متى تنجلي «دولة حزب الله» عن أرض أبي ذر الغفاري!

انسحاب حزب الله من سوريا؟
لم تكد سنة 2000 تتم فرحة سكان الجنوب اللبناني بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي وجيش عملاء لحد من المنطقة الحدودية التي كانت تُعرف بالشريط الحدودي المحتل، حتى ابتلي الجنوبيون بسلطة رسمية موازية من نوع آخر، فحزب الله يجعل سلطة الدولة شكلية، ويتحكم بالقرى الحدودية من الناقورة حتى الخيام ومن الغازية حتى عمق الجنوب.

لا ينعم الجنوبيون بسلطة الدولة، فحزب الله يتحكم بكل شاردة وواردة في هذه القرى، ويُخضع أهالي الجنوب للرقابة الدائمة، ويفرض رجاله الأمنيين على كل بيت، ويحضر هؤلاء الأمنيون في كل مناسبة وبمسميات متعددة، ويعمل على تعطيل جميع الفعاليات غير المؤيدة له وغير المروجة لفكره ونهجه بالحيلة تارة وبالإرهاب أخرى وبالعدوان ثالثة، حتى باتت جميع المناسبات الاجتماعية والدينية محكومة لقراره، وبات الجنوبيون يرون أنفسهم في سجن كبير مما زاد في تحفيز عامل هجرة الجنوبيين إلى بلاد الغربة في إفريقيا وأوروپا وأمريكا ودول الخليج العربي.

هيمنة وضائقة اقتصادية

وهذا الأمر عيانه يُغني عن بيانه فمعدلات هجرة الشباب الجنوبي في تصاعد مطرد منذ تحرير عام 2000 وبمعدلات تفوق المتوقع حتى فقدت الزراعة الجنوبية الكثير من مقوماتها العاملة، كما فقد الجنوب الكثير من خريجي الجامعات في شتى الاختصاصات، كما فقد الاقتصاد الجنوبي استثمارات كبرى لرأسماليين جنوبيين قرروا الاستثمار في دول أخرى بسبب تحكم حزب الله وحلفائه بكل مقومات الاقتصاد المجتمعي عبر فرض ضرائب غير مباشرة على كل متمولي الشيعة في الجنوب تحت عناوين متعددة كعنوان دعم المقاومة، والذي لا يدفع يُصنف في خانة أعداء المقاومة.

 كل هذا مع تفاقم الضائقة الاقتصادية والاجتماعية بسبب الفساد المستشري في أجهزة الدولة المختلفة، يضاف إلى ذلك تداعيات موجة وباء ڤايروس كورونا المستجد.

هذا وتزداد نسبة العنوسة بمعدلات مرتفعة بين بنات الجنوب حتى قررت بعض البنات الزواج بغير اللبنانيين لأسباب اجتماعية ونفسية واقتصادية.

الجنوب مزرعة حزب الله

كل هذا وينظر حزب الله وحلفاؤه إلى المجتمع الجنوبي بسياسة المزرعة التي يحاولون من خلالها الاستفادة من كل طاقات الجنوبيين لتعزيز قدراتهم الحزبية ابتداءً من صناديق الصدقات المقدرة بالملايين وبعناوين عديدة وانتهاءً بفرض تقليد مرجعية تسمح لهم بالسيطرة على موارد الخمس وبقية الحقوق الشرعية المالية والتي يعتبرها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الموقع المالي الأكبر، حيث يقوم بتسخير هذه القدرات المالية لدعم مختلف الأنشطة الحزبية إلى جانب الاستيلاء على عائدات البلديات والصناديق البلدية المتنوعة.

 فحزب الله يفرض هو وحلفاؤه الخوَّات بمسميات دينية مستغلاً العناوين الدينية وكثرة المعممين في صفوفه لخداع الناس وللتأثير على البسطاء من أبناء القرى الجنوبية تماماً كما كانت تفعل المقاومة الفلسطينية قبل اجتياح إسرائيل عام 1982 !

الجنوبيون لن يقنطوا من رحمة الله ورفع البلاء عنهم، اذ لا بد ان يأتي هذا اليوم الذي يتخلصون من ممارسات حزب الله والحلفاء على أرض أبي ذر الغفاري!

 ويتجاوز حزب الله وحلفاؤه القوى الأمنية والجيش اللبناني في أكثر التحركات والقرارات وعند أكثر المنعطفات، وخصوصاً الأمنية منها ، بل ويُسخِّر هذه القوى لتحقيق الكثير من سياساته السلطوية ضد معارضيه ومخالفيه وغير المنخرطين في أجهزته التنظيمية والمغردين خارج السرب من أحرار الشيعة الجنوبيين.

 وسياسيا، يرفض تعديل طبيعة عمل قوات اليونيفل ليُبقي على امتيازاته في سلطة احتلاله الجديد للجنوب اللبناني..

الجنوبيون لن يقنطوا من رحمة الله ورفع البلاء عنهم، اذ لا بد ان يأتي هذا اليوم الذي يتخلصون من ممارسات حزب الله والحلفاء على أرض أبي ذر الغفاري.

السابق
«الثنائي المستبد» يجدد الحملة على العلامة الامين رغم رد الدعوى الفارغة!
التالي
عون يتحرّك بعد العقوبات.. هذا ما طلبه!