في زمن التيك توك.. «La Casa De Papel» أكثر من مجرد ظاهرة!

la-casa-de-papel(1)
تصعقك الدراما حين تأخذك إلى "غير المتوقع"، هكذا روى مخرج المسلسل الإسباني الشهير La Casa De Papel سر نجاح العمل والذي من خلاله عشق الجمهور أسماء مدن العالم دون زيارتها.

خرجت نتفلكس عن إطارها المعتاد، لم تكتفِ بتقديم الموسم الرابع من مسلسل “La Casa De Papel” والمعروف عربياً بالبروفيسور، بل أرفقت الجزء الجديد بفيلم وثائقي حمل اسم “الظاهرة”، ولأول مرة تحدثت الشبكة الأميركية التي انطلقت من وادي السيليكون مركز عمالقة التواصل الاجتماعي، عن تأثير “نتفلكس” في الصناعة الدرامية العالمية.

حيث لا يتوقف المشاهد هنا عند حدود العمل كقصة درامية متخيلة بل ينتقل إلى أسرها، عبر رصد مراحل تنفيذ العمل منذ موسمه الأول وحتى انتهاء الجزء الرابع بمقتل نبيروبي في الحلقة الأخيرة.

جاء نجاح المسلسل نتيجة جهود فريق آمن بالجهد الجماعي، وتمكنَ من صياغة التأثير على مراحل عدة

وثق الفيلم الذي امتد لساعة من الوقت، آراء صناع العمل ليتعرف الجمهور للمرة الاولى إلى مخرج ومنتجي والكادر الفني المنفذ للمسلسل والتحديات التي واجهوها من اسبانيا إلى لندن وليس انتهاءً بتايلاند.

ظاهرة بالغة الأثر

المختلف في فيلم “الظاهرة” أنه يتحرك في فلك مشاهد يعرفها الجمهور جيداً لكنه قد لا يقدر صعوبة تنفيذها كمشهد إغراق الخزنة بالمياه، وهو ما أدى إلى انكماش قطع الذهب المزورة فاضطر فريق المونتاج إلى تعديل كل لقطة تظهر فيها مئات القطع لإخفاء العيب، أو لقطة رمي النقود فوق سماء مدريد وهو ما احتاج إلى مروحة تنفث اليويورهات المزورة في الهواء لكن المروحة علقت قبل أن تمطر السماء وتتبلل النقود ويعاد تجفيف الأرض من قبل كافة أفراد الفريق.

لا يمكن تصور البروفيسور كمسلسل نجم واحد أو بني على شخصية واحدة، بل هو جهود فريق آمن بالجهد الجماعي، وتمكنَ من صياغة التأثير على مراحل عدة بدءاً من النص المطور حتى أثناء التصوير إلى تفاني المخرج وإصراره حتى اللحظة الأخيرة، وبالطبع لغة التأثير العالية للباس والقناع ونشيد المسلسل.

إقرأ أيضاً: الدراما هي الأقوى.. «البروفيسور» يشغل العالم عن كورونا!!

أظهر الفيديو ملامح تأثر العالم بأكمله بالمسلسل واستخدام الملابس والأقنعة في مظاهرات وحركات احتجاجية وستادات كرة القدم، وعرض مجموعة من الأغنيات العالمية التي بنيت على لحن “بيلا تشاو” الشهير.

انتقادات ودفاع

وبينما يطوي “البورفيسور” موسمه الرابع الذي حظي بجماهيرية رقمية دون الواقع، نظراً لتزامنه مع الكورونا وحظر التجول العالمي لكنه تعرض لانتقادات كثيرة من ناحية المماطلة وتحويله إلى صبغة تجارية.

تجاوز المسلسل فكرة أن يكون “ظاهرة” وبات علامة مؤثرة في جيل “التيك توك”.

في حين دافع فريق العمل عن اختيار “نتفلكس” فقد كانت نسب مشاهدات المسلسل في الموسم الثاني قد هبطت إلى أرقام متدنية جداً، قبل أن تتصل “نتفلكس” وتطلب بإدراج المسلسل الإسباني المحلي على قائمة عروضها وبدون إعلان وحملة دعائية ارتفعت نسبة مشاهدة المسلسل ووصل إلى أرقام عالمية نافست أهم مسلسلات التاريخ.

غريبة هي صناعة الدراما، حين تتجاوز حدود الشاشة لشتغل الذهن وتدفع الفنانين إلى الإبداع من وحي ما يشاهدوه والكتاب إلى الاقتباس والنقاد إلى التحليل وتفنيد المشاهد بمن فيهم من أقلام صحفية تجد في هذه المواد مادة دسمة لرؤية واقع الدراما عالمياً من بوابة مسلسل تجاوز فكرة أن يكون “ظاهرة” وبات علامة مؤثرة في جيل “التيك توك”.

السابق
33 إصابة بـ«كورونا» في غرفة العزل بمستشفى الحريري.. و17 حالة مشتبه بها!
التالي
في بريطانيا.. تسجيل 938 وفاة جديدة بكورونا وهذا الوضع الصحي لجونسون!