرنسيين اقتنعوا بالتسليم بإبقاء الحقيبة مع الشيعة، وبذلك يكون “الثنائي” قد روج لفكرة مفادها أن الفرنسيين لا يشكلون عائقا أمام حل العقدة بل أن من يشكلون هذا العائق هم الرئيس الحريري ورؤساء الحكومات السابقين ومن خلفهم أي المملكة السعودية والولايات المتحدة.

بينما مصادر “بيت الوسط” تؤكد على أن الرئيس الحريري ورؤساء الحكومات السابقين يرفضون إعطاء حقيبة المالية للثنائي انطلاقا من مبدأ رفضهم تكريس حقائب لطائفة معينة أو لحزب ما، وتمسكهم بمبدأ المداورة الشاملة ، الأمر الذي يعارضه أديب المصر على تشكيل حكومة بمهمة محددة، مؤلفة من مجموعة مستقلة وتحظى بدعم كافة الأطراف السياسية في مهلة أقصاها أسبوعين، بناء على ما إلتزمت به القوى السياسية اللبنانية أمام الرئيس الفرنسي. كما يعارض معظم الشعب اللبناني المنتفض على الطبقة السياسية الحالية مطلب”الثنائي”، بما ينتفي مع مطلب الإتيان بحكومة مستقلة من إختصاصيين مشهود لهم بالكفاءة، يعملون على إنقاذ البلد من الفساد ومعاقبة الفاسدين، وتحقيق الإصلاحات المرجوة التي نصت عليها الورقة الفرنسية.

خطورة المرحلة

على ما يبدو أن “الثنائي الشيعي” بدأ يشعر بخطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة عبر”صفقة القرن” التي بدأت تتوج أولى مراحلها من خلال إتفاق التطبيع “الاماراتي البحريني، الاسرائيلي” برعاية الرئيس دونالد ترامب الذي يهيئ نفسه لتولي ولاية جديدة، الثنائي الشيعي يعرف تماما أن لبنان ما بعد الانتخابات الأمريكية في حال فاز  ترمب لن يكون كما قبلها، بحيث لن يكون هناك مكان للسلاح، لذلك يجب أن يعوض عن السلاح بمكاسب سياسية مثبتة في الدستور الجديد، أي أن المداورة يجب أن تخضع لها جميع مناصب الدولة من رئيس الجمهورية الى حاكم مصرف لبنان وقيادة الجيش، الى تكريس مبدأ المثالثة من خلال عقد نظام سياسي جديد وهذا ما أشار له الكئير ممن يدور في فلك”الثنائي” بأن الشيعة يريدون حقهم دستوريا وميثاقيا.

بالتوازي مع مطلب الثنائي فإن إيران لا تريد أن تعطي ماكرون ومن خلفه الولايات المتحدة هدية مجانية في لبنان، بل تريد أن تنتظر الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكي تجلس على طاولة المفاوضات

كذلك لا يريد “الثنائي” إعطاء ماكرون أي انتصار من دون ضمانات لهم بعدم توسيع دائرة العقوبات التي طالت الوزيرين يوسف فينيانوس و علي حسن الخليل، طارقتا بذلك باب الرئيس نبيه بري والوزير السابق سليمان فرنجية أي أبرز حلفاء حزب الله.

اقرأ أيضاً: أجواء حكومية حذرة ومتناقضة..و«الثنائي الشيعي» يُروج: «المالية في جيبي»!

وبالتوازي مع مطلب الثنائي فإن إيران لا تريد أن تعطي ماكرون ومن خلفه الولايات المتحدة هدية مجانية في لبنان، بل تريد أن تنتظر الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكي تجلس على طاولة المفاوضات وجها الى وجه مع الامريكي مباشرة وفي جعبتها الورقة الأقوى في المنطقة لبنان أي الحدود الشمالية للكيان المحتل، بغض النظر عن من سيكون الفائز وقتذاك.الخلاصة أن “الثنائي الشيعي” يريد تكريس حكمه وحماية نفسه، وذلك من خلال عقد نظام سياسي جديد يكون له حصة الأسد دستوريا، أما إيران تريد إعادة بث مشهد “ظريف – كيري” يسيرون ويتبادلون النكات في شوارع “جنيف”.  

السابق
الإفلاس أمام اللبنانيين والبحر من خلفهم.. أين المفر؟!
التالي
هرب من لبنان في قوارب «الموت».. طرابلس تشيّع ضحية جديدة لـ«الهجرة غير الشرعية»!