لبنان يدخل «نظام الفوضى» من بوابة «حزب العهد»!

حزب الله لبنان

 يوما بعد يوم يزداد شعور اللبنانيين بأنهم معلقين في الهواء لفرط الازمات التي تطرق أبوابهم، من دون أن يسمعوا صوتا لمسؤول يعطيهم الجواب الشافي عن موعد وصولهم إلى الدرك الأسفل من الهاوية التي ينزلقون فيها منذ 17 تشرين الاول من العام الماضي. 

ما هم على يقين منه أنهم باتوا يعيشون في أسوأ بلد في العالم والامثلة على ذلك كثيرة، ذل للحصول على الكهرباء والماء والمازوت وإرتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية، وعائلات تتحدث جهارة أنها إنكفأت عن إستعمال اللحمة في أطباقها منذ شهور لعدم قدرتها على شرائها، وأمهات (بالرغم من شوقها لأبنائها) تنصحهم بالبقاء حيث هم في بلاد الغربة لأن لا خير ولا أمان صحي في بلدهم، وأن ما ينتظرهم هو الفوضى التي قد تكون أقرب إلى ما يسمى “نظام الفوضى” التي تضمرها قوى سياسية وتعمل على تحويلها إلى واقع، وتتجلى يوميا في الشلل الحكومي وحرص رئيس الوزراء حسان دياب على معاداة كل دول العالم وقطع جسور التواصل معهم(موقفه من وزير الخارجية الفرنسي وتعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي)، لأن هذه القوى تريد ببساطة إعادة  تطويع النظام السياسي والاقتصادي وإعادة هيكلته وفقا لرؤيتهم و منهجية عملهم السياسية و فرض المزيد من التسويات عليه.

إقرأ أيضاً: دياب «يبايع» حزب الله_تابع.. يهدد لودريان ويتوعد الحريري!

ما تقدم ليس مبالغة، بل هو حقيقة بدأت منذ سنوات وأوصل إلى الانهيار الذي يكتوي اللبنانيون بناره اليوم، بعد أن شاهدوا سريانه في إداراتهم العامة وقطاعاتهم الاقتصادية ومؤسساتهم الرسمية، أنها نار الاهمال والمحاصصة التي مارستها ولا تزال  القوى السياسية لتحويل البلاد إلى خراب وتجلس على تلّه وتقول للبنانيين “تعاولوا نبني البلد وفقا للقواعد السياسية والاقتصادية التي أريدها ولا مناص من قبولكم بها”، فهل هذا الخراب وهذا التطويع هو خيارنا المحتوم أم أن الوقت لا يزال متاحا للإنقاذ ؟الادارة السياسية و الاقتصادية السيئة هي السبب؟ إجابة القوى السياسية على هذا السؤال تنطلق من من أرضية ثابتة، وهي أن الانهيار وقع ولا مفر من الاعتراف بذلك، لكن تختلف الاراء حول العوامل التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه. 

يعتبر عضو كتلة “الجمهورية القوية” جوزيف إسحق لـ”جنوبية” أن “هناك قوى سياسية تتحمل مسؤولية ما وصلنا إليه، والامثلة كثيرة ففي سياسة لبنان الخارجية كنا طرف وتدخلنا بالشؤون الداخلية للدول ما أدى إلى ولادة عداوة معهم”، مشددا على أن”إدارتنا السيئة لكل مقومات الدولة الاقتصادية وفساد لا مثيل له وزبائنية ومحسوبية في التعيينات هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه ماليا و معيشيا”.

إسحق لـ”جنوبية”: الادارة السيئة سببت ما نحن عليه ماليا و معيشيا

يعتبر إسحق أن “إرتباط قوى سياسية الخارجي مع بعض الدول على حساب مصلحة لبنان هو من أوصلنا إلى ما نحن عليه، وطالما نحن في هذه الادارة للبلاد سياسيا وإقتصاديا كلما إزددنا غرقا”، لافتا إلى أن”الرهان كان تحقيق بعض الخطوات الاصلاحية ولكن للأسف رئيس الجمهورية الذي رفع شعار الاصلاح والتغيير هو أول من عرقله عبر رد قانون التعيينات الادارية الذي أقره المجلس النيابي، وهذا ما حصل أيضا مع التعيينات القضائية التي نامت في الادراج ، بالاضافة إلى ما  شهدناه من تعيينات مؤخرا في كهرباء لبنان”. الناس لن تخضع”.

النائب نزيه نجم

يوافق عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم على كلام إسحاق، ويقول ل”جنوبية”:لا شك أن لبنان في وضع إنهيار، والدليل ما يحصل على صعيد الكهرباء والمازوت وغلاء المعيشة وأستغرب صبر الناس إلى هذا الحد بالرغم من كل الويلات التي يعيشونها”، معتبرا أن “المستفيد من الانهيار هو القوى السياسية والحكومة التي لا تحرك ساكنا إذ يقول رئيسها لن يستقيل والخاسر هو الشعب اللبناني، وربما يكون هذا أسلوب لتطويع لكل اللبنانيين”، يشدد على أن “هذا التطويع سيكون لمدة من الزمن والخسارة الكبيرة لهذه القوى، ستكون على المدى البعيد لأن الناس لن تخضع لإرادتهم أما الحل فهو عند رب العالمين، لأنه لا يظهر بالافق أي حل” . الانهيار لا يزال في بدايته.

