ثلاثة أسباب تمنع دمشق من استخدام منظومة صواريخ S300 في وجه إسرائيل!

s300rockets

قبل عامين تفاخرت دمشق بحليفها الروسي وهو يطلق يده العسكرية في سوريا ويستعرض قدراته القتالية وتجهيزاته الحربية على ساحل المتوسط وفي قاعدة حميميم، عبر إرسال منظومة صواريخ S300 المتطورة إلى سوريا بحجة منح دمشق صلاحية الدفاع عند تعرضها لخطر ما.

ورغم ذلك لم تهدأ الغارات الإسرائيلية على سورية مستهدفة دمشق وريفها والقنيطرة وحمص وحلب والبادية وصولاً لدير الزور، دون أن يستخدم نظام الأسد المنظومة الجديدة في وجه الطيران الإسرائيلي.

وبات الجميع يعلم أن الضربات الإسرائيلية لم تستهدف نظام الأسد بحد عينه بل توجهت إلى الحد من وجود إيران في سوريا. وعلى الأغلب لم تنجح المضادات السورية التي يدعي النظام أنه يرد من خلالها على الطيران الإسرائيلي، في وقف الغارات من إنجاز مهامها، باستثناء إسقاطها طائرة إسرائيلية في عام 2018 نجا طياراها من الحادثة وكلفت دمشق 100 صاروخ حينها.

لم تستخدم دمشق المنظومة الروسية في مواجهة الغارات الإسرائيلية المتكررة

بعدها وخلال واحدة من المهام العسكرية الإسرائيلية في الأجواء السورية ومحاولات صدها من قبل المضادات التابعة لجيش النظام، تم اسقاط طائرة روسية، الأمر الذي تسبب في إحداث توتر بين روسيا وإسرائيل، ودفع الروس إلى تزويد دمشق بمنظمة S-300.

إقرأ أيضاً: روسيا والتغيير في سوريا

وبعد سقوط الطائرة وقعت إسرائيل وروسيا اتفاقاً لضبط النفس وعدم تكرار الحادثة، لكنه لم يحد من الغارات الإسرائيلية التي زادت وتيرتها داخل الأراضي السورية وبكثافة كبيرة خلال الأشهر الماضية.

وفي تقرير لصحيفة هآرتس ناقشت فيها أسباب عدم استخدام دمشق لمنظومة الصواريخ الروسية في الدفاع عن نفسها، ورد ثلاثة أسباب رئيسية ذكرتها الصحيفة:

السبب الأول

أن “آليات تشغيل أنظمة S-300 تقع تحت السيطرة الكاملة للمستشارين والمشغلين الروس”.

السبب الثاني

هو أن “المستشارين الروس لا يسمحون لجيش بشار الأسد بإطلاق الصواريخ. وهذا دليل إضافي على اللعبة المزدوجة التي يلعبها الكرملين منذ عام 2015، عندما نشر آلاف القوات الروسية والمقاتلات والسفن الحربية، فضلا عن أنظمة S-400 الأكثر تقدماً، في محاولة لإنقاذ نظام الأسد”.

وتضيف الصحيفة أن “موسكو تسعى من ناحية، لتحقيق الاستقرار في سوريا بمساعدة إيران، فيما تتعاون مع الأسد وحزب الله على المستوى التكتيكي ضد داعش والمتمردين، وتريد أيضا تقليل تدخل إسرائيل في سوريا”. 

إقرأ أيضاً: مظلة روسيا في سوريا: مدرعات للشرطة في شوارع دمشق وحلب لأول مرة!

ولكن من ناحية أخرى، فإن “روسيا تغض الطرف عن الهجمات التي تشنها إسرائيل، وهي بذلك تشجّع من الناحية التكتيكية الحملات ضد إيران. ومثل إسرائيل، تريد روسيا أيضا رؤية القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية وحزب الله يغادرون سوريا”.

السبب الثالث

فهو “خوف روسيا من ألا تظهر تلك الأنظمة نجاحا يوازي فخر الرئيس بوتن بالصناعات الدفاعية في بلاده، وعجزا أمام التفوق التكنولوجي والتشغيلي لإسرائيل والغرب عموما”.

قد يفتح الصراع الإسرائيلي الإيراني الباب على مواجهة طويلة الأمد في سوريا بمراقبة روسية

ومن أجل تحديث نظام الأسلحة السورية والإيرانية في سوريا، وكذلك أنظمة حزب الله في لبنان، خصصت طهران ملايين الدولارات لمراكز الدراسات العلمية والبحثية السورية التي عملت في الماضي لتطوير أسلحة بيولوجية وكيميائية. وهي حاليا تعمل على تطوير الصواريخ السورية والإيرانية، وتحسين تقنيتها ودقتها.

وهذا ما يعني استمرار المواجهة الإسرائيلية الإيرانية على الأرض السورية ووقوف الحليف الروسي في موقع المراقب فقط لمصالح الكرملين الإقليمية وبما ينسجم مع سياسة شد الحبل تجاه إسرائيل ودول المنطقة بحيث لا تدفع روسيا ثمناً أكبر من الذي دفعته إثر التدخل العسكري في سوريا.

السابق
بالصورة: مهمّة جديدة لزوجة دياب.. من وزارة الإعلام!
التالي
في بعلبك: السرقات تطال مُهندس أدوات طُبية.. يعمل على إبتكار جديد ضد الفيروسات!