لبنان يودّع محسن ابراهيم بمأتمٍ مهيب.. رجل المقاومة اللبنانية والفلسطينية يترجل

محسن ابراهيم

ودّع لبنان اليوم الجمعة المناضل الوطني محسن ابراهيم بمأمتمٍ مهيب. هو الرجل الذي ارتبط إسمه بتاريخ لبنان السياسي النضالي وبالعمل الوطني البطولي الخالٍ من التمنين وإذلال الناس بين حينٍ وآخر بأعمال وطنية بحتة، هو اسمٌ مرتبطٌ بشكلٍ وثيق بالحركة الوطنية اللبنانية والأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي، والمناضل العروبي من أجل تحرير فلسطين.

إقرأ أيضاً: محسن إبراهيم.. يوم استبد الهوى اللبناني والفلسطيني بعابر الهويات!

إذ شيعت منظمة العمل الشيوعي في لبنان أمينها العام بمأتم حاشد في النادي الحسيني ببلدة انصار في النبطية، شارك فيه سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور ممثلا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، النائب ياسين جابر ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي عسيران، رئيس “التنظيم الشعبي الناصري” النائب اسامة سعد، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، أمين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، عضو المكتب السياسي “للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” في لبنان علي فيصل، رئيس “الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة” الشيخ ماهر حمود، توفيق سلطان، وفود من الاحزاب الوطنية والفصائل والمنظمات الفلسطينية في لبنان ووفد من قيادة حركة “أمل” في الجنوب وشخصيات سياسية وحزبية واجتماعية.

كما وشارك في التشييع أيضاً وفد من موقع “جنوبية”، يترأسه رئيس التحرير الزميل علي الأمين مقدماً التعازي بالمناضل ابراهيم.

كما وقدّم العلامة السيد محمد حسن الأمين العزاء هاتفياً لنجل ابراهيم الدكتور خالد.

مشاركة شعبية في تشييع ابراهيم
جنبلاط في بلدة أنصار مشاركاً بالتشييع

وألقى أمين سر المكتب التنفيذي لمنظمة العمل الشيوعي زكي طه كلمة قال فيها: “نقف اليوم لنودع رجلا ليس كالرجال، رجل عاش حياته دون أن يبخل بلحظة من لحظات عمره، بذلها في سبيل قضايا وطنه وشعبه وأمته العربية ونصرة لقضايا شعوب العالم الثالث المقهور بالسياسة والاقتصاد والأساطيل وحروب التفكيك والتدمير والتهجير”.

نسائل أنفسنا كيف لرجل واحد رقيق البنية أن يقدم كل هذا العطاء، دون أن يحيد قيد أنملة عن خط الاستقلال الذي رسمه لنفسه!

أضاف: “نقف خاشعين، نسائل أنفسنا كيف لرجل واحد رقيق البنية أن يقدم كل هذا العطاء، دون أن يحيد قيد أنملة عن خط الاستقلال الذي رسمه لنفسه، ورسمته له التحديات التي يواجهها شعبه في دولته الصغيرة وعالمه الواسع”.

وتابع: “محسن ابراهيم لا يختصر بكلمات تأبين، إذ من أعطى للقضايا التي ناضل من أجلها قرابة 70 عاما لا يختصر أو يختزل بأسطر. ولأن المقام ليس مقام الإحاطة بعوالمه وما قدمه، أكتفي بذكر مقتضب لبعض عناوينها، أبدا من لبنان وقد رأى محسن ابراهيم أن هذا النظام الطائفي هو أساس مصائب هذا الشعب، ولذا سعي دوما وابدا من أجل بناء مواقع سياسية وطنية عابرة للطوائف وكانتوناتها المغلقة، المدججة بالخوف من الآخر والاستعداد لمواجهته”.

هو الخيار الذي نجح في نهاية المطاف وحرر الشعب اللبناني بمقاومته، أرضه دون قيد أو شرط!

أضاف: “لذا خاض مع الشهيدين الكبيرين المعلم كمال جنبلاط والرفيق جورج حاوي بناء حركة وطنية معارضة للنظام ناضلت مع عمال غندور ومزارعي التبغ في النبطية وفلاحي عكار والجنوب وصيادي صيدا، من أجل العدالة والكرامة للانسان المقهور، وطموحا نحو المستقبل صاغ البرنامج المرحلي للحركة الوطنية کمشروعا للتغيير من أجل بناء نظام لبناني ديموقراطي يجعل من أبناء الوطن مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات تجمعهم المواطنية ولا تفرقهم المذاهب والنحل وقوانين الأحوال الشخصية. ودفاعا عن الوطن أطلق وحاوي نداء جبهة المقاومة الوطنية الأول داعين إلى السلاح لمواجهة العدو الصهيوني ودحره عن ترابنا الطاهر، بدءا من العاصمة المحتلة بيروت مرورا بالجبل والبقاع والجنوب. وهو الخيار الذي نجح في نهاية المطاف وحرر الشعب اللبناني بمقاومته، دون قيد أو شرط”.

الصلاة عن روحه

وأردف: “لم يكن محسن ابراهيم مجرد قائد سياسي يصمد في بيروت عندما اجتاحها جيش العدو الصهيوني، يدير مقاومتها والمواجهة معها. لقد كان محسن المفكر السياسي الذي ينطلق من مرتكز هو بنية منظمته، منظمة العمل الشيوعي التي أسس وقاد على امتداد عقود متتالية وعمل داخلها أيضا، ودون كلل أو ملل لتجديد ونقد فكرها وممارستها، توصلا إلى بناء منظمة ذات أفق مفتوح على الديموقراطية والعلمانية، قادرة على قراءة التحولات التي طرأت على بنية النظام اللبناني الذي يتخبط في أزمته، ويدفع الناس إلى الجوع والافقار والبطالة. لقد كان محسن ابراهيم ويظل مدرسة تخرج منها كثيرون، وأجيال متلاحقة من المثقفين والمناضلين التي لعبت دورها الكبير على مسرح هذا الوطن والمنطقة”.

لم يكن محسن ابراهيم مجرد قائد سياسي يصمد في بيروت عندما اجتاحها العدو بل كان المفكر السياسي الذي ينطلق من مرتكز هو بنية منظمته!

وختم: “محسن ابراهيم نحن رفاقك نؤكد أمام حضورك، أن فكرك سيبقى ملهما لنا ولمسارات التغيير والتقدم، وانك يا رفيقنا وقائدنا ومعلمنا باق بيننا نموذجا للمناضل الصلب الذي لا يكسره حتى موت جسده”.

بعد ذلك حمل النعش وقد لف بالعلم اللبناني، على الاكف، وسار المشيعون في موكب حاشد تقدمه حملة الاكاليل، وفرقة من كشافة “النجدة الشعبية” اللبنانية – فرع انصار وحملة الاعلام اللبنانية واعلام منظمة العمل الشيوعي، وصولا الى روضة البلدة حيث ام الصلاة على الجثمان امام بلدة الدوير السيد كاظم ابراهيم، ليوارى الفقيد في الثرى في جبانة البلدة. ثم تقبلت قيادة المنظمة وعائلة الفقيد التعازي من الحضور.

السابق
عشية تظاهرة السبت.. حزب الله يجتاح «تويتر» ويتوعّد: سلاحنا دونه الدم!
التالي
بلدة القصر تشتعل.. إطلاق نار وقذائف على الحدود اللبنانية – السورية!