رسائل بمختلف الاتجاهات.. هكذا جاءت الرّدود على خُطب «الفطر»!

صلاة العيد دياب دريان

توجهت الأنظار أمس، الى الكلام السياسي الذي تضمّنته خطب رؤساء الطوائف الإسلامية في عيد الفطر لجهة ما حملته من رسائل بمختلف الاتجاهات.

اذ تجاوت خطب العيد بحسب “الأنباء” السقوف في مواقف سياسية عالية النبرة، وفيما كان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وبحضور رئيس الحكومة حسان دياب يعلن رفضه المسّ بصلاحية رئيس مجلس الوزراء والإخلال بالدستور، كان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن يطالب المسؤولين بالإقلاع عن استخدام الدولة لمصالح فئوية وتصفية الحسابات، وقد فجرّ المفتي الجعفري أحمد قبلان قنبلة سياسية من العيار الثقيل معلناً رفضه لاستمرار نظام “الطائف”، واعتبر أن ما قام به رئيس الجمهورية الراحل بشارة الخوري ورئيس الحكومة الراحل رياض الصلح في العام 1943 “لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، فهي مرحلة وانتهت”.

اقرأ أيضاً: المفتي قبلان يفجّر قنبلة سياسية من العيار الثقيل.. وإتصالات لاحتواء كلامه

هذه الخطب بما طرحته من إشكاليات النظام السياسي في لبنان، وتحديداً كلام قبلان، ولّدت ردوداً رأت فيها بداية تحول سياسي، فالبعض فسّر ذلك كمقدمة للدعوة لمؤتمر تأسيسي على قاعدة رفض استمرار صيغة الحكم القائمة على ثنائية رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء وطرح صيغ جديدة، فيما ربطه البعض الآخر بكلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري الأخيرة التي طالب فيها بالدولة المدنية وإجراء انتخابات نيابية على أساس لبنان دائرة واحدة وإلغاء الطائفية السياسية وإنشاء مجلس شيوخ وفق إتفاق الطائف، وذلك رداً على دعوات صدرت همساً بتطبيق الفدرالية تحت عناوين طُرحت علناً كاللامركزية المالية أو غيرها، الأمر الذي يشرعن القلق فتح “صندوق باندورا” الذي ذاق اللبنانيون مآسيه في زمن “حرب الآخرين” على أرضهم.

وقد عزّز رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط التوجّه القلِق من مشاريع الفدرلة، بتحذيره من “الأصوات العميلة” التي عادت تدعو الى الفدرالية، مذكّراً بما جرّته هذه الطروحات من خراب على البلد، وأكد أن التقسيم إنما هو مشروع “انتحاري”.

وحيال توجه المفتي قبلان بكلامه بشكل مباشر لصيغة الحكم الذي قام على الشقّين الماروني والسنّي منذ عام 1943، سأل القيادي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش عبر “الأنباء” عما إذا كان الوقت قد حان لتغيير المعادلة في البلد، وقال: “هل صيغة 1943 لم تعد صالحة لقيام الدولة، وما هو البديل؟ هل هي المثالثة؟ وهل يعني كلام قبلان مقدمة لعقد مؤتمر تأسيسي؟ وما العلاقة بين كلامه وكلام الرئيس نبيه بري قبل يومين؟”.

وإذ لفت علوش إلى أن “الأجواء بين حزب الله والتيار الوطني الحر ليست على ما يرام، وأن كلام قبلان ربما يكون ردا على طرح الفدرالية من قبل بعض القياديين في التيار، لذلك تقرر الضغط على المسيحين من هذه الزاوية”.

عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب وهبه قاطيشا رفض في حديث مع “الأنباء” مضمون خطبة قبلان، مستغربًا أن “يصدر كلام بهذا الحجم يقول جهارًا لكل اللبنانيين إن ما صنعه لكم بشارة الخوري ورياض الصلح كان مزرعة للطوائف، ولم يكن وطنا كما تعتقدون”، وسأل قاطيشا عن توقيت هذا الخطاب والغاية منه، قائلا: “هل المشكلة بالصيغة أم بالقوى السياسية التي عملت للخروج من هذا الميثاق وأوصلت البلد الى ما هو عليه؟”.

وفي مقابل ذلك رفض عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم التعليق على خطاب قبلان، وكذلك عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد فنيش.

“التيار الوطني الحر” المعني الأول بكلام مختلف خطب العيد، قالت مصادره لـ”الأنباء” إن “ما يطرح من مواقف من على المنابر الدينية لا شأن له بالسياسة، وإذا كان هناك إقتراحات لتطوير إتفاق الطائف فالتيار يؤيد ذلك ولا مانع عنده من درسه”، وسألت المصادر: “هل الوقت مناسباً الآن لطرح مثل هذه المواقف السياسية في وقت ينشغل فيه المسؤولون بكيفية إنقاذ البلد والخروج من الأزمة الخانقة، وهذا لن يتم إلا من خلال محاربة الفاسدين وإعادة المال المنهوب والمهرب الى الخارج؟”.

السابق
المفتي قبلان يفجّر قنبلة سياسية من العيار الثقيل.. وإتصالات لاحتواء كلامه!
التالي
عاصفة أيّار انحسرت.. كيف سيكون طقس بداية الأسبوع ؟