المتحكمون من ورائنا والمحتكرون أمامنا.. أين المفر؟!

الاقتصاد

بداية جديدة من البدايات التي لا تنتهي تطفو مجددا فوق بحيرة إقتصادنا الراكد، وهذه المرة وكما في كل مرة تأتي من طبال شركات الزفة في الاعراس، يبدأها بكثير من المدح وبتعداد المفاخر والمكارم والمحامد  التي يتمتع بها العريس واستتباعا العروس، بموجب بدل يتقاضاه من صاحب الدعوة، تلزمه أخلاق المهنة الإكثار من المحاسن الكلامية الصوتية التي يتحلى بها العروسين و آلهما وهو لا يعرف عنهم إلا أسماءهم المحفوظة لوقت قصير بعقله او على ورق اذا كان من ذوي الذاكرة الضعيفة جدا، او هو لربما يدرك شيئا قليلا او كثيرا عن مثالبهم لكنه يسعى إلى إنجاح المهمة التي تكفلَ بها ومنها إسعاد المحتفلين. 

اقرأ أيضاً: المدن البعيدة من الإنتصارات الوهمية والشوارع العريضة!

أغلب الظن ونظرا لما عهدناه في تاريخ العهود وآخرهم بالتحديد، فإن السعي هذا قد يكون في سبيل إستعجال القضاء على المتكبرين عليه باستراتيجيات تتيح له استدراجهم لاضعفهم او بأضعف الإيمان إزاحتهم من دربه وإلباسهم التهمة او لربما مشاركتهم اياها بعدما فصلت على مقاس جسمه اللبيس. 

خطة الإنقاذ

ما هي الخطة التي يحملها المفترض به الإنقاذ؟ هل تتضمن خطته زيادة في الانتاج تتيح إطلاق عجلة الحياة الاقتصادية من جديد بمعدل نمو معقول؟، هل التركيز سيكون على الإبداع الداخلي وعلى تطوير الخدمات المقدمة سواء للأفراد او الشركات؟، وهل ستعتمد الخطة على تقليص الخسائر التشغيلية ونقل خطوط الإنتاج بمساعدة فريق من المتخصصين بشكل يضمن تحقق الغاية المتوقعة والمرتجاة؟ من أين ستأتي السيولة لزوم الإقلاع بالخطة المعول عليها، وكيف الحفاظ عليها من شهوة الحاكمين القابضين على الجمهورية الممانعين حتى اللحظة لأي إصلاح حقيقي متين؟

لا حل ممكن مع سيادة عقلية الإحتيال، ولا نمو سيتحقق مع الصين المنفتحة إقتصاديا على العالم ولا تسعى للمواجهة

أطماع الفاسدين

لا حل ممكن مع سيادة عقلية الإحتيال، ولا نمو سيتحقق مع الصين المنفتحة إقتصاديا على العالم ولا تسعى إلى مواجهة معه او مع إيران المكبلة بحروبها او من خلال العراق الغارق بالفوضى اصلا ما لم  نحد او نقلل من مخاطر المشاكل المالية والنقدية الحاصلة اليوم ولا نعرف حدودها او إلى اين ستأخذنا او تودي بنا بعد حين. التخلص من المحتكرين السياسيين لاقتصاد البلد ومعهم المصرفيين او تحيدهم وضبطهم بتطبيق الرقابة عليهم وتعديل بعض القوانين التي يستعينون بها لاجل مصالحهم هو طريق الوحيد للخلاص مما نحن فيه.

اقرأ أيضاً: ليس بالفقر وحده تحيا الإنتفاضة!

إقتناع الفاسدين بضرورة التخلي عن أطماعهم واحدة من الحلول التي لا يقبل بها عاقل ولكن قد تكون ضرورية اقلها أثناء البدء بالتغيير.  التفكير خارج الصندوق مطلوب وبشكل جديد من اجعل إنعاش واردات الدولة من دون إزعاج المكلفين. تسويق الحل قبل إطلاق مشروع متكامل لخارطة طريق تتكفل بإنقاذ البلد من الإنهيار الذي هو فيه قابلة للحياة، سيكون كما حلم المدينة الفاضلة التي جزم كثيرون بأنها موجودة فقط في الحياة الآخرة التي وعد بها رب العرش عباده المؤمنين.

السابق
«التواصل والتنسيق» في 17 تشرين زارت العلامة الأمين متضامنة..رمز للثورة ومواجهة الفساد
التالي
95 في المئة من اللبنانيين صاروا «نباتيين» ..كيلو اللحم البقري إلى 100 ألف ليرة!