حتي «يبق البحصة» والإستقالة.. ولن يكون في «جلباب» حزب الله!

ناصيف حتي
طفح كيل وزير خارجية لبنان ناصيف حتي بسبب فائض التهميش الذي يتعرض له في حكومة حسان دياب، فتناقلت وكالات الانباء الليلة خبر عزمه على تقديم استقالته غدا الاثنين.

لم يكن مفاجئا خبر عزم وزير الخارجية اللبنانية تقديم استقالته غدا الاثنين، خصوصا لمن يعرف الوزير الدكتور ناصيف حتي وما يتمتع به من مناقبية اضافة الى حرصه على صون تاريخه الدبلوماسي والاكاديمي العريق من التهشيم والتهميش الذي يتعرض له في حكومة حسان دياب، المسيطر عليها من قبل حزب الله وحليفه تيار رئيس الجمهورية الوطني الحر بقيادة رئيسه جبران باسيل.

واذا كانت الدبلوماسية سربت ان السبب الرسمي لنقديم الاستقاله هو انسداد الافق، فان ثلاثة اسباب نقلها عنه اعلاميون سوف تؤدي غدا لتقديم حتي استقالته بشكل رسمي لرئيس الحكومة، وهذه الاسباب هي:

اولا: استحواذ رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية السابق جبران باسيل على كامل اجهزة وزارة الخارجية وعدم السماح لحتي بتوظيف مستشار واحد خارج طاقم باسيل الذي يستمر بممارسة عمله وتلقي اوامره منه لاغيا بذلك دور الوزير الجديد، ومقللا من شأنه واحترامه لكفاءاته ولتاريخه الحافل بتقلد المناصب الرفيعه في السلك الدبلوماسي، وكأن تسمية حتي من قبل التيار الحر كوزير للخارجية ثمنه ان يصبح دمية بيد باسيل ومعاونيه.

ثانيا: زيارة مدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المحسوب على حزب الله الى الكويت من اجل محاولة استجلاب مساعدات اقتصادية للبنان، مهمشا بذلك ايضا وزير الخارجية ناصيف حتي ودوره، ومتعديا على صلاحياته، فما هي العلاقة بين مهمة اللواء ابراهيم في الكويت ومهامه كمدير الامن العام؟!

اما السبب الثالث الذي تسبب باستياء حاد للوزير حتي طفح معها الكيل، فهو زيارة وزير خارجية فرنسا لودريان للبنان، التي جرت قبل ١٠ ايام وما رافقها من مواقف ارتجالية غير مدروسة صدرت عن رئيس الحكومة حسان دياب، دون مشورة ولا دراية من وزير الخارجية اللبنانية، فالكلام الفج غير الدبلوماسي الذي صدر عن رئيس الحكومة بحق وزير خارجية فرنسا ردا على مطالبته بالجدية في الاصلاح،  تسبب بإحراج كبير للدبلوماسية اللبنانية، وفضح المستور وهو هشاشة الحكومة التي تحاول التستر على أخطائها الفادحة وتحاول بكل وسيلة حماية حزب الله وتنفيذ ارادته بالسيطرة على القرار الخارجي للبنان بشكل مباشر.

وبانتظار ما سيكون غدا، من تفاصيل ترافق اجراءات تقديم استقالة وزير الخارجية الذي ضاق بحكم التيار البرتقالي ورئيسه جبران باسبل، فان المراقبين يؤكدون انها سوف تشكل ضربة مزدوجه للتيار وحليفه الاقوى حزب الله، ولسياسة استتباع الوزراء في حكومة دياب وتهميشهم جملة، دون التحسب ان بعضهم كالوزير حتي يمكن ان يتمرد ويحتج، كي ينأى بنفسه وتاريخه عن حكومة فاشلة لا تتقن سوى حرفة احتكار السلطة والمحاصصة والتسلط على المواطنين وسائر مؤسسات الدولة دون تمييز، حتى لو نال ذلك من وزير فاعل في حكومتها.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الأخبار المسائية لليوم 2/8/2020
التالي
حزب الله «يُرّبي» الحكومة بناصيف حتيّ!