لم تترك حكومة حسان دياب امام اللبنانيين من فرصة، الا الشارع ليطالبوا فيه ومن خلاله وعبره، بلقمة الخبز وبالوظيفة وبالحياة الكريمة، وكلها من اساسيات المواطنة المفقودة اليوم.
انسياق الحكومة نحو شروط صندوق النقد الدولي يعني ان لم يعد لليرة اللبنانية قيمة مع تحرير سعر صرف الدولار كما لم يعد من لا يعمل وهم فوق الـ50 في المئة من اللبنانيين القدرة حتى على شراء الخبز اما من تبقى وهم اقل من 20 في المئة ممن يعملون وربما يحصلون على نصف راتب وربما لا.
لا ثقة بالحكومة وخطتها!
السير في جنازة الليرة كما فعل ثوار زحلة، وقبضات الغضب مع الحناجر التي صدحت ضد الفساد وحكم المصرف وبلطجة السلطة، قالت بوضح لحكومة دياب وخطتها ارحلي لا ثقة.
“كورونيا” عادت الاصابات الى الارتفاع مع تزايد الحالات الايجابية في صفوف المغتربين العائدين، فيما بقيت الحالات متوزعة على اكثر من قضاء ومنطقة ما يشي بأيام “كورونية” سوداء.
البقاع
وأكدت المسيرات السيارة التي جابت قرى البقاعين الغربي والاوسط، وكانت المحطة الرئيسية للثوار في مدينة زحلة على استمرارية الثورة وأحقية مطالب الثوار، كما أكدت عن حاضنة في الوسط الشعبي، وكانت تعبيراً عن عودة “الثورة” الى الساحات والقرى والمدن، رفضاً للسياسة المعتمدة في التهرب من تحمل المسؤولية، فأتت شعارات الاعتصام البقاعي اليوم الحاشد في مدينة زحلة للتنديد بخطة الحكومة الاقتصادية التي بشر دياب اللبنانيين برفع سعر الدولار والتأزم المعيشي بشكل كارثي، والسير بنهج الاستدانة الذي اعترضت عليه سياسة دياب وحزب الله. من دون ان يسجل اي خرق شغب بين صفوف المعتصمين.
حيث انطلقت مسيرة من امام السراي الحكومي في زحلة باتجاه البنك المركزي فرع زحلة منددين بالمنظومة السياسية، كما تم تشييع الليرة اللبنانية باسلوب رمزي تعبيري عن مدى تدهور الوضع الاقتصادي.
نبذ المشاغبين
وأكدت الناشطة الميدانية وصول غنيم ل “مناشير” ان الحراك اليوم في عيد العمال هو للتعبير عن اشراك الكادحين في هذا الحراك المطلبي، رغم غياب النقابات العمالية، كونها مصادرة من قبل هذه السلطة واحزابها، وقالت ان الدعوات ارفقت بتحذيرات من اعمال الشغب لأي مشارك، وقالت “هناك نوعين من المشاغبين نوع من الثوار الشباب المقهورين والذين لا اهداف سياسية تخريبية عندهم سوى ان يشعروا السلطة بمطالبهم، والنوع الآخر هم المندسون من قبل احزاب السلطة التي لها مصلحة بالانقضاض على المصارف وتعطيلها وافشال الحراك”.
إقرأ أيضاً: بلد ورئيس على «كف عفريت»!
واعتبرت ان ما حصل في اليومين السابقين في البقاع وطرابلس وصيدا يؤكد أن الشغب ناتج من فعل متعمد من قبل مندسين لحزب سياسي اساسي في السلطة وفي الحكومة الحالية.
خطط كاذبة
ومن جهة اخرى اعتبر الناشط اليساري في حراك بعلبك الهرمل علي مطر ان ما قدمته الحكومة الحالية من خطة اقتصادية يؤكد انتهاجها برامج الحكومات السابقة ويدل عن اعتمادها سياسة “الكذب على الناس، انتقدت بداية سياسة النظام الريعي، فيما اعتماد الخطة الاقتصادية على الاستدانة من بنك النقد الدولي الذي طالما عارضته سياسات حزب الله للحكومات السابقة، واليوم حكومة الحزب تعتمدها.
واعتبر ان الانتفاضة الشعبية مستمرة مهما حاولت السلطة واحزابها ضربها بالقوى الامنية والعسكرية من خلال ممارسات شغب وحرق واعتداء على الاملاك العامة والخاصة وخصوصاً المصارف”، فأتت سلمية المظاهرات لتكون رسالة الى رقي هذه الانتفاضة.
الجنوب
وجنوباً، غاب الخوف من الكورونا في ظلّ الخوف من الجوع والقهر والغلاء، فعمَّت المسيرات في صور والنبطية وصيدا.
وفي النبطية، عادت صورة الثورة التي هزَّت لبنان في تشرين 2019 ، فالتقى ثوار كفر رمان والنبطية و جابوا الشوارع مطالبين باستعادة حقوق المواطن و بإسقاط المنظومة الحاكمة.
وجالت عشرات السيارات في شوارع صور تنديداً بالوضع الراهن و طالب المتظاهرون بحقوق العمال في عيدهم كما عادوا الثوار و اعتصموا في ساحة العلم مطالبين بإسقاط منظومة الفساد و الفاسدين.
صيدا
ورغم المسيرة الحاشدة و الشعارات التي طالبت بإسقاط الحكومة وغيرها بقى مشهد صلاة الجمعة في جامع الزعتري طاغياً على كل ما حصل في اليومين الماضيين من مظاهرات و تكسير مصارف و بيانات مضادة وغيرها.
تمييز بين العائدين
من جهة ثانية ، تعاني ابنة مدينة صور حنان عماد الاشقر (27 سنة) المقيمة في ابيدجان، هي وعائلتها وطفليها، من مرض عضال وهي في وضع حرج جداً وبحاجة ماسة الى جلسات للعلاج الكيميائي لوقف التدهور الكبير في وضعها الصحي.
والدة حنان، زينب تلَّيه ناشدت السفارة اللبنانية وفعاليات الجالية تأمين عودة ابنتها الى لبنان بأقصى سرعة لتلقي العلاج اللازم .
وفي اتصال معها قالت: انّها قدمت كامل الاوراق والمستندات اللازمة الى السفارة اللبنانية في ساحل العاج وتواصلت مع العديد من الاشخاص لتتفاجأ بأنّ اسم ابنتها لم يرد في قائمة المسافرين على طائرة الغد، وتضيف انّ ابنتها في وضع دقيق جداً وبحاجة ماسة لعملية مستعجلة في لبنان ووهي وافقت على عودة ابنتها بمفردها الى لبنان دون مرافقة من احد افراد العائلة رغم خطورة وضعها الصحي وذلك افساحاً بالمجال امام باقي ابناء الجالية الذين يرغبون بالعودة.
