اختارت الكاتبة الفلسطينية إيمان السعيد توقيتاً حساساً لإعلان الانتهاك الذي تعرض له نصها الدرامي “أرض محروقة” قبل عام ونصف وتحول إلى مسلسل “مسافة أمان” والذي أداره المخرج السوري الليث حجو وحقق أصداء داخل الوسط الفني السوري بعد أن نسب الليث الفضل في إنجازه للكاتب رامي كوسا، دون أن يظهر اسم رامي في شارة العمل.
القنبلة التي فجرتها إيمان اعتمدت فيها على مقاربة نصها الحقيقي بالنتيجة التي ظهرت على الشاشة معتبرة أن حجو قد جز خطوطاً من عملها برقابة ذاتية منه ودون تدخل أمني من رقابة النظام أو من الجهات الموكلة بإعطاء إجازات الأعمال التلفزيونية، بل أن إيمان أشادت بدور المشرف على هيئة الرقابة التلفزيونية العام الفائت الصحفي سومر إبراهيم والذي أجاز حسب السعيد السماح لنصوص جرئية أن تصل إلى الشاشة متحملاً ذلك على مسؤوليته الشخصية بما فيما مسلسل “دقيقة صمت”.
نسب المخرج الليث حجو الفضل في المسلسل إلى الكاتب رامي كوسا
ولم تسخف إيمان في منشور طويل نشرته على صفحتها الشخصية من جهد المخرج الليث حجو او مكانته في الدراما السورية، بل دافعت عن حقوقها ككاتبة تلفزيونية وبينت حقيقة الاتهامات التي وجهت إليها بأنها كانت تكتب نصين في آن واحد وأنها لم تستكمل تقديم بقية الحلقات، بل كشفت أن المخرج تعمد على تهميش اسمها في كافة المقابلات التلفزيونية لنجوم العمل وأنها أرسلت بقية الحلقات رغم عدم حصولها على كافة مستحقاتها، في حين أن إيمان كانت قد أنجزت في ذات العام مسلسل “خمسة ونص” في لبنان وأعلنت أنها لم توقع عقد العمل الثاني قبل أن أنجزت ثلاثة أرباع نص “مسافة أمان”.
إقرأ أيضاً: الليث حجو: كيف يصنع مسافة أمانه الخاصة؟!
وبذلك تفتح إيمان الجبهة على وضع الكتاب السوريين في الدراما المحلية وحجم الضغوط الذي يتعرضون له في ظل غياب أي جهة داعمة أو ضامنة لحق الكتاب، لكن “جنوبية” علمت من مصادر خاصة أن نص إيمان السعيد الذي قدّم في شركة “إيمار الشام” تلا ملخص قدمته كاتبة سورية يحمل اسم “تعب” وعلى إثر مقارنة الملخص بسيناريو “مسافة أمان” تبين وجود تشابه واضح بين العملين، وهذا ما يدخل شركة الإنتاج المتخبطة في أعمالها السابقة في دوامة الحقوق الأصلية، فمن عبث في العمل، هل هي شركة الإنتاج التي اعتمدت على ملخص بين يديها لبناء عمل استكتبت السعيد لصياغة نصه، أم إيمان التي كتبت مسلسلين في ذات الوقت وظهر عملها اللبناني الذي لم يتدخل في تعديل نصه أحد أضعف مقارنة بالسوري الخاضع للتعديلات، ام تصدق رواية إيمان في هيمنة المخرج على المسلسل واستقدام كاتب جديد لصياغته وفق رؤية تناسب السقف المسموح به محلياً؟!
