الانتداب إلى سوريا يعود من بلَاط الكرملين.. مندوب سامي جديد يمثل بوتين في دمشق!

دمشق موسكو

ماذا اختلف في الهيمنة الروسية على سوريا اليوم بشكل الانتداب الفرنسي قبل قرن من الزمن، سؤال يراود المعارضة السورية في الأيام الأخيرة بعد قرار بوتين الأخير بترفيع السفير الحالي في سوريا ألكسندر يفيموف ليصبح مبعوثا شخصيا له، حيث سبق ليفيموف أن عمل في السفارة الروسية في عمّان، كما عمل في قسم شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الروسية.

ويشغل يفيموف منصب السفير الروسي فوق العادة لدى دمشق منذ عام 2018، قادما من الإمارات التي كان يشغل فيها منصب السفير الروسي منذ عام 2013.

السفير الجديد

الخطوة التي اتخذها بوتين أعادت في التصور شكل المندوب السامي إلى سوريا، الذي دفع السوريين بالتمرد ضد الحكم الفرنسي لاقتلاع وجود الممثل السياسي الفرنسي في سوريا عبر سلسلة طويلة من الأحداث التاريخية بدأت بعام 1920 وصولاً للاستقلال عام 1946.

يقول المحلل السياسي سمير صالحة إن “موسكو تحاول فرض المزيد من الهيمنة على الملف السوري من خلال إدارة شؤون البلاد ككل، وضمان تثبيت كلمتها في التعامل مع هذا الملف”.

جاء تعيين المبعوث الجديد بعد سلسلة من التقارير الروسية التي تحدثت عن فساد في مستويات عالية من النظام وأزمة مخلوف

ويضيف أن “موسكو تحاول السيطرة على مركز القرار في سوريا، والمتمثل بدمشق، لأنها تفترض أن الهيمنة على دمشق ستعطيها مساحة واسعة لإدارة شؤون سوريا بشكل كامل”.

إقرأ أيضاً: إيران وسوريا يعلقان بين «كماشة» إسرائيل وروسيا!

وبذلك سيتمتع يفيموف سيتمتع بصلاحيات واسعة، بموجب المنصب الجديد، تجعله يتجاوز الأعراف المتعلقة بالتعامل مع الأطراف الحكومية السورية من دون الرجوع للقنوات الدبلوماسية كما كان يحصل في السابق.

هذا يعني أن سفير موسكو في دمشق، أصبح يتبع الكرملين مباشرة، وليس وزارة الخارجية الروسية، ما يمنحه حرية أكبر في التحرك واتخاذ القرارات.

وتأتي الخطوة الروسية بالتزامن مع تصاعد حدة الخلافات والانشقاقات داخل عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، وكان آخرها الخلاف مع ابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قالت في تقرير لها الاثنين الفائت إن الأسد يواجه مجموعة من التحديات الكبيرة التي قد تحدد مصيره وقدرته على تعزيز قبضته على السلطة، وهي الانشقاق داخل عائلته، وانهيار الاقتصاد وتزايد التوترات مع حليفه الرئيسي روسيا.

عودة الانتداب

التاريخ في سوريا يتغير والفراغ الذي يحدث في الجغرافيا السياسية تزامناً مع الضغط المتزايد على إيران للخروج من سوريا مكّن زعيم الكرملين من التمدد في سوريا بشكل أكبر وكأن بوتين يريد الاستئثار بالمكان متفردا حال حدوث فراغ”.

هكذا وصف المعارض السوري يحيى العريضي المشهد طالباً من السوريين “التحرك أمميا بوضع البلد تحت رعاية أممية لا بوتينية احتلالية”، مضيفا أن بلاده باتت تخضع “للانتداب الروسي”.

السؤال الكبير حول مدى قدرة موسكو إقناع الغرب دفع تكلفة إعادة الإعمار في سوريا والتي تجاوزت نصف ترليون دولار

إذاً الدعوة لا تقف على السوريون فقط، بل يجب أن تكون هناك ردة فعل إقليمية ودولية للتعامل مع مساعي موسكو الرامية لتعزيز هيمنتها على سوريا.

إقرأ أيضاً: روسيا والتغيير في سوريا

ووفقاً للمحلل السياسي سمير صالحة يجب التركيز على ضرورة أن “يكون هناك تنسيق أكبر بين أنقرة وواشنطن لمواجهة الخطوة الروسية، وبخلافه سترتفع حظوظ موسكو في الانفراد بالملف السوري”.

بالمحصلة يعتقد صالحة أن واشنطن ستعمد على زيادة جهودها وتنسق أاكثر مع أنقرة، خاصة إذا ما شعرت أن روسيا تحاول عرقلة الحل النهائي في سوريا أو فرض نفسها على هذا الحل”.

السابق
المحافظون يدخلون البرلمان الإيراني من بابه العريض.. قاليباف رئيساً خلفاً للاريجاني!
التالي
العفو العام يُلهب «تويتر»..«حقن يرجعو» أو«حقن رصاصة»؟!