بين جدار برلين و حائط «حزب الله»!

الضاحية الجنوبية

جدار حزب الله بات يفصل بيروت والمناطق والمدن اللبنانية عن بعضها، الغرض منه بحسب ما هو معلن من قبل قادة الحزب وسيدهم تحجيم المرور بين المنطقين بحجة الحماية من الطحشة الأمريكية الغربية والإسرائيلية والحؤول دون سيطرتهم ومن معهم على المنطقة، مع العلم وبالقياس إلى تسلسل الأحداث والصراعات وانسيابها هم من سهل قرار توغلهم إلى الجغرافيا العربية بشكل او بآخر، حائط للأسف إكتمل بناءه في العقول وبدأ يباعد بين القلوب، بناة الجدار يطلقون عليه إسم جدار العزة وأخرين يصفونه بالعار، ستار حديد جرى تحصينه مع الزمن أصبح يفصل بين اللبنانيين من جهة وبينهم وبين محيطهم و دول صديقة أخرى.غياب النظام القيمي المشترك باعد بين المواطنين وسهل تفكك الدولة، لعبة برلين هذه لا يستهويها معظم اللبنانيين،لا بد لهذا الجدار أن ينكسر ويهدم وإلا ستنهار الجمهورية ومؤسساتها ستردم. 

اقرأ أيضاً: علي الأمين: إنفجار المرفأ نتيجة امعان «حزب الله» في تجويف الدولة!

جدار مخالف

السؤال اليوم يدور حول ما يمكن فعله مع جدار مخالف وجوده لقانون البلد؟ ما الممكن عمله مع بناء عجزت كل القوى عن إيقاف بناءه مع الزمن؟ ما هو الموقف الواجب اتخاذه من قصر النظر؟، هل يجوز أن ترتاح الأوطان وتستسلم لعجز السلطة عن أداء دورها في الدفاع عن وجود لها قد كان؟. القفز من فوق الجدار يعني الفرار ولا يعني إنتهاء وجود العمار، الآن أو غداً لا بد وأن ينهار هذا البناء ويُزال، ومن وجب الشروع بهذه المهمة هم الأعداد الكبيرة التي لا بد لها أن تزداد وتتحرك وتفتح كوة من الناحية التي فيها من دك دعائم هذا البناء، حينها فقط يسهل حدوث الفرج وندرك سقوط ما يفصل بين الأهل والأصحاب، السواد الأعظم من اللبنانيين يرفض فكرة الستار أو العازل الذي يفصل بينهم طالما هم ارتضوا بقوة الطبيعة أن يكونوا شركاء متساويين في الحقوق والواجبات.

لماذا هذا التحول؟ ولماذا إعتناق فكرة التقوقع والإصرار على الإختناق؟ هل هو خوف حزب الله من التصلب الأمريكي إتجاه مشروعه وإيران في ظل تقاطع النفوذ بينهم في المنطقة؟. هل السبب الثاني للتحول نابع من خوف الحزب من الحصار ومن وقوع الحرب على أرضه؟.أم ان الأمر بالنسبة له ليس إلا دعاية عسكرية واسعة النطاق مكثفة وبنتيجتها سوف تعرض عليه تسوية ويخشى أن يكون حينها ضعيف الحال وعدوه يتمتع بالقوة التي تخوله عليه الإنتصار؟

الحرب الساخنة

هل هي بداية نهاية الحرب الساخنة في المنطقة؟ كل المؤشرات تأخذنا إلى فرضية أن الإشتباك المباشر مع حزب الله هو لتحجيم دوره في المنطقة خصوصا وأنه يشكل الذراع الدينوعسكرية لنظام طهران، كرة الثلج المتجهة إليه بدأت تكبر، هامش المناورة المتبقي له أغلق بإستراتيجية الحوار المفتوح والدمقرطة التي بدأت تؤتي ثمارها وبدى انها تسمح للناس بالتعبير عما يدور في خلدها بحرية مستخدمة أفكار ليبرالية ناعمة، محاولة قمعها بوسائل الدولة الموالية وصلت إلى حد ما عاد يحتمل وباتت تشكل عبء ثقيل عليه بعدم تحول إلى نظام، تمدد نفوذه بعد أن زاد في الحياة العامةً وترافق  مع تدابير قمعية أخسره معركة أساسية في حرب تشن عليه بلا هوادة شاملة.

هل هي بداية نهاية الحرب الساخنة في المنطقة؟ كل المؤشرات تأخذنا إلى فرضية أن الإشتباك المباشر مع حزب الله هو لتحجيم دوره في المنطقة خصوصا وأنه يشكل الذراع الدينوعسكرية لنظام طهران

الحزب مرتبك، موافقته على إسقاط حكومته ليست صدفة، سياسة القمع المفرطة المستخدمة ضد الشعب الثائر اسقطت الكثير من خياراته يضاف إليها عمق الوجع الذي أصاب الشارع المسيحي تحديداً في 4 آب على أثر الإنفجار الهيروشيمي بحيث سقطت ورقة التين التي سترت عورته كل تلك الفترة وسميت حينها بتفاهم كنيسة مار مخايل.
لبنان اليوم والآن في حركة صاخبة تقوده  مجموعة عوامل إلى هذا التسارع في التقدم نحو الامام، سقوط جدار حزب الله سيحفز الأحداث ويُسرعها بشكل غير مسبوق ويجعلها مترافقة مع تغيرات جيوبوليتيكية ضخمة بالاستطاعة تصورها، تبدأ بالإعلام الموجه القاسي ضده تستخدم لها نبرة صطدامية تشي مع غيرها من المواقف السياسية والدبلوماسية الإقليمية والدولية بتغير كل شيء في غمزة من عين التاريخ.

اقرأ أيضاً: الشويفات مذعورة من مواقع وأنفاق «مصورة» لـ«حزب الله».. ورئيس البلدية: إذا صحت كارثة!

الجدار فكرة عالمية تاريخية مستخدمة في الحروب إلى جانب القلاع، لكن وجودها كان دائماً مرادفاً لبطولات إقتحامها وخرقها وعبورها بعد تدميرها للإستيلاء على ما خلفها، ولربما بل على الأرجح أبطالها اتصفوا دوما” بالنبالة وقصصهم كانت أكثر تداولاً ومؤرخة.

السابق
شقيقة نادين نجيم تكشف تفاصيل يوم الانفجار وحالة أختها الصحية!
التالي
زيارة هيل على وقع إنفجار بيروت.. ودوي العقوبات وترسيم الحدود!