فرنسا تطلق نفير «زوال لبنان»..وتوقعات دبلوماسية برئيس حكومة «يستقبل» ماكرون!

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
عكس تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم الخميس بأن "لبنان يواجه خطر الزوال في حال لم يتم تشكيل حكومة سريعة وإعتماد إصلاحات عاجلة"، حالة السخط واليأس التي يشعر بها المجتمع الدولي وعلى رأسهم فرنسا من المسؤولين اللبنانيين، وذلك على بعد أيام قليلة من الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان للمشاركة في إحتفالية إعلان دولة لبنان الكبير.

إذ بدا السخط ظاهرا على محيا رأس الدبلوماسية الفرنسية حين قال “أن المجتمع الدولي لن يوقع شيكا على بياض إذا لم تنفذ (السلطات) الاصلاحات عليهم تنفيذها سريعا لأن الخطر اليوم هو إختفاء لبنان”.

كلام لودريان ليس الاول من نوعه، إذ سبق أن قاله حين زار لبنان في شهر تموز، وردده بحزم أكبر الرئيس ماكرون بعد إنفجار المرفأ، لكنه يظهر بوضوح أن الفرنسيين ضاقوا ذرعا بالمسؤولين اللبنانيين الذين يتصرفون ويلهثون وراء الحصص والمراكز وكأن الانهيار الاقتصادي لم يحصل وكأن التدهور المالي توقف وأن إنفجار المرفأ لم يزهق أرواح عشرات الضحايا ويشرد مئات العائلات، والانكى أن هذه المراوغة والتسويف يحصل من طبقة سياسية إستدعت المساعدة الدولية منذ بدء الازمة الاقتصادية وطلبت النجدة من الدول الصديقة بعد إنفجار 4 آب لكنها لم تحرك ساكنا إلى الان لتجهيز الارضية اللازمة لترجمة الحلول المقترحة من الفرنسيين إلى واقع ملموس .

طبارة لـ”جنوبية” : الفرنسيون يكملون الضغوط لخرق جدار الفساد السياسي

كل ما سبق يدفع للبحث عما إذا “بلغ السيل الزُبى” عند الجانب الفرنسي، وأن اليأس من فساد المسؤولين اللبنانيين سيدفعهم إلى ترك لبنان لمصيره المحتوم ليتحول إلى دولة مارقة مثلا، والدليل هو قول لودريان حرفيا بأن “لبنان مهدد بخطر الاختفاء”، أم أن المجتمع الدولي ومعه  فرنسا لن يألُ جهدا في إبتداع المزيد من الضغوط على الطبقة السياسية لجرها نحو تنفيذ الاصلاحات؟

موقف فرنسي جاد

ويفسر مصدر دبلوماسي لـ”جنوبية” منهجية التفكير الفرنسي تجاه الازمة اللبنانية بالقول:”الجانب الفرنسي  حريص على عودة لبنان إلى سابق عهده لجهة الاستقرار السياسي والاقتصادي، وأعتقد أن كل الفرقاء اللبنانيين بما فيهم “حزب الله” يعرفون أن المبادرة الفرنسية يجب أن ُتدعم وتنجح، والواضح أن مواقف كل الفرقاء العلنية هي إيجابية تجاه المبادرة الفرنسية”، لافتا إلى أن “ما يريده الفرنسيون هو تسريع الخطى تجاه تشكيل حكومة جديدة حتى تكون زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر فائدة هذا الامر لم يحصل ولكن ممكن أن يحصل قبل الاثنين تكليف لرئيس الحكومة الجديدة عندها يتراجع الاستياء الفرنسي، ويقال أن حركة الاتصالات اللبنانية في هذا الاتجاه كثيفة وستستمر وهذا رأي الرئيس نبيه بري أيضا”.

إقرأ أيضاً: من يحسم «المعركة» الأممية الأميركية لإزاحة «القبعات الزرق» عن الخط الأزرق؟!

ويشدد المصدر على أن “الموقف الفرنسي اليوم هو موقف جدي جدا تجاه دعم لبنان ولن يترك الفرنسيون الامور تفلت من أيديهم، كما أن للمسؤولين اللبنانيين مصلحة بأن يكونوا واقعيين وجديين تجاه صديق لا يملك أجندة سلبية تجاهنا”، مشيرا إلى أن “ما يحصل من إتصالات بين المسؤولين اللبنانيين خلال 48 ساعة الماضية تظهر أنهم لا يريدون خسارة هذا الدعم الفرنسي  وأنه يجب ملاقاتهم في منتصف الطريق”.

ويختم المصدر:”لا أعتقد أن الفرنسيين سيضغطون على المسؤولين اللبنانيين عبر العقوبات المالية، إذا أردنا معرفة الموقف الفرنسي الحقيقي فعلينا التمعن بالنصوص المكتوبة التي قالها ماكرون في لبنان، لأنها تعبر بدقة عن الموقف الفرنسي ويمكن البناء عليها”. 

زيادة ضغوط

ويوافق سفير لبنان السابق في الولايات المتحدة رياض طبارة على أن كلام لودريان هي زيادة للضغوط الفرنسية على المسؤولين اللبنانيين والتي بدأت منذ أكثر من سنتين، ويقول ل”جنوبية”: “الفرنسيون والاميركيون لا يريدون إنهيار لبنان ولكل منهما أسبابه، الفرنسيون لا يريدون تسرب مليون ونصف نازح سوري إلى أوروبا في حال إنهار لبنان، والاميركيون لا يريدون إنعاش داعش من جديد بعد أن برزت محاولات إنتعاشها في شمال لبنان بالاضافة إلى أنهم يريدون إبقاء الجبهة الجنوبية مع إسرائيل هادئة”.

سفير لبنان الاسبق في واشنطن رياض طبارة
سفير لبنان الاسبق في واشنطن رياض طبارة

ويرى طبارة أن “ما قام به الفرنسيون هو وضع خريطة طريق لعدم حدوث الانهيار وهم سيكملون في هذه الضغوط مع الاميركيين حتى الوصول إلى الهدف المنشود وهو خرق جدار الفساد السياسي في لبنان وهذا ما سيكمله ماكرون في زيارته المقبلة إلى لبنان”، مستبعدا أن “يفرض الفرنسيون عقوبات مالية كتجميد حسابات مصرفية لمسؤولين لبنانيين في أوروبا، فهذا الامر متروك للأميركيين كتوزيع أدوار ولهذا حرص ماكرون على إشراك الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الاجتماع الدولي الذي عقد عقب إنفجار المرفأ”.

ويختم:”هذا الامر متروك للولايات المتحدة التي تلوح من فترة لأخرى بوضع السياسيين اللبنانيين على لائحة العقوبات ، لكن توقيت هذه الخطوة غير معروفة إلى الان”.

السابق
بالفيديو: قتيلان و3 جرحى في إشتباك «محور الرّمال- خلدة»..سلاح متفلت وتضارب في هوية المشاركين!
التالي
بالفيديو: «عرب خلدة» يثأرون من «حزب الله»..إحراق مجمع تجاري وسيارات!