بعد العهد جنبلاط يكسر الجرة مع دياب..عون يستدرج معركة خاسرة مع الخصوم!

وليد جنبلاط

على هامش الصراع المرير مع وباء “كورونا”، اندلعت “الحروب الصغيرة” بين القوى السياسية حيث جر العهد وصهره وممارساتهما الخاطئة والتي يتحمل ويشارك في تبعاتها رئيس الحكومة حسان دياب ومن يدعمه، ولعل ابرز ما فجر جبهة السجالات الداخلية هو التلويح بالـ”الهير كات” وقص اموال المودعين والتعيينات وانفلات سعر الدولار.

توقيت خاطئ

وكما كان متوقعاً تسبب الهجوم الحاد الذي بادر إلى شنه الخميس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في افتتاحية جلسة مجلس الوزراء على المعارضين والخصوم بردود مباشرة أو استعدادات لإطلاق ردود لاحقاً. ولكن الأسوأ الذي ترتب على هذا الهجوم الذي عد خطأ سياسياً موصوفاً في المضمون والتوقيت تمثل في استدراجه الحكومة ورئيسها حسان دياب إلى معترك معركة خاطئة تماماً في توقيتها أيضاً مع قوى المعارضة بدءاً خصوصاً برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فيما ترتسم ملامح تصعيد متدرج أيضاً بين الحكومة وتيار المستقبل ويصعب تصور أن تكون القوات اللبنانية بعيدة عن هذا المعترك في ظل ما دأب عليه رئيسها سمير جعجع من توجيه السهام المتعاقبة إلى من يصفهم بالثلاثي غير المرح .

إقرأ أيضاً: السنيورة _المشنوق.. «طلاق» مع الحريري و«مساكنة» مع دياب!

ولعل التطور السياسي الداخلي الذي اخترق عطلة الجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي برز في اندلاع حرب كلامية حادة أطلق عبرها الحزب التقدمي الاشتراكي على لسان رئيسه ومسؤوليه وبعض نواب “اللقاء الديموقراطي” ردوداً لاذعة وعنيفة في اتجاه الحكم والحكومة وبعض الأطراف السياسيين الأمر الذي رسم انطباعات قوية حيال مناخ احتدام سياسي متسع ومرشح للتصاعد تباعاً.

عودة الحريري

وما يعزز هذه الانطباعات أن الردود الجنبلاطية الحادة على العهد والحكومة تزامنت أيضاً مع عودة الرئيس سعد الحريري بعد ظهر أمس إلى بيت الوسط بعدما أمضى أكثر من شهر ونصف الشهر في باريس وجاءت عودته أيضاً على وقع البيان العنيف الذي أصدرته كتلة المستقبل مساء الخميس وجددت فيه وصف رئيسها لسياسات الحكومة بانها انتحارية.

وفيما كان رئيس حزب القوات سمير جعجع يجتمع أمس مع زائريه النائبين أكرم شهيب ونعمة طعمة، بما يعكس رفع وتيرة التنسيق بين الفريقين حيال مواجهة المرحلة الحالية والمستقبلية بأعلى مستوى من التنسيق بين القوى السيادية ولا سيما منها الاشتراكي والقوات والمستقبل كما توافرت معلومات لـ”النهار” ، اشتعلت التغريدات بمعركة كلامية عنيفة دشنها جنبلاط في ما أوحى بكسر الجرة تماماً بينه وبين رئيس الحكومة.

توتر بين دياب وجنبلاط

ويعتبر هذا الانفجار بمثابة نهاية سريعة لعلاقة تبدو ممكنة وقابلة للاستقرار بين الزعيم الاشتراكي ورئيس الحكومة باعتبار أن العلاقة بين جنبلاط والعهد كانت أساساً في طور الميؤوس من ترميمها ولكن بالنسبة إلى دياب فان محاولة متقدمة جرت لإبقاء شعرة معاوية قائمة بينهما بدليل أن جنبلاط كلّف مستشاره السياسي رامي الريس أن يكون بمثابة ضابط ارتباط بينه وبين دياب وسرعان ما بدأت الأمور تتبدل وتتخربط لدى اكتشاف تسلل ما يوصف بغرف عمليات سرية دخلت على خط السرايا واستدرجت دياب إلى الاستهدافات الموجهة نحو جنبلاط .

واتخذت المعركة الكلامية أمس أبعاداً جديدة إذ عكست المناخ الآخذ بالتصعيد عقب شن العهد معركة مجانية مع خصومه واستدراجه إليها الحكومة ووضعها في الخط الأمامي في وقت هي أحوج ما تكون إلى نسيج أمان سياسي بالحد الأدنى لمواجهة التخبط الذي طبع خطواتها المالية والاقتصادية والاجتماعية وفي وقت تبلغ فيه المواجهة مع الانتشار الوبائي مرحلة حساسة جداً.

السابق
بالفيديو: قضية المرأة العراقية المعنفة التي هزت العالم..الموت يخطف ملاك الزبيدي!
التالي
«كورونا» يفضح هشاشة التغطية الصحية في لبنان وأسرار خطيرة عن مصدر الفيروس في الصين