نجم  لـ”جنوبية”: تطويع للبنانيين لن يدوم طويلاً 

ظافر ناصر
ظافر ناصر

يوضح أمين سر الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر لـ”جنوبية”، أن “الحزب كطرف معارض في البلد، أعطينا فرصة للحكومة ودعيناها لإجراء إصلاحات عسى ان تنقذ اللبنانيين من الوضع الذي يعيشونه”، معتبرا أن “الضرر الكبير يلحق بكل الشعب اللبناني وبجمهورنا  كذلك، والصوت يجب أن يعلو أكثر بوجه هذه الحكومة لأنها لم تعط أي أمل بأنها يمكن أن تشكل أمل  أو حد لإنقاد الوضع القائم “.

ناصر لـ”جنوبية : ليعلو الصوت بوجه الحكومة لعد فقدان أمل بالتغيير

ويضيف:”الانهيار لا يزال في بدايته ما ينتظرنا أصعب، وأعتقد أن أحدا من القوى السياسية غير مستثنى من تداعياته، لا أحد مستفيد مما يحصل و إذا كان هناك من يعتقد ذلك فهذا يعني الكارثة، لأن تضرر الناس يجب أن يقض مضاجع القوى السياسية التي تعتبر نفسها مسؤولة عن هذه الناس”. لا يمكن الرهان على المسؤولين.

النائب ايلي ماروني
النائب ايلي ماروني

يصف النائب السابق إيلي ماروني ما نحن فيه بأنه “إنهيار تام”، ويقول ل”جنوبية”: “كل لبناني يشكو من أزمة مالية وإقتصادية ومئات الشركات أقفلت وآلاف الموظفين باتوا عاطلين عن العمل ولا بنى تحتية لا كهرباء ولا مياه وحتى القطاع الصحي الذي أعتقدنا أنه  يتعامل مع جائحة الكورونا تبين لنا ان هناك الكثير من الفوضى”، مشيرا إلى “أننا بتنا اليوم نعيش على أنقاض هيكلية الدولة ومؤسساتها، ونحن قطعنا شوطا كبيرا في الانهيار ونطالب بإتخاذ أي إجراء من إنقاذ ما يمكن إنقاذه”.

ماروني لـ”جنوبية”: ” الحرب والسلم ليس بيد الدولة اللبنانية 

يضيف:”أعتقدنا خير مع تأليف الحكومة وسمعنا الرئيس دياب يتحدث مرارا عن إنجازاته ليتبين لنا أن لا إنجازات بل يضع المسؤولية على الشعب وعلى وزير الخارجية الفرنسية، ولا يوجد أي إنجاز حصل للإنقاذ وكأنه لا يوجد مسؤولين”، مشيرا إلى أن “أهم قرار تملكه الدولة هو قرار الحرب والسلم ليس بيد الدولة اللبنانية و أيضا القرار المالي والصحي”.

ويختم:”لا يمكن الرهان على مسؤولين رفضوا القيام بأي إصلاح ولو صغير ،لإقناع المجتمع الدولي بأننا دولة راغبة بإصلاح الوضع ومحاربة الفساد ليساعدونا”. 

ادغار طرابلسي
ادغار طرابلسي

تختلف النظرة إلى الإنهيار على ضفة القوى المؤيدة للحكومة، إذ يرى عضو تكتل “لبنان القوي “إدغار طرابلسي ل”جنوبية”، أننا “لسنا في إنهيار تام وأنا أتمسك برؤية رئيس لجنة المال النيابية إبراهيم كنعان حول الحل المالي والاقتصادي، الذي تعمل عليه اللجنة بالتعاون مع الحكومة و جمعية المصارف”.يضيف:”صحيح أن الوضع صعب لكن من أوصلنا إليه هو سياسيات إقتصادية متعاقبة لحكومات سابقة”، لافتا إلى أن “ما عجل في الانهيار هو خروج الاموال من دون رقيب ونفاذ الدولار والحصار الدولي للبنان، فلبنان لديه أصول وطاقات يمكن أن تشكل بابا للنجاة إذا أحسنا إستعمالها ولسنا أول دولة يصيبها إنهيار إقتصادي”.

طرابلسي لـ”جنوبية”:لبنان لن يستسلم و لديه قدرة الصمود

يعتبر طرابلسي أن “ما يقال بأننا معدومي الحظ بالنجاة هو ضرب للمعنويات ولأي فرصة لجذب للإستثمارات، ولذلك أنا غير مؤيد لهذه الصورة لأن الحل في توفير الغطاء السياسي للإصلاحات”، ويعطي مثلا على ذلك “أن الشركة التي كانت تتولى التنقيب عن الغاز في لبنان إنسحبت من مهمتها لأن هناك قرار دولي لردعها، وما يحصل صحيح أنه محاولة لتطويع لبنان (هذا ما حصل في مراحل معينة) ومحاولة لفرض حلول عليه، ولكن بقدر ما هو ساحة للعبث فيه من قبل الخارج بأدوات داخلية بقدر ما لديه القدرة على إفشال المخططات الخارجية”.

ويختم:” لبنان لا يمكن تطويعه وعصي على التطويع ولن يستسلم و لديه قدرة الصمود لدينا حب للحياة يوازي حبنا للكرامة”.

السابق
«قيصر» يخنق النظام.. نجل الأسد والفرقة الأولى بالجيش السوري على قوائم العقوبات!
التالي
بالصور.. طائرة الميدل إيست تصطدم بطائرة تركية على أرض مطار لاغوس!