«عراب التغيير» الفرزلي لـ «جنوبية»: الحكومة أعادت لبنان الى العصر الحجري!

ايلي الفرزلي

لم تطو صفحة تغيير الحكومة لدى القوى السياسية القيّمة عليها، وإن سُحبت من التداول الاعلامي والعلني، لكن الفكرة لا تزال تدور وتختمر في أروقة الرئاستين الاولى والثانية ورؤوس كل القوى السياسية التي تدور في فلكهما وأولهم “حزب الله”، هذا ما تشي به لهجة نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي وإنتقاداته اللاذعة لأداء الحكومة “التي أظهرت عجزا فادحا في إحداث ثغرة تمكّنها من التواصل مع المجتمع الدولي” كما يقول ل”جنوبية”.

اقرأ أيضاً: لبنان يدخل «نظام الفوضى» من بوابة «حزب العهد»!

نائب رئيس مجلس النواب لا يهدأ. هذه هي عادته التي يكثفها في هذه الايام فيتواجد في كل المقرات ويتداول مع كل المرجعيات بما يمكن فعله لإنتشال “لبنان من أزمته السياسية”، والتي هي برأيه “باب الداء والدواء، وليس الوضع الاقتصادي على الرغم من حراجة وجدية الازمة المالية النقدية الاقتصادية”.

الحكومة ألحقت أضرارا بالبلد

يشرح الفرزلي لـ”جنوبية” أن “الازمة الحقيقية هي الأزمة السياسية، وإذا وجدت لنفسها الحل، أو وضعت على طريق التخفيف من حدتها فإن ذلك سينعكس على كل ما عداها، خصوصا لجهة إيجاد واقع حكومي جديد يفسح المجال أمام تبني الاصلاحات، وبالتالي الذهاب عميقا بإتجاه إيجاد ثقب في جدار الحصار المالي”، جازما أن “الامر ممكن”، أما “فكرة الإنهيار فمستبعدة، وقد  يكون متعمدا  لأجل تحقيق الاهداف المرجوة في السياسة”.

نسأل هل يعني أننا أمام تغيير حكومي مقبل، و من يتعمد إيصالنا إلى الانهيار؟

فيجيب:”بصرف النظر عمن يتعمد إيصالنا إلى هذه المرحلة، هذه الحكومة  بالرغم من نواياها الطيبة والايجابية، وتعاطفي مع بعض شخصياتها على المستوى الشخصي، لكن ذلك لا ينفي بأن هناك عجزا حقيقيا من إيجاد خرق مع المجتمع الدولي الذي يمارس الحصار على لبنان، وبالتالي يجب إعادة النظر بالوضع الحكومي، ولا يوجد شيء إسمه نهائي في هذا الموضوع  ولا يجوز أن يكون الامر كذلك”. 

دياب لم ينجح في الحوار حتى مع صندوق النقد 

وعلى قاعدة “وجوب أخذ الحيطة والحذر”، يرى الفرزلي أنه “يجب العمل على تأمين واقع حكومي جديد قبل إستقالة الحكومة، ولا أريد ان أتحدث عمن يتولى هذا الامر ولكني أؤكد أنه هكذا يجب أن يكون وأنا أقولها علنا وأعمل عليها، وكل الاطراف تعلم أننا يجب أن نعمل على إيجاد هذا الواقع، وحتى الحكومة تدرك تماما أن مسألة عدم وجود البديل هو الضمانة لإستمراريتها( كما قال الرئيس حسان دياب) وأعتقد أن واجب القوى السياسية إيجاد البديل الذي يؤدي الغاية”.

لكن ماذا عن “حزب الله” الذي يعتبر الشريان الاساسي الذي يغذي وجودها؟ يقول الفرزلي :”لا أستطيع أن أتكلم عن كيفية مقاربة “حزب الله” لموضوع التغيير الحكومي، لكني أستطيع القول أنه متفهم لهذا الطرح و يجب أن يكون كذلك إلا أنه لا يريد حصول فراغ في البلد”.

الواقع حكومي جديد يخرق الحصار المالي

يسترسل الفرزلي في تعداد مآخذه على حكومة دياب، فيقول:”هذه الحكومة لم تنجح في الحوار حتى مع صندوق النقد الدولي، وحاولت أن تبيع مواقف سلفا وألحقت أضرارا بالبلد، وهي عندما تقول أن الديون أعلى بكثير مما إعتقد البعض وأخذت موقفا سلبيا من البعض لأنه قال أن الديون أقل، هذا أمر يجب أن يرسم عليه ألف علامة إستفهام “. يضيف:”الحكومة التي جعلت لبنان في مصاف الدول المتعثرة عن الدفع، ولم تفكر لحظة بالتفاوض على تأجيل الدين العام لمنع تصنيف لبنان بأنه دولة متعثرة، هذا أمر يجب أن ترسم عليه ألف علامة إستفهام أيضا”.

“حزب الله” متفهم لطرح تغييرها 

بالاضافة إلى همّ الخروج من الأزمة السياسية، هل ثمة من يبحث عن إخراج المواطن من همّ تأمين الكهرباء والمازوت ومحاربة الغلاء الفاحش، وأين أصبحت مهمة مدير عام الامن العام عباس إبراهيم في هذا الاطار؟ يجيب الفرزلي :”لا حل طالما أن الازمة سياسية، كل ما يحصل هو حلول آنية سرعان ما تنهار أمام الضغوط وبقاء لبنان على هذه الشاكلة سيعيده إلى العصر الحجري، أما مهمة اللواء إبراهيم فلا أملك أي معلومات عنها”. 

في ما يتعلق بالاعتداء الاسرائيلي على حدودنا الجنوبية، يتبنى الفرزلي مقولة أن ما حصل “كان مسرحية إسرائيلية”، ويفسر ذلك بالقول: “هدف العدو الاسرائيلي إغراء “حزب الله” لتبني مقولة أنه أدى قسطه بالرد و يكتفي بذلك، عبر إشاعة خبر بأن هناك صاروخ كورنيت إستهدف آلية عسكرية إسرائيلية، والاشاعة بأن هذه العملية ليست بسيطة ودعوة مجلس الوزراء المصغر للإجتماع والايحاء للإسرائيليين بأن العملية كبيرة، أما الحزب فأتى ليقول أن لا علاقة له بالامر وأن إسرائيل تقاتل الاشباح  وأنه بصدد الرد” .

السابق
أكبر حشد عسكري إسرائيلي على الحدود منذ 2006.. وأمر بضرب أهداف حيوية لبنانية!
التالي
بالصورة: وضبت داخل حبات لوز.. قوى الأمن تحبط محاولة تهريب مخدرات إلى داخل سجن!