«الثنائي» ينقسم «شيعياً»..وبري يتمايز عن إيران رمضانياً!

بري وخامنئي
لا يمكن وضع خطوة المجلس الشيعي الاعلى في مخالفة إيران بالاحتفال بعيد الفطر الا في خانة الرسالة - التمايز- الاعتراض من الرئيس نبيه بري الى ايران و"حزب الله" حيث يشعر بري ان "حزب الله" يبتلعه شيعياً رويداً رويداً.

لم يسبق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ان خرج عن “طوع” ايران في لبنان، لا في السياسة ولا في العلاقة معها، او مع “حزب الله”.

وحتى في بدء الصيام وانتهائه، ينسق الشيخ عبد الامير قبلان وهيئة المجلس الشرعية في الامر مع مكتب الخامنئي، ووكيله في بيروت، ولو كان المجلس وقبلان يقلدان المرجع الشيعي الاكبر في العراق السيد علي السيستاني.
وفي تاريخ ولاية قبلان لم يحدث ان انقسم “ِشيعة لبنان” في عيد الفطر، الا في مرات نادرة وقبل الاعوام التي سبقت العام 2005 ، وفي ظل الفرز السني- الشيعي الكبير بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ووفق مصادر شيعية متابعة، جرى التوقف ملياً عند أبعاد إعلان المجلس انه: “لم يثبت شرعاً لدينا في لبنان رؤية هلال شهر شوال بالعين المجردة، وعليه فان يوم الاحد هو متمم لشهر رمضان، ويوم الاثنين هو عيد الفطر المبارك”.
وهو بعكس الاعلان الايراني على لسان مرشد الثورة السيد علي الخامنئي ان الاحد هو عيد الفطر.

كل عام يتردد ان تحديد عيدي الفطر والاضحى واختلاف مواقيتهما بين ايران والسعودية سياسي ونكايات ويتم تبريره من الطرفين بدفع “كفارة” الخطأ في تحديد العيد!


وتشير المصادر الى ان جرت العادة في السنوات الخمسة الاخيرة ان يختلف الايرانيون والسعوديون في تحديد بداية رمضان ونهايته وكذلك بداية موسم الحج ونهايته وبالتالي عيد الاضحى وذلك لاسباب سياسية وخلافية بين الطرفين.

الحسابات الفلكية والمناظير!

في نقطة عيد الفطر، دخل على الخط مبنى فقهي جديد وهو الحسابات الفلكية والرؤية بالمناظير الحديثة، ولا سيما بعد تبني المرجع الشيعي الراحل السيد محمد حسين فضل الله المبنى الفلكي في تحديد ولادة الهلال وبداية الشهر، فيُصر الشيعة ولا سيما المراجع الكبار في ايران والعراق على الرؤية بالعين المجردة، وهذا بحد ذاته امر خلافي حتى العظم، لذلك ومع اعتماد السعودية على التقنيات الحديثة والتي تساعد في رؤية مبكرة لولادة الهلال او في وقته كما تؤدي الحسابات الفلكية الى النتيجة نفسها، فيبقى القسم الآخر من الشيعة خارج هذا المبنى ولذلك يتأخر العيد حتى الرؤية بالعين المجردة.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يُنهي «حرب الصرافين» على طريقته.. و«الثنائي» يُعيّد الموالين ويَحرم المعارضين!

وتلمح المصادر الى ان هناك همس يجري كل عام ان عيد الفطر واختلاف مواقيته سياسية ونكايات، ولكن لا اثبات على هذه النظرية الا ما يتم استدراكه من الجهات في السعودية وايران عندما يعلنون دفع “كفارة” الخطأ في تحديد العيد!

جدل سياسي

اما في عيد الاضحى ومواقيت الحج والوقوف على جبل عرفة، فالجدل سياسي بامتياز وفق المصادر والتي تقول ان الايرانيين ومنذ تأسيس ايران الخميني، يسعون لان يكون لهم رأي في موسم الحج بينما ترى السعودية انها مهمة محصورة بها فقط ولكون الحج يتم على اراضيها وتنظيمه من مسؤولياتها.
ولهذه الاسباب كلها، يقف المجلس الشيعي اليوم على مفترق فقهي، انه التزم فتوى السيستاني وهذا طبيعي، وآخر سياسي انه خالف العرف ان الافطار والصوم شيعياً في لبنان وهو منسق وموحد بين “حركة امل” و”حزب الله” والخامنئي ولم يحدث ان افطر شيعة لبنان في يومين مختلفين الا فيما ندر وقل.

“حزب الله” يبتلع بري!

وهنا تلمح المصادر الى ان هناك مساع واضحة من رئيس مجلس النواب نبيه بري للتمايز عن “حزب الله” وإيران ومحاولة لتبديد صورة التابع لهما. فكانت إطلالة “التحرير” و”يوم القدس” وفي يوم واحد مع امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، وفي محاولة من بري لاعادة شد عصب “امل” المترهل واخراجه من منطق العجز وعدم القدرة على مواجهة “التغول” الذي يمارسه لبلع الساحة الشيعية ومعها إرث السيد موسى الصدر و”حركة امل”، وكذلك يحاول بري التمايز عن إيران والقول لها : أنا موجود وانا اقرر ولو كان القرار متعلقاً بالعيد والافطار!

السابق
غضب عراقي على الوجود الإيراني..إزالة صورة كبيرة للخميني في ديالى!
التالي
مزيد من التضامن مع بشير ابو زيد..«إعلاميون من أجل الحرية» يستنكر الاعتداء عليه!