إحتفالية «إنجازات» الحكومة.. ممنوع الضحك!

حسان دياب

وسط الأزمة المالية والصحية الخانقة، لم تفوت الحكومة فرصة “عرض الإنجازات” بعد مئة يوم على تشكيلها والتي كانت مادة دسمة سخر منها اللبنانيون كونها لا تطعم فقيراً ولا تحرر أموال اللبنانيين من المصارف.

إذ علق الصحافي حنا صالح على “إحتفالية الإنجازات” قائلاً: “في صبيحة اليوم الـ١٩ بعد المئتين على بدء ثورة الكرامة فيما لا تفارق المواطنين صورة تشققات أرضية سد المسيلحة، وكيف تهدر التركيبة الحاكمة، تعب اللبنانيين ورزقهم الحلال، حيث تبرز بقوة مسؤولية رعاة حكومة البروفيسور قبل غيرهم، عم البلد سخرية سوداء، أمام نهج الغلو في الاستعراض والفوقية في خطاب احتفالية “إنجازات” المئة يوم على الثقة الملتبسة التي نالتها حكومة الأقنعة”!

أضاف صالح في منشور له عبر “الفايسبوك”: “لكن مهلاً قبل التمعن في بطولات لم يقدرها المواطن اللبناني، عن “ثلة من المغامرين وقفوا على سطح السفينة.. قالوا للركاب: دعونا نحاول الانقاذ..أمسكوا الدفة .. وبدأت الرحلة”! كان الحديث الحقيقي على صفحات “الواشنطن بوست”، فالمستقر سعيداً “في دارته” السراي الحكومي، و”أنجز” 97% من مهمة وضع البلد على السكة الصحيحة، توجه إلى الأميركيين والعالم فكتب أن “أكثر من نصف الأسر اللبنانية قد لا تستطيع شراء الطعام بنهاية العام..وقد يجد الكثير من اللبنانيين صعوبة في شراء الخبز قريباً”، بدا الرجل حقيقياً ضعيفاً يستجدي، وفي موقع العاجز وحكومته عن المساهمة في أي منحى لإنقاذ لبنان من الجوع”.

إقرأ أيضاً: دياب «بطل» الإنجازات الوهمية..ويستجدي الأميركيين بتجويع اللبنانيين!

ولفت الى انه “الحق أنه لم يتقصد أن يسوق لضعفه وفشله حتى في كيفية الاستجداء، فالقاصي والداني يعرف أن غياب الرؤية خيط جامع بين مكونات الحكومة – الواجهة، التي لديها أولوية لا تحيد عنها، وهي المضي في السياسات التي أغرقت البلد، وكأن هناك من يراهن على أدائها بحيث يصبح الانقاذ عملية مستحيلة ما يُمكن الطامعين من المضي في مخطط وضع اليد على بلد الأرز فيكون موطيء قدمٍ لهم على المتوسط”!

أضاف: “خطاب “الانجازات” وبين أبرز محاوره مواجهة وباء “كورونا” حيث “العالم راقب بدهشة ما أنجزناه” كان يمكن أن يمضي في “رش السكر على الموت” لولا صدمة الكشف عن نحو 100 إصابة بالوباء في يوم واحد، تحدثت وزارة الصحة عن 63 فقط بين الوافدين والمقيمين، وذلك رغم ضآلة الفحوصات والاصرار الحكومي على عدم رفعها إسوة بكل بلدان الأرض! وهذا يؤكد أن بين أولويات الناس فضح هذه المقامرة بالحياة لردعها”!

وقال صالح: “فات خطاب “الانجازات” مسائل تفصيلية من نوع أن المجاعة تتسع وتمتد في مفاصل جغرافيا البلد، والناس تعيش في العتمة، وعادت النفايات تطمر الأهالي! تناول عناوين مشاريع وصفها بالانجازات لا بد من التوقف أمام بعضها:

