ارسلوا الى التهلكة.. لحظات شهداء الإطفاء الأخيرة أمام «باب جهنم»!

عنبر رقم 12 مرفأ بيروت

ادرك اللبنانيون بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت، ان الفساد يقتل ويدمّر وطنا وليس فقط يفقر ويذل، فيوما بعد يوم يتبين حجم الاهمال واللامسؤولية لدى السلطات المتعاقبة التي وضعت اطنان من المواد المتفجرة في قلب المدينة على الرغم من ادراكهم مدى خطورتها.

الا ان المصيبة الأكبر كانت بغياب الضمير الكلي، اذ كان يدرك المسؤولون عن ادراة المرفأ ماذا يحوي عنبر “12” عنبر الموت ورغم ذلك ارسلوا رجال الأطفاء الى التهلكة دون اعلامهم بما سيواجههم.

عوفي التفاصيل، انه عند الساعة 5 و50 دقيقة من مساء الثلاثاء 4 آب، ورد اتصال الى فوج إطفاء بيروت من غرفة عمليّات شرطة بيروت، بلّغت فيه عن حريق في العنبر الرقم 12 في المرفأ، من دون تحديد طبيعته. ولأن مركز الكرنتينا الرئيسي للفوج هو الأقرب إلى مكان الحريق، تدخّلت سيارة إطفاء وفرقة إسعاف من الفوج. كان على متن الرحلة المأسويّة عشرة متطوّعين، لم ينذرهم أحدٌ إلى أي قدر يذهبون، وهم: نجيب وشربل حتّي، رالف ملّاحي، شربل كرم، جو نون، إيلي خزامي، رامي كعكي، مثال حوّا، جو بو صعب… لا يزالون في عداد المفقودين، وسحر فارس المسعفة التي زفّتها بلدتها القاع إلى مثواها الأخير أمس.

مع وصول المتطوّعين إلى مكان الحريق في العنبر المشؤوم، أدركوا أن “الحريق كبير”، من دون أن يعرفوا طبيعته ولا نوع المواد المشتعلة فيه. طلبوا الدعم، قبل دقائق معدودة من الانفجار الكبير الذي وقع عند الـ6:08 دقائق. طلبهم للدعم أنقذ رفاقهم في مركز الكرنتينا. إذ غادر هؤلاء مكاتبهم وغرف نومهم، ولدى صعودهم إلى السيارات وقع الانفجار الذي أدى الى تضرّر قسم كبير من المركز الذي كانوا قد غادروه للتو.

اقرأ أيضاً: رواية امنية رسمية.. هكذا انفجر «عنبر الموت»!

قبل الانفجار بدقائق، كانت سحر فارس قد التقطت الصورة الأيقونيّة لرفيقيها وعامل ثالث من المرفأ، يحاولون فتح باب العنبر. باب جهنّم التي تذوّقت بيروت نارها. هي الصورة التي انتشرت مع سؤال: “من أرسل عناصر الفوج إلى التهلكة؟”. كما صورت فيديو مدّته 24 ثانية (غير منشور) للعنبر المشتعل من داخله والعناصر يهمّون بالاقتراب منه. هذا آخر ما أرسلته إلى مجموعة الواتساب الخاصة برفاقها في الفوج، لإعلامهم بمدى ضخامة الحريق. أحد رفاق الفوج لفت في اتصال مع “الأخبار” إلى أن “الغريب هو عدم وجود أي شخص لدى وصولهم إلى موقع الحريق. كانوا وحدهم يحاولون فتح الباب، كما أظهرت صورة سحر”. ويضيف “لم يعلموا ما هي المواد المشتعلة، لم يتمّ التبليغ عن محتويات العنبر، لماذا كانوا وحدهم؟ ثمة ما لم نفهمه!”.”.

السابق
دولار الصرافين.. هل من تغيير بالتسعيرة؟
التالي
لودريان.. عندما تغضب «الأم الحنون»!