نصرالله بين فكّي الحكومة والمحكمة.. يستحضر البوارج و«يتحرش» بإسرائيل!

صورة للدمار الذي خلفه الانفجار في المرفأ
يعكس خطاب أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله امس المأزوم والتصعيدي داخلياً وخارجياً، حالة الضيق التي يعيشها الحزب بعد انفجار المرفأ واستقالة حكومة دياب وارتفاع سقف الشروط الاميركية، التي تفرض حكومة حيادية، وبقاء "حزب الله" خارجها مع استمرار للعقوبات المالية الخانقة على لبنان وعليه.

سلسلة من الخطابات السابقة لنصرالله، تميزت بنَفَس “منخفض”، او تهدوي بالمعني الداخلي والتصعيدي ضد اسرائيل والتهديد برد عسكري على عملية دمشق، والتي قتل على إثرها علي كامل محسن وهو احد عناصر “حزب الله” في غارة اسرائيلية قرب دمشق منذ 3 اسابيع.

خطاب حربي مأزوم

خطاب حربي مأزوم ويعكس ضيق الافق عند نصرالله و”حزب الله”، هذا ما خلصت اليه مصادر متابعة لـ”جنوبية”.

وتتوقف المصادر عند نقطة اساسية وهامة، وهي إعادة نبش الفرضية الاسرائيلية، رغم ان نصرالله نفسه كان قد قلل من اهميتها في خطابه السابق وبعد يومين على انفجار مرفأ بيروت.

إقرأ أيضاً: مساعدات الطائرات الإنسانية إلى «الرفوف» التجارية..والسرقة تنافس «الكورونا» جنوباً!

ويأتي ربط البصمات الاسرائيلية في التفجير بإستنفار ايراني في المنطقة على هدير البوارج الحربية الفرنسية والبريطانية، على شواطىء لبنان بالاضافة الى تحرك اميركي في منطقة الخليج، وملاحقة ناقلات النفط الايرانية المتوجهة الى فنزويلا.    

يبرز تصعيد نصرالله في إتجاه الاسرائيليين امس كحاجة داخلية اولاً لـ”حزب الله” المازوم شعبياً وتنظيمياً

ويبرز تصعيد نصرالله في إتجاه الاسرائيليين امس كحاجة داخلية اولاً لـ”حزب الله” المازوم شعبياً وتنظيمياً بين نارين: نار عد الرد على مقتل علي محسن في سوريا وخذلان جمهور الحزب وعائلته التي وزعت الحلوى عندما قيل ان “حزب الله” دمر ميركافا في مزارع شبعا ليتبين العكس ان قوة من “حزب الله”  وقعت في كمين اسرائيلي في المزارع من دون ان تقتل لاستدراج اسرائيلي لعروض تهدئة من “حزب الله”.

والنار الثانية: خسارة “حزب الله” لحكومته بعد انفجار المرفأ والذي سارع  نصرالله فيه الى نفي المسؤولية الاسرائيلية عنه، حتى لا يتورط هو وحزبه في رد عسكري جديد لا طاقة له عليه، وكل الظروف ضاغطة من حوله لذلك آسر الصمت.

نصرالله برفضه الحكومة الحيادية يستجلب عروضاً او ينتظر نضوج الاتصالات الايرانية- الاميركية الجارية بوساطة عمانية كما أكدت مصادر متابعة لـ”جنوبية”

وامس وفي محاولة لرفع معنويات الحزب وجمهوره وفي ذكرى 14 آب وتداعيات الانفجار وسقوط الحكومة، استعاد نصرالله نغمة التهديدات ضد الاسرائيلي لرفع العصب الشيعي والشعبي ولوضع حد لسكوت الحزب عن هجمة غير مسبوقة اجنبية واميركية وفرنسية وبريطانية وفرقاطات وجنود واسلحة ومساعدات وكلها امور كان الحزب سيثور عليها لو كانت في توقيت آخر.

وفي الملف الحكومي يحتاج نصرالله وفق المصادر الى “إبرة دعم” وتقوية للجماهير التي شعرت ان زمام الامور افلتت من يد نصرالله فسقطت الحكومة واتى الفرنسي والاميركي ليضع شروطاً وليفرض حكومة حيادية او مستقلة قابلها نصرالله بالرفض وهذا طبيعي في انتظار استجلاب عروض او نضوج الاتصالات الايرانية- الاميركية الجارية بوساطة عمانية كما أكدت مصادر متابعة لـ”جنوبية”.

نصرالله مكبل داخلياً وفاقد لزمام المبادرة السياسية بعد استقالة الحكومة وخارجياً هو أسير لموانع اقليمية ودولية تمنعه من الرد على التحرشات الاسرائيلية فيه

ومع إدراك نصرالله ان استمرار حكومة دياب في تصريف الاعمال وسط افلاس البلد وعدم  سماح الاميركي بدخول دولار واحد اذا لم تنفذ الشروط الحكومية، ذهب الى خيار آخر وهو التهويل بالغضب الشيعي الشعبي ضد الحملة التي ستشن عليه وعلى “حزب الله” بعد صدور قرار المحكمة الدولية قريباً وكذلك التلويح بـ7 ايار سياسي وعسكري جديد ، وفي هذا التهديد رسالة تفاوض مباشرة للاميركي والفرنسي، واللذان يتردد انهما لا يريدان للبنان ان “يفرط” ويقع بالكامل في يد “حزب الله” كما لا يريدان ان يسلماه البلد باليد عبر حكومة وحدة وطنية، يديرها كيفما يريد ويضع على رأسها سعد الحريري كواجهة.

لذلك كل الخيارات صعبة امام نصرالله ولا ضير من بعض الصراخ والتهديدات حتى نضوج التسوية او ايجاد من يسمعها ويدفع ثمنها.     

السابق
بالفيديو: مرفأ بيروت الى الحياة بعد 11 يوماً من النكبة!
التالي
التصعيد مستمر.. الخارجية الأميركية تتهم «حزب الله» بزعزعة الأمن الدولي