واشنطن ترفض مشاركة «حزب الله» في الحكومة.. والساعات المقبلة ستكشف المستور!

الحكومة اللبنانية

يدور النقاش في الساحة اللبنانية، بعد استقالة حكومة حسان دياب على وقع انفجار مرفأ بيروت، حول شكل الحكومة المنتظرة، بين حكومة “لم الشمل” أو “الوحدة الوطنية” وبين حكومة مستقلين، في ترقب لنتائج زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل لمعرفة حقيقة اموقف واشنطن من الاستحقاق الحكومي.

وتتحدّث معلومات لجريدة “الأنباء” الإلكترونيّة، عن أنّ الولايات المتحدة الأميركية تصرّ على طرح حكومة حيادية ومستقلة، ولا يشارك فيها أيّ من القوى السياسية. وتكشف المعلومات أن اتصالاً أميركياً – فرنسياً حصل في الساعات الماضية أكّد خلاله الأميركيون تمسّكهم برفض تشكيل حكومة وحدة وطنية.

اقرأ أيضاً: زيارة هيل على وقع إنفجار بيروت.. ودوي العقوبات وترسيم الحدود!

وبحسب المعلومات، فإن واشنطن ترفض بشكلٍ قاطع مشاركة حزب اللّه في الحكومة، وقد استبقت هذا الموقف بالتلويح بفرض عقوبات على الحزب، وبعض المتحالفين معه قبل نهاية الشهر، وربما بالتزامن مع صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ما يعني أن التصعيد الأميركي مستمر، لغاية تحقيق الشروط المفروضة أميركياً، والتي أصبحت معروفة، وهي ترسيم الحدود، وتوسيع صلاحيات اليونيفيل، وتفكيك صواريخ حزب اللّه، وضبط معابر التهريب بين لبنان وسوريا، بالإضافة إلى الإشراف على عملية إعادة إعمار المرفأ، والدخول في إصلاحات جذرية وجدّية اقتصادياً ومالياً من خلال صندوق النقد الدولي.

ومما لا شك فيه أن الساعات القليلة المقبلة ستكشف المستور في حقيقة الموقف الأميركي مع بدء هيل لقاءاته مع مختلف الأفرقاء المحليين. والمفارقة أنه بالتزامن مع الزيارة الأميركية حطّ في بيروت وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف. ولا بد من مراقبة هذا التحرك لمعرفة إذا ما كان سيحصل تبادل للرسائل غير المباشرة بين ظريف وهايل حول الوضع في لبنان.

واشنطن ستحمي الشعب

 وأشارت “اللواء” انه على الرغم من الارتياح الذي نقله مراقبون قريبون من “حزب الله” للحركة الفرنسية المرتكزة برأيهم على «تنسيق ما» بين باريس وطهران وقبول أميركي بحدود معينة، والتي لم تتناول موضوع سلاحه، فإنهم يعتبرون أن معادلة النوايا الحسنة لم تتحوّل بعد إلى وقائع حاكمة في المشهد اللبناني نظراً لتعقيدات داخلية وضبابية خارجية، ذلك أنه من غير الواضح ما إذا كان هناك تفويض أميركي وما هي ماهيته وطبيعته وحدوده، فضلاً عن أن التطورات المتسارعة في المنطقة، وما شهدته أمس من تحولات في المشهد العربي في ضوء إعلان دولة الإمارات عن إقامتها علاقات ثنائية كاملة مع إسرائيل، ستكون لها نتائجها وارتداداتها وتداعياتها في هذا التوقيت، فيما المواجهة الأميركية – الإيرانية لا تزال على أشدها مع تقلص احتمالات أي اختراق ملموس في العلاقات بين واشنطن وطهران قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ووفق الانطباع الذي خرج به “لوبي أميركي” من أصل لبناني اجتمع أمس بطاقم من الخارجية الأميركية أن إدارة دونالد ترامب أرادت من زيارة ديفيد هيل أن تُرسل إلى اللبنانيين رسالة واضحة بأنها ستقف إلى جانب الشعب، وستعمل على حمايتهم، وأنها لن تمحض دعمها لحكومة لا تمثلهم ولا تعبّر عن تطلعاتهم. وسينقل هذه الرسالة بوضوح المسؤول الأميركي إلى القيادات الشابة والمجتمع المدني كما إلى المسؤولين في الحكومة المستقيلة وإلى المؤسسة العسكرية، ذلك أن رهانها ما عاد على قدرة القوى السياسية في إحداث التغيير بل على الشارع وطموحات الشارع وأحلامه، وهي ستعمل على مدّ اليد للمنطقة المنكوبة في خطوات ملموسة.

والأهم في ما لمسه أعضاء اللوبي الأميركي من أصل لبناني أن لا تراخٍ في موقف واشنطن من «حزب الله» ومن حلفائه، وأن سياسة الضغوط القصوى مستمرة التي يندرج الكلام عن لائحة جديدة من العقوبات في إطارها.

السابق
مع تراجع دولار السوق السوداء.. هل من تغيير بتسعيرة الصرافين؟
التالي
شقيق الشهيد رالف ملاحي ينعيه بكلمات مؤثرة: «خسرت سندي»!