سدّ بسري ورقة «حزب الله» الضاغطة على جنبلاط: سدّ «الصهر» مقابل «الكوستابرافا»؟!

وليد جنبلاط

بعد معارضتهم، تلقى مشروع سدّ بسري جرعة تأييد عالية من قبل الثنائي الشيعي “حزب الله” و”حركة أمل” يوم أمس، وتحت عنوان “محاصرة المقاومة” دافه حزب الله بشراسة عن مروع السد كرمى لعيون صهر الجنرال.

اذ تغرق حكومة حسان دياب في “ِشبر ميّ” تتخبط في مستنقع فشلها بينما داعموها لا يزالون منشغلين في تأمين عبور “السدّ”، كما يقول معارضو سد بسري تعليقاً على مشهدية استنفار كتلتي “حزب الله” و”حركة أمل” أمس دعماً لاستكمال تنفيذ السد، من دون استغرابهم تظهير هذه المشهدية عقب إطلالة تلفزيونية لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل أعاد فيها تقديم أوراق اعتماده السياسية لدى “حزب الله” فأتاه الجواب الأولي تأييداً في “السد”.

وكما المعارضون البيئيون من المجتمع المدني، كذلك على ضفة “الاشتراكي”، لم تفصل أوساطه بين هذا التأييد وبين الحاجة لإرضاء الحليف متسائلةً: “هل ستبقى محاربة الفساد تقف عند عتبة الحلفاء؟”، وكشفت لـ”نداء الوطن” عن تلمّس مؤشرات تشي بأنّ التعاطي مع ملف سد بسري من جانب “حزب الله” يتم من منطلق محاولات الضغط على وليد جنبلاط في ملف مطمر الكوستابرافا على قاعدة “مشّولنا السدّ منمشيلكم الكوستابرافا”.

اقرأ أيضاً: سد بسري تابع.. البنك الدولي يُمهل الحكومة للوفاء بمتطلبات اتفاقية قرض المشروع!


وتوضح الأوساط “الاشتراكية” أنّ إعادة فتح موضوع “الكوستابرافا” في الآونة الأخيرة واستصدار قرار من اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية يحصر استخدامه بالشويفات ومناطق الضاحية مقابل إقفاله في وجه أهالي الجبل والإقليم، كلها مؤشرات لا تخلو من أبعاد سياسية للضغط على جنبلاط عبر محاولة خلق جو شعبي واجتماعي ضاغط عليه في الجبل من باب ملف النفايات، لدفعه إلى التراجع عن موقفه الرافض لتمرير السد في بسري، مشيرةً إلى أنّه وعلى الرغم من المخالفة الإدارية الكامنة في الشكل بإصدار قرار عن اتحاد بلديات الضاحية لإقفال الكوستابرافا رغم أنه تابع إدارياً لبلدية الشويفات المندرجة ضمن قضاء عاليه في حين أنّ بلديات الضاحية تابعة لقضاء بعبدا “فعلى الأقل إذا كان متاحاً لأهالي الضاحية استخدامه فلا يمكن منطقياً حجب هذا الحق عن أهالي عاليه، لكنّ تقصّد استثناء الشويفات من القرار ليس سوى عنصر إضافي يزيد من دلالات محاولات الضغط السياسي على مناطق نفوذ “الاشتراكي””.
وإذ أسفت لاستخدام “ذريعة العطش وتأمين المياه للناس في بازارات سياسية مفضوحة”، قالت الأوساط الاشتراكية: “لا وليد جنبلاط ولا سعد الحريري يريدان حرمان أهالي بيروت والضاحية من المياه، لكن هناك من يدعي الحرص على أهالي بيروت والضاحية بينما هو في واقع الأمر يقامر ويخاطر بصحتهم عبر استجرار مياه لهم من القرعون أثبتت التحاليل أنها مسرطنة بنسبة 65%، فالجميع يعلم أنّ سد بسري لن يكون بمقدوره وحده تأمين وصول المياه إلى العاصمة إن لم يتم رفده بمياه القرعون”، وختمت بالتساؤل: “لماذا الإصرار على مشروع سيحتاج أقله إلى نحو 4 سنوات قبل أن يتمكن من إيصال أول نقطة مياه إلى العاصمة بينما الحلول البديلة متاحة وتستغرق وقتاً أقصر، خصوصاً بعدما تبيّن أنّ بسري هي بمثابة خزان للآبار الجوفية ولا يحتاج العمل على حفرها سوى لأشهر قليلة تمهيداً لاستجرار المياه منها؟، هذا عدا عن أنّ الحلول البديلة تجنّب الخطر الذي يمكن أن ينتج عن إقامة السد في منطقة تقع على خط فالق زلزالي”.

السابق
حبوب منع الحمل تقلل من خطر الإصابة بالسرطان!
التالي
الأسعار فوق الغيم.. والسلّة المدعومة حبر على ورق!