خطة «صوتية» لحكومة «تغرق في شبر».. الصفر والمزدوج!

الحكومة اللبنانية
الخطة الاقتصادية للحكومة والتي وصفها من كتبها منفرداً في ليلة ظلماء بالتاريخية ،مجرد فقاعة صوتية لا قيمة لها طالما انها غير قابلة للتنفيذ!

في وقت الذي كانت فيه الحكومة الحالية ومازالت منهمكة ومنذ إعتلاء سدة الحكم بتنفيذ خطة التعبئة العامة، سجلت لنفسها أول إنجاز تاريخي في تعميم كيفية غسل اليدين لمدة عشرين ثانية.

كما شددت على ضرورة الإلتزام بحركة النقل والتنقل في الآليات على اساس رقم لوحتها الأول، وحسمها لمسألة الإرتباك الحاصل مع الصفر وإعتباره من “المزدوج” ومن مضاعفات الرقم 2.

وفي الوقت الذي كانت فيه منشغلة بمسألة حساب التباعد الإجتماعي الحساسة، ظهرت على حين غرة وفجأة خطة إنقاذية مفعمة بالأحاسيس وُصفت مجازاً بالتاريخية، خطها مرؤوس بأمر من رئيس في وقت قياسي يعتبر هو الأخر إنجازا، ليقال بعد ذلك لمن سيتلوها أقرأ، ويستمع إليها بشغف وتمعن، قلة إصطفوا على الكراسي متباعدين، وكأنهم بفعلهم هذا يسمعونها لأول مرة منذ حادثة التوزير.

لا احد في وارد الحديث أو تقييم خطة ورقية وإنجاز صوتي صدر عن أحدهم منفرداً في ليلة ظلماء

مع فائق الإحترام والتقدير ونرجو عدم المؤاخذة على التعبير، لكن كيف لذلك أن يكون كذلك والوزراء ممن نُجل ونحترم لم يعرفوا بعد كيفية الوصول إلى مقر وزارتهم، ولم يتسن لهم الإطلاع على ما فيها من ملفات مكدسة في أقبيتها وفي مغاور دوائرها، كيف تكون وهم لم يكونوا بعد قد إلتقوا بالهيئات أوالقطاعات اوالمصالح والمؤسسات المرتبطة بهم وبوزاراتهم، ونفترض هنا بحسن نية أنه ليس تقصيرا بقدر ما هو عجز حاصل لأسباب قاهرة رافقت تعينهم الذي تم على عجل ولربما من دون سابق إنذار لمهام أوكلت لهم في وقت غير متوقع قصير؟

إستغباء واضح للناس

كفى إستغباء للناس، كفى إستهتارا بحقوقهم وعقولهم، كفى متاجرة بلقمة عيشهم، كفى إستغلال تعطشهم للحياة، كفى مغامرة بمستقبلهم وصحتهم، كفى سجال تسجيل نقاط، فالإنقاذ لا يأتي بحلو الكلام ولا بإعلان النويا فالصدر ضاق بما لا يقال، ما عاد المواطن في مزاج رايق ليعمل (لايك) أو (شير) أو يشارك بالتعليق على أفكارهم المكتوبة، ولا هو في حجره المنزلي مع أسرته وتوتره وقلقه والأقربين في وارد الحديث أو تقييم خطة ورقية وإنجاز صوتي صدر عن أحدهم منفرداً في ليلة ظلماء، ألصقه ونشره عبر غيره على عجل في صبيحة يوم من أيام التطاحن السياسي جديد.

إقرأ أيضاً: عندما يتغنى «حزب الله» بشرف التبعية!

ما يثير السخرية أيضاً أن معارضي الحكم المكملين لوجوده  حين سألوا عن الورقة البيان قالوا بلسان البلاغة التي يدعون، انهم سيراقبون أفعال مطلقها فإما الثناء وإما الإسقاط الشنيع، فما أشبه هؤلاء بأولئك الذين وجدوا خصما لهم في سيارته وقد تعطلت، فدفعوه لكي يتخلصوا منه فما كان إلا أن إستعان بناقل الحركة وأنجز النقرة التي خولته من جديد الإقلاع، ليكمل مشواره وإن إلى مكان مجهول فالخصم بالنسبة إليه بات وراءه ينظر إليه بحسرة على قارعة الطريق.

التقدير على الأفعال لا الأقوال

إعلان نوايا هي تلك الورقة، والثناء والتقدير على الأفعال لا الأقوال، كلمة تاريخية (ما بتقطع) مع الشعب العظيم، والخروف (ما بينبلع) بلقمة واحدة، عليكم أولاً بالتقطيع، الكذبة تعرف من كُبرها، وعليه خذوا نفس عميق، أعطوا حالكم وقتا كافيا للدراسة قبل الإعلان ولو يسير، لبنان بلد الرسالة، وما تبتغون منه القليل العالم اليوم في طور البحث عليه ويريد منه الكثير، كوفيد 19 غيَّر في هذه المستديرة الكثير، عندكم مهمة أصعب بكثير، تحتاج إلى تروي ودراسة أكثر مما تعلنون عنه بالكلام الفصيح.

كونوا على يقين بأن الشعب سيعطيكم وقت أكثر بكثير من الإعلام إذا كنتم صادقين، تخلصوا أولاً من الفاسدين مما هم معكم وممن هم بالشكل معارضين ولشهواتهم حافظين أو ليعلنوا التوبة أمام الملأ أجمعين ويقدموا أنفاسهم إلى العدل صاغرين طاعين ، ونحن الشعب اللبناني سنكون عند حسن ظنكم ولخطتكم يا دولة الرئيس سنكون المعلنين والمبشرين ولما تحتاجونه أول الداعمين.

السابق
عندما يتغنى «حزب الله» بشرف التبعية!
التالي
العداد «الكوروني» المحلي والإغترابي الى إرتفاع..إصابتان مقيمتان وأخريان وافدتان!