تعددت الأسباب و«الإنهيار» واحد!

الثورة اللبنانية

فايروس الفساد يصعب جداً محاربته لانه ببساطة بسيط ولا يُرى إلا كغيره من الفيروسات بالميكروسكبات، مركب صغير للغاية مجهري يحمل معه تعليمات عن كيفية نسخ المزيد من نفسه، ينتشر ويتكاثر بشكل عشوائي جنوني،  يجبر النظام على زيادة وانتاج ورعاية أمثاله، يصل إلى درجة يختطف فيها المزيد من الخلايا السليمة المنفصلة عنه، يضمها إليه ليشكل معها جسد المجتمعات. وجوده لا شك يشعر الجسد بالتعب والمرض، ويقيناً  لسنا من دون حماية منه، لكن جهاز المناعة الخاص بنا لا بد له وان ينشط في وظيفه الدفاع لكي يتخلص من الاجسام الغريبة العجيبة التي تدخله، لا بد إذاً من بدايةٍ يحددها ليتأهب ويبحث عن سبيل لتدميرها قبل انة تجتاح جسده وبغباءٍ تأخذه الى موتٍ محتمٍ مع نفسها.

اقرأ أيضاً: أجواء حرب وجوع وتهافت غذائي ونفطي ..إنتفاضة نسائية في عقر دار «الثنائي»!

قطع الطرق

بالعودة إلى ما يتكرر حدوثه عند كل مرة تُقطع فيها الطرق من قبل بعض الغاضبين للتعبير عن ما وصلت إليه حالهم وأحوالهم، الثائرين على فساد الطبقة السياسية الحاكمة واستهتارها بحقوقهم ومعهم كارتال المال المتوحش الذي أهدر أموالهم بفعل عملية إضطلع بها كيميائيو المصارف الفاشلة، فإن أخطر ما صدر هذه المرة تمثل في كلام رجل حزب معمم، هدد وتوعد الجائعين الثائرين المنهكين بسوء العذاب والعقاب المرير، بشرهم بالجيش الأسود وبيوم مشؤوم كيوم 7 أيار الملعون، شيخ جليل يتفاخر ويتباهى بفتنة توتيرية لا محالة ستؤدي إلى حرب أهلية لن ينجوا منها سماحته، فتغريدته لن تجعل منه طائر بجناحين يطير، كل ذلك كرمى لعيون طريق يعتبرها كما كل البلد منطقة أمنية عسكرية إستراتيجبة له في معاركه، والله وحده يعلم أن كانت ستوصله بعدما يحقق انتصار على شعبه هزيل من إنهيار يتربص بالجمهورية عظيم؟

أخطر ما صدر هذه المرة تمثل في كلام رجل حزب معمم، هدد وتوعد الجائعين الثائرين المنهكين بسوء العذاب والعقاب المرير، بشرهم بالجيش الأسود وبيوم مشؤوم كيوم 7 أيار الملعون

موقفه هذا من دون شك حتى وإن صدر عنه بالتحديد يعكس طريقة تفكير أعلن عنها سابقاً قائد جماعة الغالبون وفيها ان لن يجوع حامل سلاح يقاتل بسلاحه كل من تسوله نفسه التعرض له أو لمصالحه ولو بقطع الطريق، لأنه بوضوح تام يعتبر أي متظاهر عميل يتظاهر بالحرمان ويدعي التعتير.

مناعة القطيع

غريب امر البعض، فعلى الرغم من الغيرة التي تمتلك وتسيطر على مشاعر كل واحد منا إتجاه ارضه وشعبه وكرامته وعرضه وتجعله يدفع لأجلها الغالي والنفيس لإنقاذها من الإستباحة والإعتداء، إلا انها تجعل منك في بعض الأحيان إنسانا حيرانا خصوصاً إذا ما اتت كاعتراض على فعلٍ ممن دعس على كل القوانيين والأعراف وعاث في الارض بطولها وعرضها تدخلاً وقتالا وحمى ورعى أو هو تغاضى عن الفسادين، عَبر الحدود وتدخل في مصير الشعوب، أبقى على الظلم وحُكم الظالم وساهم مع غيره في تقصير عمر عدد لا يستهان  به من الأوطان والشعوب، لقد سقط هؤلاء في وحل الصراعات ودوامة القتال، هتك وشتم ونعت واستعانة بأفظع الألقاب، تحريض كما من إختلف معهم على القتال، كسر المألوف وذهب بالعديد والعتاد بعيداً إلى ما وراء المحيطات وإلى معظم القارات، والحجة دوماً أنه على حق وكل من اختلف معه  ليس إلا شرٌ ومن أتباع الشيطان الرجيم. إلى الآن لا شيء يبشر بوجود لقاح، والفالج الفكري الذي يسيطر على البلد لا علاج له أو منه، التهرب من المسؤولية والإستقالات لن تغير في الواقع شيئاً، هي زادت الأمر تعقيداً والناس فقراً وجعلتهم بلا حول ولا قوة تعينهم أو تبشرهم بقرب الخلاص مما هم فيه من بلاء مهيب، وحده الدعاء برد الكيد و جعل التدبير في تدمير من دارت الدائرة عليه من الفاسدين باقٍ، وعلى أمل أن لا ينقطع الرجاء ولا تخيب الظنون، ذلك أن الكسل الذي يصيب اللبنانيين قاتل، ومناعة القطيع تأثيرها سلبي ومعاكس، والمبتلي عجباً اختار ان يموت قاعدا وينضم إلى جماعة الموت قاعدين، فعلى الرغم من الألم هم اختاروا ان يبقوا صامتين أو مكتومي النفس كي لا يزيدهم الطبيب الفاشل ألم وتعذيب.

اقرأ أيضاً: لبنان .. أي إقتصاد نريد؟!

وعليه فليطمئن رجال الاحزاب المعممين وساستهم الممانعين ومؤيدهم إلى يوم الدين، وقادة التيارات الهدامين والماضويين والمتأخرين المتراخيين وسيداتهم المهوسيين بالسلطة المتفلته والمال غير الشرعي ويرتاحوا من نظرية المؤامرة وليتخلصوا من المتآمرين المنهوبيين الجائعين أجمعين. التسكير وإغلاق جرارات المحال وابواب المؤسسات وتوقف انبعاث الدخان من المصانع وفقدان الأدوية سيفتح لهم الطرقات لكن بعد ان تفرغ بشكل مريب ليس من المتظاهرين فقط بل ومن المارة والعابرين لأننا سنكون قد وصلنا الى ما يشبه يوم القيامة يوم يفر المرء من امه وابيه وصاحبته وبنيه ولكل امرء يومئذ شأن يغنيه. تعددت الاسباب والإنهيار حاصل وموت الوطن شاخص، فهل يتدبر المسؤولون أم على قلوبهم أقفالها؟

السابق
وهبي يستنكر التعرض للعلامة الأمين: الاساءة لسماحته هي إساءة إلى كل لبنان
التالي
كيم كاردشيان تقضي فترة الحجر الصحي في مزرعة تكلفتها 14 مليون دولار!