السدود والمياه الجوفية… «فجوات» وسياسات خاطئة

خريطة السدود

لويس دوبرتريه رئيس البعثة الجيولوجية الفرنسية التي عملت في لبنان من 1928 الى 1955 وأصدرت  منشورات ودراسات وأبحاث وخرائط جيولوجية عن لبنان وبعض المواقع السورية القريبة.
من الطبيعي أن هذه الدراسات تطبع وتنشر بلغة فرنسية وهي المرجع العلمي الجيولوجي الوحيد والذي على أساسه تم  بعدها دراسة الثروة المائية في لبنان من قبل الأمم المتحدة للتنمية والصادر بنيويورك سنة 1970 بالفرنسية والإنكليزية.

لويس دوبرتريه
لويس دوبرتريه

اقرأ أيضاً: إنشاء السدود فساد بلا حدود.. «بريصا» شاهداً!

لا خرائط جيولوجية في لبنان

كل خرائط لبنان الجيولوجية مع الكتيبات التوضيحية لها وتقرير الأمم المتحدة للتننية “لبنان المياه الجوفية” مختفية تماما ولا وجود لها  في الوزارات: بيئة طاقة ومياه أشغال إنماء وإعمار نقابة مهندسين جامعات مكتبات الخ…. 
كل مطابخ المشاريع الإنشائية في لبنان تتم بمعزل تام عن علوم الأرض يقوم بها مهندسون مدنيون أو خبراء مياه سطحية دون أية معرفة حقيقية بطبيعة الصخر الأساس الذي يتم البناء فوقه. 
كل ما يفعلونه هو تحليل تربة :التربة هي الطبقة الرقيقة عدة أمتار (عدا سهل البقاع من الجرفيات أو الردميات الهشة تبلغ مئات الأمتار في وسطه) قابلة للفلاحة والزراعة والتي تغطي تحتها الصخر الأساسي.

الطامة الكبرى في السدود المنفذة وتلك التي تنفذ حاليا بدون أي دراسة للقاعدة الصخرية ومن هنا فشلها في تخزين المياه على السطح

سياسة السدود المتبعة

أولى مشاكل تجاهل وعدم إتباع التوصيات العلمية للمراجع الجيولوجية تكمن في سياسة السدود المتبعة حاليا منذ 2010 المعاكسة تماما للتوصيات العلمية بضرورة إستثمار المخزون المائي الجوفي الذي يمثل 3/4 ثروتنا والموجود داخل مرتفعاتنا الضخرية الكربوناتية والتي تشكل مخازن كارستية كبيرة تغذي 14 نهرا ساحليا والعاصي والليطاني والوزاني.
من مشاكلنا الكبرى أيضا طرقات لبنان التي يتم تخطيطها فوق الصخور الهشة لسهولة العمل فيها ولمعاودة ترقيعها كل سنة (صخور عرضة للإنزلاقات والإنهيارات – طريق ضهر البيدر – الأوتوستراد العربي – إنهيارات طريق شكا  السنوية بعد الأمطار).

اقرأ أيضاً: أهمية السدود في إنتاج الطاقة الكهربائية

الطامة الكبرى في السدود المنفذة وتلك التي تنفذ حاليا بدون أي دراسة للقاعدة الصخرية ومن هنا فشلها في تخزين المياه على السطح.
المياه الجوفية المستثمرة على نطاق واسع في الجنوب اللبناني وبعض مناطق البقاع ومنذ العام 1985 وبأكلاف بسيطة أثبتت ما ذهبت إليه توصيات علماء البعثة الجيولوجية الفرنسية وخبراء الأمم المتحدة من ضرورة إستثمار 3 مليار متر مكغب / سنة من المخزون المائي الجوفي المتجدد سنويا بتسرب مياه الأمطار والثلوج الى عمق الصخور الخازنة وعدم تركه ينساب نحو البحر ويجري جنوبا نحو الشمال الفلسطيني.

السابق
قرار جديد لوزير التربية.. ما هي الضوابط لترفيع التلامذة؟
التالي
هذا موعد فتح الحضانات