على اكثر من جبهة يكافح اللبنانيون، من ازمة دولار وغلاء اسعار وانقطاع الدواء والمازوت والبنزين الى ازمة طوابع واخراجات قيد وصولاً الى فيروسات “كورونية” وسياسية وحزبية ليكون المشهد مأساوياً و”بروفة” عن الاسوأ الاعظم الآتي.
“الكورونا” التي نشطها الوافدون من بلاد الاغتراب، اختلط الحابل بالنابل فإنتشر الوباء جنوباً كالنار في الهشيم ولا سيما في قضاء صور بفعل الاستهتار من احد العائدين من افريقيا وكذلك من محيطه الذي تفشت فيه الجائحة مخلفة عشرات الاصابات الجديدة حتى الآن.
مسّ الفيروس المخيمات الفلسطينية جنوباً وللمرة الاولى منذ 140 يوماً من تاريخ الاصابة الاولى في شباط الماضي
في المقابل مسّ الفيروس المخيمات الفلسطينية جنوباً، وللمرة الاولى منذ 140 يوماً من تاريخ الاصابة الاولى في شباط الماضي وهذا ما يؤكد ان لبنان مقبل على كارثة وبائية.
في سياق آخر لم ينشر المغتربون الكورونا فقط بل نشروا ايضاً الدولارات التي ساهمت في تخفيض سعر الدولار بلعبة خبيثة من مافيا الصرافين والتلاعب بالسوق الشرعية والسوداء. اذ وفق المعلومات يعمد الصرافون المرخصون وغير المرخصين الى “لممّ” الدولار بالسعر الذي يهوي من دون مبررات كل يوم 300 و400 و800 ليرة كالارتفاع غير المبرر من اكثر من اسبوع والذي وصل الى 10300 ليرة!
وفي ظاهرة تعكس مدى تحلل الدولة وتفسخ مؤسساتها وفقدانها السيطرة على الملف المالي والاقتصادي، وصل الافلاس الى قيود النفوس وبعدما فقدت الطوابع الاميرية انقطعت نماذج اخراجات القيد الفردية والعائلية لتزيد ازمات اللبنانيين ازمة اضافية وعصية على الحل ايضاً.
البقاع
وبكثير من الترقب ينظر المواطنون بقاعاً الى تدني سعر صرف الدولار بينما الاسعار مستمرة في الارتفاع من دون وجه حق، بما فيها اسعار المواد الغذائية المفترض انها مدعومة “كسلة غذائية” والتي سرعان ما فقدت من المحال وتحولت الى باقي السلع بسعر الصرف الثابت على جميع السلع بـ١٠ الاف ليرة للدولار الواحد. بتحدي واضح على غياب مسؤولية هذه الحكومة من المراقبة والمحاسبة في ظل فلتان كامل لجشع التجار وترك اللبنانيين لقدرهم. لتستمر الاسعار بالارتفاع في مقابل تراجع سعر لصرف ما يفتح التساؤلات عن دور هذه الحكومة في ضبط الوضع.
ولا تخفي قنوع ترشيشي قرفها من الوضع المعيشي الذي وصلت اليه، وقالت بحيرة كيف يمكن لها ولأسرتها ان يستمروا في الحياة “اذا ان الدخل اليومي لزوجي ٣٥ الف ليرة، وسعر كرتونة البيض ١٨ الف ليرة وكيلو اللبن ٥ الاف ليرة وربطة خبز ب٢٠٠٠ ليرة، حكومة كافرة ما الها دين”.
لا اخراجات قيد في راشيا الوادي
وتأكيداً على عدم مبالاة هذه الحكومة في معالجة الازمات الطارئة اليومية، يشتكي مواطنون في منطقة راشيا الوادي، كما المخاتير في القرى من الأزمة المستجدة المتعلقة بإنجاز اخراجات القيد الإفرادية والعائلية، وذلك بعد فقدانها من مكتب دائرة النفوس والاستعاضة عنها بناء لتعميم من وزارة الداخلية، بوضع خاتم النفوس على إخراجات القيد العائلية القديمة لشرعنتها، فيما الأكثر طلبا أي اخراجات القيد الافرادية عالقة بين المتعهدين الذين فازوا بمناقصة طباعة اخراجات القيد، ووزارة الداخلية بفعل انخفاض سعر صرف الليرة ازاء الدولار وعدم قدرة المتعهدين الوفاء بالتزاماتهم.
إقرأ أيضاً: «تغريبة سورية» جديدة على أبواب المصنع..و«كورونا» يُفجّر كل الإستهتار الحكومي!
