لودريان.. عندما تغضب «الأم الحنون»!

لودريان

خلصت زيارة وزير الخارجية الفرنسي الى بيروت، الى نتيجة خلاصتها”فالج لا تعالج” بهذه العبارة اللبنانية يمكن اختصار ما قاله الوزير الفرنسي ايف لودريان في لقائه مع الصحفيين الفرنسيين في السفارة الفرنسية، بعد اختتام لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين.
يروي ل”جنوبية” احد الزملاء المشاركين في اللقاء الذي “غلب عليه التشاؤم” ان لودريان في رده على سؤال احد الصحفيين الذين رأوا في تصريحاته التي صدرت عنه خلال الزيارة، بانها لا تتسم بالدبلوماسية، قال، ما قلته في الغرف المغلقة مع المسؤولين كان اشد واقسى، مضيفا اننا نعرف كل ما قامت به الحكومة ومجلس النواب وما لم يقدما على فعله من خطوات ضرورية وملحة، الوزير الفرنسي كان يعبر خلال اللقاء عن يأس فرنسي من السلطة، والأهم ممن كان يفترض منهم ان يظهروا اهتماما بالدور الفرنسي الذي لا يريد اكثر من رسالة عملية تظهر ان الحكومة اللبنانية بدأت بالشروع في بعض الاصلاحات، من اجل دعم التوجه الفرنسي الذي كان يراهن على استجابتها، كتمهيد ضروري لدعم لبنان.

الخيبة الفرنسية، بحسب المصدر الفرنسي الذي واكب زيارة لودريان، هي من حزب الله ومن خلفه ايران، ذلك ان الخارجية الفرنسية خلصت الى ان فُرص لعب دور المسهل لدولة لبنان، او الوسيط بين المصالح الايرانية والمصالح العربية والدولية، باتت شبه مستحيلة، وهي تحمل الطرف الايراني وامتداداته اللبنانية، مسؤولية عرقلة الدور الفرنسي الانقاذي للبنان.

اقرأ أيضاً: علي الأمين: السُلطة تجهد لإخراج «حزب الله» من كارثة المرفأ!

لودريان يعتبر ان فرنسا ليست في وارد ادارة الظهر للبنان، وهي اظهرت من خلال خطوة دعم المؤسسات التربوية الفرنكوفونية في لبنان جانبا من هذا الحرص على بقاء لبنان وصموده. اما ما لم يقله لودريان امام الصحفيين فهو ما يتصل بوزارة الخارجية الفرنسية التي باتت على اهبة الانتقال الى مرحلة جديدة في سياستها اللبنانية، واولى تجليات هذا الانتقال هو ما يتصل بتعيين سفير جديد في لبنان (السفيرة آن غريو)، وهي دبلوماسية فرنسية توصف بالمتشددة، بخلاف السفير الفرنسي الحالي برونو فوشيه الذي يعرف بانه الشخصية القريبة من فريق الممانعة، وكما هو معروف كان سفيرا لفرنسا في ايران قبل قدومه الى لبنان قبل نحو ثلاث سنوات، ويعتبر من اكثر السفراء الفرنسيين الذين خدموا بلادهم في لبنان، قربا وتنسيقا مع حزب الله.

الانتقال الى الضفة المقابلة لضفة ايران في لبنان، بات محسوما بحسب تقديرات مصادر فرنسية غير رسمية، والتي تعتبر ان فرنسا ستكون في موقع دعم البطريرك بشارة الراعي في دعوته الى الحياد، وهي توقعت ان يقوم بعض الوزراء بالاستقالة من الحكومة (قبل استقالة ناصيف حتي) وذلك لأن من كان يراهن على قدرة الحكومة على وقف الانهيار، بات موقنا ان ذلك من ابواب المستحيل.


من هنا يمكن تفسير موقف رئيس الحكومة حسان دياب السلبي من زيارة لودريان الى بيروت، وهو عبر عن حنق تجاه صراحة الوزير الفرنسي الذي قال كلاما “مهينا” تجاه الحكومة بحسب ما تناقله القريبون من دياب، ومختصره ان الوزير الفرنسي كذب كل ما يقال عن اصلاحات قامت بها الحكومة.
الانتقال الى الضفة الاميركية، سيجعل الخارجية الفرنسية، امام سلة اجراءات جديدة منها خفض مستوى التواصل مع حزب الله، وهو تحدّ سوف يقع على عاتق السفيرة الجديدة، وربما تذهب السياسة الفرنسية نحو تبني الخيار الاوروبي لجهة تصنيف حزب الله بالكامل كمنظمة ارهابية، ففرنسا التي لا تزال تتفادى اتخاذ هذا القرار، باتت في موقع اخذ القرار بين الوقوف في وجه السياسة الاميركية المتمسكة بتحجيم حزب الله وتقليص دوره، وبين مراعاة حزب الله والنفوذ الايراني الذي بات بنظر الفرنسيين مدمرا لآخر معاقل فرنسا في شرق المتوسط سواء في لبنان او سوريا.

السابق
ارسلوا الى التهلكة.. لحظات شهداء الإطفاء الأخيرة أمام «باب جهنم»!
التالي
«شحنة الموت».. تحقيقات فرنسية وقبرص تستجوب مالك السفينة المشؤومة!