بعد 145 يوماً من التفاخر والبطولات والعراضات الاعلامية والعسكرية والصحية “الكورونية” لـ”حزب الله”، ظهرت الحقيقة المرة وتمدد العزل اليوم ليشمل قرى عدة في الجنوب.
وهو أمر يؤكد ذهاب كل هذا “الشو” هباء منثوراً، كما يوضح الهشاشة والضعف والخفة التي تعاطت فيها وزارة الصحة والداخلية والبلديات مع العائدين الذين تفلتوا من الحجر الصحي ونشروا “كورونا” في ارجاء الجنوب الذي يتم التمييز فيه ايضاً بين ابنائه.
وبعض هؤلاء محازب لـ”حزب الله”، وعليه تنهمر البركات الايرانية حيث وزعت حصص ايرانية غذائية في بلدة معروب في عتمة الليالي وعلى “السكيت”، في حين يتبجح امين عام الحزب بالمن والسلوى الايراني لكل اللبنانيين.
“السلة غذائية” المدعومة تباع للمحظيين من جماعة احزاب امر الواقع بينما تحجب عن باقي الناس بحجة نفاذ الكميات!
اما غذائياً فالسرقة والاحتيال على غاربه، وبدأ تمرير الصفقات بين التجار والحكومة تحت مسمى “سلة غذائية” مدعومة، اذ تباع هذه السلة وفق سعر الدعم ايضاً للمحظيين من جماعة احزاب امر الواقع، كما تؤكد مصادر لـ”جنوبية”.
اما لعبة الدولار، فمستمرة حتى ،تنشيف السوق، من الدولار الاغترابي. اذ يشتري الصرافون الدولار بسعر منخفض ولا يبيعون اي دولار في الايام الماضية. وهذا يؤكد وجود تلاعب واضح ومخطط لاعادة البيع على سعر اعلى بعد رفع سعر الصرف في الايام المقبلة.
البقاع
ودخلت حكومة حسان دياب موسوعة غينس للارقام القياسية في اتخاذ القرارات والعودة عنها بخصوص التعبئة العامة للحد من انتشار فيروس كورونا، الذي بدأ بالتمدد في كافة المناطق اللبنانية، ما يؤكد أن سياسة التراخي المعتمدة من هذه الحكومة تريد أخذ الموضوع الى اعتماد “المناعة المجتمعية”، أي مناعة القطيع وبالتالي يتهدد الوضع اللبناني المتأرجح على صفيح النار الاقتصادية والسياسية.
إقرأ أيضاً: المغتربون «يتعهدون» الكورونا والدولار .. والعقم الحكومي يصيب «قيود النفوس»!
وموازاة للواقع الكوروني المنفلت، يتأزم الانهيار الاقتصادي والمعيشي في ظل حكومة تمعن بالفشل وتكابر في عجزها عن حل المشاكل التي تطرؤ على المواطن البقاعي، المتروك لجشع التجار وغياب مؤسسات الدولة وخاصة وزارة الاقتصاد المفترض أنها في هذا الواقع الاستثنائي تكثف من حضور المفتشين وفرق وزارة الاقتصاد التي من شأنها ضبط المخالفين الذين يحتكرون السلع المدعومة ويبيعونها باسعار مرتفعة عن سعرها المحدد.
ويشتكي البقاعيون من اعتماد غالبية تجار الجملة واصحاب السوبرماركات على رفع الاسعار بحجة ارتفاع الدولار وعند تراجعه لا يخفضونها، ما يفتح الحديث والسؤال عن دور الدولة والحكومة في حماية المواطن.
ولا يخفي رامي قاسم انه قصد احدى المحال لشراء سلع السلة الغذائية وقال “للأسف تم خلط الرز المدعوم بغير المدعوم وكذلك السكر ليتم بيعهم بسعر السوق السوداء”، يتابع “لما نطلب السلة الغذائية يرد صاحب المحل لم يتبق عندنا منه”.
“مناعة القطيع”
وبالعودة الى الواقع الكوروني لا يخفي الناشط الصحي ادوار حمصي تخوفه من ان تكون هذه الالية المعتمدة للوصول الى سياسة مناعة القطيع، وذلك واضح المعالم ، لا كمامات َ، نرجيلة، ازدحام في المطاعم، في المسابح ،”لا حلول لاسباب الاصابات العالية بل معالجة خجولة للنتائج واعتراف الوزير ان الاصابات ستزداد اعدادها حكما”.