وفي هذا السياق، تجمع العشرات من المواطنين أمام مبنى السرايا الحكومي، وطالبوا بإيجاد حل لهذه المعضلة التي تضاف إلى تعقيدات حياة المواطنين في الشؤون ذات الصلة بالمعاملات الادارية الملحة، والتي لا تحتمل التأخير، وتقف دائرة النفوس في راشيا ازاء هذا الوضع عاجزة عن القيام بالواجب الاداري والوظيفي المطلوب، سيما وانها لا تتحمل أي تبعات في هذا الشأن.
وطالب المخاتير بإيجاد صيغة سريعة أو حل للأزمة القائمة، نظرا للضرر الكبير الذي طال شرائح واسعة من المواطنين جراء فقدان هذا المستند الضروري والالزامي في الكثير من المعاملات القانونية والادارية التشغيلية.
ثورياً
ويستمر تحرك الثوار في البقاع في الدعوات للاعتصام والتعبير عن رفضهم لسياسات هذه الحكومة.
ودعا ثوار بعلبك الهرمل جميع ثوار لبنان الى مظاهرة مركزية نهار الاحد 12 تموز في ساحة المطران في بعلبك لاحياء الساحة واعلاء صوت الثورة، بعد مهرجان صوت الصمود بالاضافة الى احيائها بالمطالب التي تتمثّل بأبسط حقوق المواطنين من قضاء مستقلّ الى محاسبة الفاسدين وحكومة مستقلّين وصولا الى المطالب المعيشية من كهرباء وماء وطبابة وتعليم ووقف الفلتان الأمني.
جنوباً: ازمة دولار و”كورونا”
ومع الإنخفاض البطيء لسعر صرف الدولار تابع الصرافون المتجوِّلون في صور مهمتهم الموكلة إليهم من مشغِّلهم بشراء الدولار و إيهام الناس بانَّ الدولار كل يوم سيهبط حوالي 300 ليرة.
و في مشهد ملفت يؤكد موقع “تيروس” أنّ أحد الصرافين الشرعيين في صور هو من يقف وراء كل الصرافين المتجولين والدليل أنّ الصرافين المتجولين يأخذون الزبون لعند صرافين يجلسون في زوايا السوق و في نهاية النهار، رأى أحد شهود العيان أنّ هؤلاء الصرافين يدخلون إلى محل الصراف الشرعي و يجتمعون معه لفترة ثمّ يخرجون ليقفل هو المحل و يخرج.
و قال احد المطَّلعين على ملف الصيرفة أنَّه في منطقة صور يوجد 5 صرافين معروفين ويصرفون علناً.
إثنان منهم شرعيان و ثلاثة غير شرعيين يعملون من منازلهم في صريفا و شحور و مزرعة مشرف.
15 اصابة جديدة في قضاء صور
وتمَّ تسجيل 71 إصابة جديدة كان نصيب قضاء صور منها 15 إصابة حسب تقرير طبابة القضاء في حين تقول المعلومات أنّ الإصابات أكثر بكثير.
والمُريب اليوم هو ثبوت إصابة ثلاثة أشخاص في مخيم الرشيدية ما يعني انَّ المخيم أصبح بؤرة للإصابة بفيروس كورونا نظراً لوجود الإزدحام السكاني الكبير.
و عن إصابة هؤلاء الثلاثة قال خالد الحاج من أبناء المخيم: “مشكلتنا اليوم كبيرة و خطيرة حيث لا رقابة ولا وقائيات ولا أحد يسأل… لذا نطلب من قيادة الجيش أن تقفل المخيم منعاً للإنتشار كما نطلب من بلدية صور إقفال مدخل الشاطئ الذي يؤدي إلى شاطئ الإستراحة و الكورونيش ونوجه نداء عاجلاً للفصائل بإلزام الأهالي بعدم الإختلاط والاً ستكون العواقب وخيمة.”
“حزب الله” يقاطع اميركا بالسلع!
وفي صور ايضاً ينظم “حزب الله” حملة لمقاطعة البضائع الأميركية، حيث قامت “الحملة العالمية لمقاطعة البضائع الأميركية” بلصق منشورات في مدينة صور بدءاً من جدارن المنازل وصولاً الى أبواب المؤسسات التجارية والسيارات وعلى الطرقات، وهي تدعو فيها الى مقاطعة البضائع الأمريكية باعتبار المقاطعة أحد الأسلحة الفعّالة التي يمكن للشعوب استخدامها للتعبير عن رفضهم وإدانتهم للسياسات الأميركية العدائية تجاههم.
