عندما يتغنى «حزب الله» بشرف التبعية!

النفوذ الايراني
يؤكد "حزب الله" مرارا وتكرارا خضوعه الكامل لمشيئة المرشد في إيران، وهذا الموقف لا مثيل له في العالم، حيث يعلن حزب ما تبعيته المطلقة لأي سلطة خارج أرضه.

 “اذا امطرت في موسكو حمل الشيوعيين المظلات في لبنان”، هذا القول الذي كان يردده خصوم الشيوعيين في لبنان كان يستفزهم  ويدفعهم إلى تأكيد استقلالهم وعدم تبعيتهم لموسكو رغم تأكيد التحالف مع الاتحاد السوفياتي.

وفي فترة السبعينات من القرن الماضي كنا نحاول في شتى السجالات تأكيد استقلالنا  واننا غير ملحقين بالثورة الفلسطينية وإنما متحالفين معها ومع الشعب الفلسطيني.

وعندما أعلن القائد ابو عمار في معرض تأكيده على قدرته على تنفيذ بنود أي تسوية يتفق عليها مع الكيان الصهيوني، واحترام  شروطها، أشار إلى أنه كان الحاكم الفعلي في لبنان وأنه كان  قادرا  على ضبط الحدود الجنوبية للبنان. وطبعا لم يكن يقصد بهذا التصريح الإساءة لنا نحن حلفاءه في لبنان ولكنه عمليا فعل ذلك. يومها اتصل بي بضعة رفاق واصدقاء لمعرفة ردة فعلي والتي كانت مزيجا من الألم والمرارة.

وتوقعت صدور تصريح عن احد الامناء العامين لاحزابنا اليسارية وخاصة الحليف الاقرب يؤكد على التحالف وليس التبعية، ولكن ذلك لم يحصل، ولكن أحدا بالمقابل لم يؤيد هذا التصريح ويتبناه.

إقرأ أيضاً: «جسم» عسكري إيراني «هجين» يهبط على العراق!

وفي حالة “حزب الله” وعندما أعلن مسؤولون ايرانيون بأنهم أخضعوا اربع عواصم عربية لسيطرتهم توقعت رد من “حزب الله” يستنكر هذا التصريح من ضمن تأكيده على تحالفه مع إيران.

ولكن ذلك لم يحصل ايضا، بل على العكس  من ذلك فقد أكد  الحزب  مرارا وتكرارا خضوعه الكامل لمشيئة المرشد في إيران.   

هذا الموقف لا مثيل له في العالم، حيث يعلن حزب ما تبعيته المطلقة لأي سلطة خارج أرضه. فلا اتباع سوريا او السعودية أو أميركا يقبلون بهكذا موقف حتى ولو كانوا يمارسونه عمليا.

لأن هكذا موقف يأكل من قيمة ووزن صاحبه ليقوي موقع المتبوع الاقوى، ويجعل التابع مكشوفا أمام الداخل والخارج.

إحدى مآسينا جميعا اننا عندما نحالف نتجنب نقد الحليف ولكن مع خصمنا فإننا لا نعرف الأ النقد والتهجم ونتجنب اي ثناء لصفة ما يتمتع بها هذا الخصم

مناسبة هذا العرض هو الإعلان الايراني الجديد والذي تصدر احدى الصحف الكويتية والذي يعلن ان الكويت والبحرين هما تابعتين لأراضي بلاد فارس. وبكل بساطة بات بلدان عربيان مستقلان إيرانيان وفقا للموقف الايراني. ومجددا لم اقرأ  ردود فعل على هذا الموقف لا من حلفاء إيران ولا من خصومها.

وهذا يضيء على إحدى مآسينا جميعا. وهي اننا عندما نحالف نتجنب نقد الحليف ولكن مع خصمنا فإننا لا نعرف الأ النقد والتهجم ونتجنب اي ثناء لصفة ما يتمتع بها هذا الخصم.  والموضوع الآخر الذي يستوجب التوقف عنده هو أن هذا التصريح ترافق مع مطالبة ترامب لدول الخليج بدفع ( الجزية) مقابل استمرار وجود قواته على اراضيها. وجاء هذا التصريح  (غب الطلب) ليدعم المطلب الأميركي ويؤمن نجاح تحقيقه.

إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن وتركيا في سوريا وليبيا وربما لبنان، وكلاهما لا مطامع لهما سوى تحرير فلسطين.   

السابق
بالفيديو: إنطلاق مسيرة سيارات من بيروت الى طرابلس..تضامن مع الفيحاء وشهيدها!
التالي
خطة «صوتية» لحكومة «تغرق في شبر».. الصفر والمزدوج!