زيارة هيل على وقع إنفجار بيروت.. ودوي العقوبات وترسيم الحدود!

ديفيد هيل
يحطّ مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل في مطار بيروت مساء اليوم الخميس، وهذه ستكون أول زيارة لمسؤول أميركي عقب انفجار مرفأ بيروت الكارثي الذي دمر جزءا كبيرا من المدينة وتسبب بمقتل مئات المدنيين وجرح الآلاف.

بعد يومين من انفجار بيروت الذي حصل في الرابع من شهر اب الحالي وما صحبه من اتهامات بالتراخي والفساد، الى اتهامات لحزب الله انه صاحب الشحنة المنفجرة، فاجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الراي العام اللبناني باعلانه أن “المحادثات مع الأميركيين في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل اصبحت في خواتيمها”، وقد عد المراقبون هذا الاعلان تنازلا مفاجئا من حزب الله الذي كان يتهم من قبل المجتمع الدولي بتسويف ترسيم الحدود عبر تسليم الملف للرئيس بري. 

اما التنازل الثاني من قبل حزب الله وحلفائه فكان تسهيل فرط حكومة حسان دياب واستقالتها، وذلك بعد مظاهرة 8 آب الحاشدة بيومين، منهيا بذلك عهد حكومة اللون الواحد. 

اقرأ أيضاً: سعود المولى يُحذّر من صفقة «حزب الله» – أميركا- إيران.. ويدعو الى تحرك ثوري عاجل للمواجهة!

ترسيم الحدود 

تؤكد المصادر أنّ ملفّ ترسيم الحدود سيكون بنداً أول على “جدول أعمال” هيل، وهو سيعمل بشكلٍ جدّي على إعادة فتح مسار التفاوض مع لبنان على هذا المستوى، خصوصاً بعد “الفرملة” التي اصطدمت بها المفاوضات على هذا الصعيد في وقتٍ سابق. 

ولن يغيب ملفّ التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) عن جدول أعمال المسؤول الأميركي، الذي سيشرح وجهة نظر بلاده لجهة تعديل مهام القوات الدولية، خصوصاً بعد ما أثير أخيراً حول وجود توجّه لعدم التجديد للقوات، وهو ما تنفيه المصادر من حيث المبدأ. 

وتشير المصادر ذاتها، إلى أن “هيل سيتحدث في ثوابت الإدارة الأميركية تجاه الأزمة في لبنان خلال اجتماعاته مع المسؤولين الذين سيلتقيهم”، معتبرة أن “استقالة الحكومة لا تغيّر شيئاً في هذا الأمر، بل لعلها تشكل عاملاً إضافياً لتأكيد موقف واشنطن الثابت وشروطها المعلنة لمساعدة لبنان لحل أزمته المالية والاقتصادية”. 

جيفري فيلتمان، السفير الأميركي الأسبق في لبنان قال إن باسيل كان يجب أن يخضع للعقوبات منذ زمن، خاصة أن ما قام به من تمكين حزب الله سياسيا لم يقم به أحد من قبل

وتشدد على أن “هيل سيؤكد امام من يلتقيهم، على المطالب والشروط الأميركية لعودة الدعم الدولي للبنان وإنقاذه من الانهيار، وأن لا دعم ولا مساعدات من دون إقرار الإصلاحات المعروفة ووقف الفساد. وأنه من الأفضل تشكيل حكومة لا تضم حزب الله، إذا كان لبنان يرغب فعلاً في الحصول على دعم العالم للخروج من أزمته”. 

العقوبات تتمدد وتشمل باسيل وحركة أمل 

ولا يبدو ان اميركا في صدد التوقف عن محاصرة حزب الله وحلفائه، فقد قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تحضر جملة من العقوبات ستوقعها على حلفاء حزب الله في لبنان.وستشمل العقوبات عددا من السياسيين ورجال الأعمال اللبنانيين.  

العقوبات ستجمد أي أصول للأشخاص أو الكيانات المستهدفة، والتي قد تكون موجودة تحت الولاية القضائية للولايات المتحدة، وتمنع دخولهم إليها، كما أنها ستعتبر تمويلهم جزءا من الفساد وتمويل الإرهاب. 

وأشارت الصحيفة إلى أن أحد الحلفاء الرئيسيين الذين يطالب المسؤولون الأميركيون بإخضاعهم للعقوبات هو جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني ميشال عون، ووزير الخارجية السابق ورئيس التيار الوطني الحر أحد أهم حلفاء حزب الله إلى جانب حركة أمل التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري. 

اقرأ أيضاً: رصد لزيارة هيل.. «فيتو» واشنطن مستمر على مشاركة «حزب الله» في الحكومة؟

جيفري فيلتمان، السفير الأميركي الأسبق في لبنان قال إن باسيل كان يجب أن يخضع للعقوبات منذ زمن، خاصة أن ما قام به من تمكين حزب الله سياسيا لم يقم به أحد من قبل، ناهيك عن توفير غطاء مسيحي للميليشيا الممولة من إيران. 

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي المكاسب التي سوف يتلقاها حزب الله مقابل هذين التنازلين، ترسيم الحدود، واستقالة حكومة اللون الواحد؟ مصدر مطلع افاد موقع “جنوبية” ان المكسب الوحيد الذي سوف يحصل عليه حزب الله هو عدم اصرار الاميركيين والفرنسيين على المطالبة بتحقيق دولي!

السابق
بين جدار برلين و حائط «حزب الله»!
التالي
ليلة إنقلاب حزب الله على «حكومته».. إبحث عن الإنتخابات!