  • قال أن الحكومة اكتشفت أن الخزينة خاوية، وفاته هنا بعض الأمور الصغيرة، وهي انه تبعاً لوضع الخزينة الخاوية، قررت حكومته المضي في منهبة سد بسري المالية والبيئية والذهاب إلى تركيب دين لإضافي بقيمة 625 مليون دولار! وفي ظلّ هذه حكومة الدمى إياها تم افتضاح الفيول المغشوش، وتطايرت الأرقام عن رشاوى بمئات ملايين الدولارات تبدأ بعمولة كبيرة لرؤوس شركة “سوناتراك” الجزائرية، وتقدمت الإخبارات إلى القضاء وطالب الشارع بتحويل وزراء الطاقة على المحاكمة، فمددت حكومة البروفيسور العقد مع “سوناتراك”!
  • كان البلد مذهولاً أمام حجم التهريب، الذي يستنزف سنوياً نحو 4 مليارات دولار من جيوب المكلف اللبناني، قيمة المواد المدعومة مثل القمح ومشتقات البترول، ثم يُغرق البلد بالسلع المهربة من إيران وسواها والتي تحرم الخزينة من العائدات الجمركية.. وفي الوقت عينه معروفة الجهات المستفيدة ومحددة معابر التهريب، فتلكأت حكومة الأقنعة عن الحد الأدنى من واجبها وهو حماية لقمة الخبز. تذاكت بشأن منع التهريب الذي يتم من لبنان إلى الخارج، ورضخت لفتوى مرشد الجمهورية بأن مثل هذه المسألة بحاجة للتفاوض والتنسيق مع الجانب السوري!! وهذا ما حصل وسيحصل أكثر لأن المطلوب هو الالتحاق السياسي، بعد تكريس دور البلد في تحمل جزء كبيرمن عجز ميزان المدفوعات السوري، والمراد تثبيت ذلك رغم أن “قانون قيصر” للعقوبات الأميركية على النظام السوري ومن يتعامل معه يدخل حيز التطبيق في الأول من يونيو، أي بعد أيام!
  • حدثنا خطاب “الانجازات” عن طلب إجراء التحقيقات بخصوص الأموال، وعن دعوة الجهات المانحة الكشف عن الأموال المنهوبة واسترجاعها. فعلاً ممنوع الضحك! قبل 7 أشهر( في 21ت أول) تقدم نادي القضاة بطلب تجميد كل حسابات الطبقة السياسية وكبار المسؤولين بما في ذلك القضاة والضباط، وإخضاعها للتحقيق استناداً إلى القانون44 للعام 2015 الذي يتيح طلب تجميد هذه الحسابات في الخارج، الطلب لم ينفذ، رغم أن قضاة بارزين قالوا لدينا القوانين، لترفع الجهات السياسية يدها، كي يبدأ القضاء مهمته فاستمر النهج المخادع وكل الطبقة السياسية شريكة به.
  • ذهبت الحكومة إلى صندوق النقد تحاور حول خطة مشكوك بأرقامها وأهدافها ومرفوضة من أكثرية اللبنانيين، لكنها في تجدٍ للداخل والخارج أبقت الثقب الأسود على حاله، فتركت مسألة الكهرباء للتفاوض على بناء معامل الكهرباء بين يدي الوزير مستبعدة لجنة المناثصات وطاوية ضرورة تشكيل هيئة ناظمة للقطاع، والهدر والفساد في قطاع الكهرباء والفيول المرتبط به يعادل 50% تقريباً من حجم المديونية!
  • أما “الوعد” بتدخل المصرف المركزي في سوق القطع وحماية الليرة فالأمر يطرح الأسئلة، كيف ومن أين؟ ولا بد من انتظار الوقت لرؤية كل ابعاده والجدوى. فالدولارات المحولة من عرق المغترب لأهله والتي يصادرها المصرف المركزي، هل سيتم استخدام بعضها في السوق وكيف يستفيد المواطن والتهريب على خط لبنان– سوريا في أوجه! فهل بين أولويات البروفيسور الاستمرار في تقديم الخدمات للنظام السوري الذي يختنق بالعقوبات وعدم الكف عن نهج انزال النكبة بالمواطن اللبناني؟ وهل هناك صفقة ما مع سلامة يستمر معها نهب البلد وتعميم الجوع وضخ البقية الباقية من العملة الصعبة في الاقتصاد الأسود الذي ترعاه حكومة الدمى وتحميه بأشفار العيون!
  • يتساءل البروفيسور دياب عن حق: هل يمكن وقف الانهيار من قبل الذين تسببوا به ثم تركوه لحظة السقوط؟ هذا كلام حق، فهذه الحكومة هي استنساخ عما سبقها من حكومات، إنها حكومة حزبيين ومستشارين يتحمل من وزّر المسؤولية عن الانهيار ولا يؤتمن على الانقاذ، لهذا قالت الثورة:لا ثقة، وقالت أن الأولوية اليوم إسقاط هذه الحكومة التي احتمت بالجائحة لتعميق نهج الانتقام من الناس. وقالت الثورة أن لا بديل عن فرض مرحلة انتقالية تقودها حكومة مستقلين حقيقيين تعيد الثقة إلى الداخل والخارج وتقود مرحلة ينبغي أن تفضي إلى إعادة تكوين السلطة.وكلن يعني كلن
السابق
بالصورة: دريان بضيافة دياب على الإفطار.. والعيد نهار الأحد!
التالي
السيد علي الأمين يشرح «التأرجح» في عيد الفطر ما بين الرؤية الشرعية والحسابات الفلكية!