على وقع انهيار الليرة.. الثورة تنفجر مجددا: درعا والسويداء تهتفان «يلا إرحل يا بشار»!

السويداء

مع اقتراب تطبيق قانون قيصر، وعلى وقع التدهور القياسي لسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، ومع استحكام الأزمات المعيشية والاقتصادية، انطلقت تظاهرات في مناطق متفرقة في محافظتي درعا والسويداء تطالب برحيل نظام بشار الأسد.

وهتف المحتجون بشعارات مناوئة للنظام السوري وبشار الأسد، حيث رددوا عبارات “سوريا حرة وإيران تطلع بره” و “سوريا لنا وما هي لبيت الأسد، ويالله ارحل يا بشار، والشعب يريد إسقاط النظام”. كما طالب المتظاهرون بخروج إيران وروسيا من سورية وهتفوا ضدهما.

اقرأ أيضاً: المعارض السوري فراس طلاس يوضح التداعيات الخطيرة لـ «قيصر» ويتنبأ بموعد سقوط الأسد!

كما وعلت صرخات المواطنين في السويداء المنددة بالأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعصف بهم إذ قال أحد المواطنين: “نأكل النفايات وننام على الطرقات، أهذه هي سوريا التي يفوق عمرها الـ5000 عام”.

وقال آخر في تصريح لقناة النظام السوري: “نحن وقفنا مع دولتنا في مواجهة الخارج، ولكن الأزمة اليوم داخلية نناشد الأسد بإيجاد حل لإنهيار العملة الوطنية”.

السويداء

وتعتبر احتجاجات السويداء ضربة قوية للنظم السوري وحلفائه، باعتبار أن المحافظة، التي تسكنها غالبية من الموحدين الدروز، أحد معاقله الأساسية. اذ تظهر مقاطع الفيديو هتافات لم تعتد عليها مدينة السويداء، جنوب سوريا، اذ ردد العشرات، اليوم الأحد، أهازيج وهتافات مناهضة للنظام السوري، من قبيل “يالله ارحل يا بشار”، وربما من قبيل المصادفة التي لا تنفي الدلالات العميقة لسقف الهتافات الحالية في المدينة ذات الغالبية الدرزية، والتي لم تخرج رسمياً عن سيطرة دمشق طوال سنوات الثورة التسع الماضية، ردد المحتجون أغانٍ لعبد الباسط الساروت، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لرحيله التي تصادف يوم غد الإثنين، وهو من أبرز الوجوه التي غنت للثورة السورية. كما عبروا عن رفضهم للوجود الإيراني والروسي في المنطقة.

وإضافة إلى الاحتجاجات، تشهد السويداء اليوم “إضراباً شبه كامل لتجار المدينة، وتعاطفاً غير مسبوق من الأهالي” مع المتطاهرين، كما ذكر أحد المشاركين في التظاهرات لـ”سوريا على طول”، طالباً عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية. مرجحاً أن “تستمر هذه الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة، وأن تمتد شرارتها إلى مناطق أخرى واقعة تحت سيطرة الحكومة السورية”.

بحسب ما ذكر مدير تحرير شبكة “السويداء 24” الإعلامية، ريان معروف، لـ”سوريا على طول”، فقد بدأت احتجاجات اليوم “بأعداد محدودة، لتتجاوز لاحقاً 100 مشارك، يجوبون شوارع المدينة وساحاتها الرئيسة”. وهو ما دفع النظام إلى استقدام تعزيزات أمنية إلى محيط مبنى محافظة السويداء، أحد أماكن تجمع المحتجين، بالتزامن مع وصول وفد من الضباط العسكريين والمسؤولين الحكوميين إلى مبنى المحافظة.

وفي رده على احتجاجات السويداء، صرح المحافظ همام دبيات، الذي تم نقله بموجب مرسوم رئاسي، في أواخر أيار/مايو الماضي من القنيطرة إلى السويداء، لوسائل إعلام محلية بأنه “يتم التواصل مع المحتجين للاستماع إلى المطالب المنطقية”، محذراً من أن “هناك من يخرج عن الإطار العام. ويتم التواصل مع الجهات المعنية لمتابعة هذا الأمر”.

مستقبل الاحتجاجات

تتشابه احتجاجات مدينة السويداء اليوم، إلى حدّ كبير، مع الاحتجاجات التي عرفتها المدينة مطلع العام الحالي، لناحية أسباب كل منها، وهي أساساً تردي الأوضاع المعيشية وتدهور قيمة الليرة. لكن الظروف المعيشية اليوم تبدو أشد قسوة مقارنة بالأشهر الماضية. إذ فقدت الليرة السورية نصف قيمتها منذ كانون الثاني/يناير الماضي، متخطية حاجز 2600 ليرة للدولار الأميركي في السوق السوداء، مقارنة بحوالي 1230 ليرة للدولار بداية العام 2020.

هذه الظروف التي “قصمت ظهر الناس وأوصلتهم إلى حافة الجوع، بالإضافة إلى كل أشكال الاحتلال التي تتعرض لها سوريا من أطراف عدة، دفعت الناس إلى الخروج”، كما أوضح المشارك في احتجاجات. مشدداً على أن “السويداء لم تكن يوماً موالية للنظام، ولكنها رفضت الانخراط بالمقتلة السورية” بحسب تعبيره، مستدلاً على ذلك بـ”ترديد المتظاهرين اليوم شعارات الثورة السورية”.

السابق
بعد دخوله نتفلكس.. كريم قاسم يروي تجربة إصابته بفيروس كورونا!
التالي
جيفري يعترف: واشنطن مدّت حبل النجاة للأسد.. والمقابل؟!