يذكّر كلام الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عن المقاومة الزراعية بكلام، كان قد عنونت عليه افتتاحيتها جريدة “العهد” الصادرة عن “حزب الله” في بداية كانون الثاني 1998 ويحث فيه نصرالله على “الزراعة المتطورة للحد من الهجرة والاكتفاء الذاتي”.
ويتزامن كلام نصرالله في “العهد” مع مرور عام على قيام ثورة الجياع للشيخ صبحي الطفيلي والتي تم قمعها في 28 كانون الثاني من العام 1998 اي بعد 26 يوماً من كلام نصرالله هذا.
إقرأ أيضاً: المحاكم الجعفرية.. لا فقهاء ولا من يجتهدون!
ويبدو من السياق التاريخي للامور ان لا شيء تغير في ذهنية وممارسات وتفكير “حزب الله” وامينه العام. اذ كان الجنوب محتلاً بغالبيته وتحت تهديد مدفعية العدو في اي لحظة وكل اراضي الجنوب وقتها لم تكن تزرع.
لذلك ترى المصادر ان الكلام وقتها لم يكن ذي قيمة اقتصادية وليس عملياً، ومجرد طرحه للقول ان “حزب الله” ليس مكتوف الايدي ويتفرج، بل يسعى لانجاز ما يقي اللبنانيين العوز والجوع.
فعن أي زراعة مقاومة يتحدث نصرالله وماء الشرب غير متوفرة فكيف بالري؟ وعن اين زراعة يتحدث والجنوبيون ليس معهم ثمن رغيف خبز؟
ما قاله نصرالله في خطابه امس والدولار في اعلى اسعاره والجنون يغلف كل الاسعار، يؤكد عمق مأزقه و”حزب الله” وإفلاسه، كما يتبين ان “المقاومة” الاقتصادية التي تغنى فيها نصرالله وروج لها منذ ثورة 17 تشرين الاول ليست الا سراب ووهم واوهن من “بيت العنكبوت”.
وكذلك ايران التي تسعى، كما يتردد لدعم لبنان بالغذاء والادوية بحرا عبر اللاذقية، بينما على ارض الواقع لا حلول امام الحزب ولبنان والمنطقة الا صفقة ايرانية- اميركية قبل الانتخابات الاميركية.
إحباط شيعي
ولم يحدث ان اعطى الشيعة الجنوبيين منذ العام 2006 هذا الإهتمام لخطاب نصرالله امس، اذ تسمروا طوال فترة حديثه امام الشاشة الصغيرة علهم يحصلون على خبر مفرح واحد او حتى بشارة فرج موعود من الشرق اكان صينياً او عراقياً او ايرانياً.
وتقول مصادر شيعية لـ”جنوبية” ان شيعة الجنوب ولبنان لم يشعروا بهذا الإحباط منذ زمن بعيد وحتى ابان انتهاء حرب تموز 2006 ورغم كل الخسائر البشرية والدمار الشامل وتدمير المنازل والتهجير.
وامس فعلاً ايقن الشيعة وفق المصادر انهم خدعوا وغرر بهم على غرار كل اللبنانيين. وتقول ان صراحة كان هناك ترقباً لاعلان نصرالله عن انجاز ما او عن “خرم ابرة” امل في هذا الزمن الصعب من جمهور “حزب الله”، وغيره حتى من جمهور “حركة أمل” ومن المستقلين الشيعة الذين ذاقوا ذرعاً بهيمنة “الثنائي” ولا سيما “حزب الله” على الطائفة الشيعية، ومقدراتها ويحتكر الحديث بإسمها ويتفرد بقرارات عن الشيعة جميعهم.
وتقول ان تكرار الحديث نفسه من الخطاب السابق ومع زيادة “المقاومة الزراعية والصناعية” فيه الكثير من الاستخفاف بعقول الجنوبيين.
فعن أي زراعة مقاومة يتحدث نصرالله وماء الشرب غير متوفرة فكيف بالري؟ وعن اين زراعة يتحدث والجنوبيون ليس معهم ثمن رغيف خبز. فالتبجح بالزراعة والتشجيع عليها يلزمه امكانات وقدرات واراض متوفرة ويد عاملة ومن ثم بذور وشتول واسمدة ومياه ري كثيرة. وكل هذه الامور ليست متوفرة.