عاشوراء «حزب الله» وسيده.. «بكاؤكما لا يجدي و لا يشفي»!

عاشوراء
تَمُر علينا ذكرى عاشوراء هذا العام بهدوء نسبي فرضته معطيات جائحة كورونا المستجدة التي كانت نقمة من جهات ورحمة من جهات أخرى، فقد أراحت الجائحة شيعة الحسين عليه السلام من بعض قيود سلطة حزب الله وبقية القوى الحزبية التي كانت تستغل التجمعات الحسينية العاشورائية الكبرى لتمرير مشاريعها وأجنداتها السياسية باسم المنابر الحسينية والوعظ الحسيني والإرشاد عبر منبر الحسين !

حزب الله – مثلاً – يستغل عاشوراء في لبنان كل عام لجمع الأموال باسم عاشوراء والحسين ويستغل عاشوراء – أيضاً – ليأخذ المجتمع الحسيني إلى حيث لا يريد الحسين من خلال غسل الأدمغة بالمكررات وكثرة الكلام النظري الذي فيه كل شيء إلا الحديث عن نهج الحسين وعقيدة الحسين وفقه الحسين وأخلاق الحسين وممارسات الحسين الاجتماعية التفصيلية !  

اقرأ أيضاً: فتنة اللافتات.. «إنهم يدرون ما يفعلون»!

نعم هم يتكلمون عن بعض ذلك في العنوان العام نظرياً ولكن بدون مُعَنْوَن تفصيلي يشرح بالوقائع والأرقام والشواهد والأمثلة من السيرة الحسينية الحيَّة، وما ذلك إلا لأنهم لا يعرفون من سيرة الحسين شيئاً، ولا يفهمون من مواقفه شيئاً، ولا يستطيعون تحليل وشرح خُطبه يوم تاسوعاء وعاشوراء الغنية والمليئة بالمفاهيم العقائدية والفقهية والأخلاقية والاجتماعية وما شاكل، لأن الاستغراق في شرح كل ذلك سوف يفضح ويُعرِّي القيادة والقاعدة البعيدة عن الحسين بمقدار بعدها عن كربلاء !  

ممارسات مخالفة للشرع 

     ومن مظاهر الرحمة الكورونية في عاشوراء هذه السنة أنها أراحت شيعة الحسين من قطع الطرقات التي طالما أمعن حزب الله وغيره بممارستها في أيام عاشوراء، ومعلوم أن حرمة قطع سبيل المؤمنين من الأمور الواضحة الحُرمة والمسلمة والبديهية التحريم في الفقه الجعفري، والطُرُق هي من أبرز مصاديق سبيل المؤمنين، وقطعها من كبائر الذنوب المنصوصة التي توعَّد الله عليها دخول النار والعذاب الأخروي، في حين أن الحسين استشهد دفاعاً عن الشرعية وتأكيداً منه لرفض الذين يخالفون فقه الله وشرع الله وأحكام دينه، فلا يكون حسينياً من يفعل المحرمات باسم الحسين، وهذا ما كان يفعله حزب الله باسم عاشوراء والحسين طيلة أكثر من ثلاثة عقود قبل هذه الفترة الكورونية. 

 علماً أنه يوم انطلق الحزب كان يقتصر على عقد المجالس الحسينية داخل الحسينيات والمساجد، وفي الساحات الخاصة والبيوت، وهذا هو النهج الطبيعي الذي لا يؤدي إلى الوقوع في الحرام بقطع الطرقات العامة باسم الحسين عليه السلام، ولكن الحزب بعد تمدده الأخير في محاولاته لبسط سلطته على المناطق ذات الأغلبية الشيعية في ضاحية بيروت الجنوبية وبعض مناطق مدن صور والنبطية وبعلبك وأماكن أخرى، بعد هذا التمدد صار يمارس سياسة قطع الطرقات العامة باسم الحسين مؤكداً بذلك بُعد الحزب قيادة وقاعدة عن مفاهيم عاشوراء الحقيقية الحسينية وذلك في الممارسة العملية رغم كثرة الحديث عن هذه المفاهيم نظرياً عبر شاشات التلفزيون من قبل أمينه العام ورموزه الحزبيين من معممين وغير معممين !  

فالحسين وعاشوراء في عمقها ومفاهيمها الحقيقية في وادٍ وهؤلاء في وادٍ آخر، على كثرة المعممين المنتمين لهذا الحزب والذي كان يقول عنهم ويصفهم الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين بقوله : ” بالزي الكامل مع القليل من العلم “، وكل هذا فضلاً عن ممارسات مناصري الحزب وعناصره ومسؤوليه الميدانية البعيدة عن فقه الحسين ومبادئ الحسين وعاشوراء والنهضة الحسينية، فهم يستغيبون ويبهتون ويفترون ويتهمون ويقذفون بالمحرمات ويؤذون ويعتدون في كل الاتجاهات دون حسيب ورقيب مستقوين بالسلاح وكثرة العدد والقدرة على الاجتماع بسرعة، فمن يأخذ بحق الذين ظلموا من قبل هذا الحزب وتشكيلاته في العقود الأربعة الماضية خصوصاً في البيئة الشيعية ؟  

     ولكن على من تقرع مزاميرك يا داوود ؟ …  

السابق
عدّاد «كورونا» يواصل تحليقه.. كم بلغ عدد الاصابات والوفيات اليوم؟!
التالي
بعد 6 سنوات على حادثة اغتصاب في مصر.. توقيف الفاعلين في لبنان!