وتابع متخوفاً من أن يدخل الى البلد نوع فيروس عدواني يكون سبباً بحالات صعبة من المسؤول ؟
وأردف المطلوب معالجة موضوع المطار والوافدين الجدد والتشدد في حصر الحالات، وتطبيق قوانين صحية حازمة على الارض، والا سنقع في المحظور في ظل مراكز استشفاء تفتقر الى الادوية والتجهيزات وزيادة الاصابات ستؤدي حتما الى كارثة صحية من شانها شل البلد من جديد، في وقت لا يعود للندم مكان”.
ثوريا في البقاع
واستمر ثوار البقاع في دعواتهم للاعتصام والاحتجاج على تردي الاوضاع المعيشية وعلى سياسة حكومة حسان دياب. ونفذ ناشطون اليوم مسيرة احتجاجية من امام سرايا زحلة الحكومي الى المصرف المركزي، وهتفوا ضد سياسة حكومة المحاصصة وطالبوا بحكومة انتقالية من المستقلين والاختصاصيين انقاذا للبلد.
وعمم الثوار دعوة للاعتصام المركزي في ساحة المطران في بعلبك غد الاحد لابقاء صوت الثورة هادرا في بعلبك.
عزل قرى جنوبية
وارتفع عداد “الكورونا في قضاء صور حيث تم اليوم تسجيل 86 حالة في لبنان تسع حالات منها لقضاء صور و لكن يبقى الأهم إعلان حالة الطوارئ في بعض البلدات في ظل غياب إجراءات واضحة لعزل مخيم الرشيدية في منطقة صور بعد الاعلان عن 5 اصابات فيه حتى الآن.
وبحسب أحد أبناء المخيم لم يبادر اليوم أحد للدخول إلى المخيم سواء من الأنروا او وزارة الصحة اللبنانية مع استهتار تام من قِبَل الأهالي مع العلم انّ التوقعات كانت بعزل المخيم منذ ليل الأمس و لكن لا ندري سبب الإستهتار.
و قد أعلنت وزارة الصحة و هيئة الكوراث في إتحاد بلديات قضاء صور و بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي عزل بلدتي البازوية و جبال البطم بسبب مخالطة المصابين التسعة بفيروس كورونا لأكثر من 130 شخص كحصيلة اوَّلية.
توجيهات بلدية للقاطنين
وابلغت البلديات في البلدات المجاورة ايضاً: ( رشكنانيه و صدِّقين ) ، الأهالي بضرورة الالتزام الجدي بالحجر الصحي لحين اجراء فحوصات يوم الإثنين من قبل وزارة الصحة .
واغلقت صالونات الحلاقة وابلغت الافران والدكاكين بضرورة اتباع اجراءات التعقيم والتباعد وعدم استقبال اكثر من شخص في نفس الوقت وضرورة ارتداء الكمامات والقفزات للبائع والمشتري .
و بناء على ذلك قامت القوى الأمنية باقامة حواجز عند مداخل بلدتي البازورية و جبال البطم بعد أن أعلنت وحدة ادارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور التعبئة العامة لمواجهة كورونا، هذا ويُمنع الدخول والخروج منهما إلا في الحالات القصوى.
وأصدرت بلديات العباسية وطير دبا ومعركة ودير قانون النهر، بيانات دعت الناس إلى اتخاذ كافة الإجراءات للوقاية من الكورونا و الاّ سيتم العزل و إرجاع الأمور إلى ما كانت عليه منذ شهرين.
مساعدات “سرية” ايرانية في معروب!
وفي بلدة معروب وفي خطوة تعكسزيف إدعاءات “حزب الل” بمنع الجوع عن الجنوبيين، وزع مسؤولو الحزب في البلدة حصصاً غذائية قادمة من إيران على عائلات عناصر “حزب الله”.
وبحسب أحد أبناء البلدة انَّ التوزيع حصل ليلاً وبسرية تامة والحصص الغذائية احتوت على معلبات وسكر و شاي ورز و حبوب وكلها صناعة وإنتاج إيران او معبئة في إيران.
