«حزب الله» يضع بري وفرنجية بمواجهة دياب وباسيل..لا العهد!

فصر بعبدا
"قبة باط" الرئيس نبيه بري والوزير السابق سليمان فرنجية تجاه رئيس الحكومة حسان دياب والنائب جبران باسيل رسالة واضحة من "حزب الله" بتحجيم باسيل. وخوض معركة فرنجية الرئاسية منذ الآن بعد تمرد باسيل على رغبات حارة حريك.

في كانون الثاني الماضي، وقع اشتباك سياسي بين الرئيس المكلف وقتها حسان دياب ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة، كما وقع اشتباك بين الرئيس بري والوزير السابق سليمان فرنجية مع النائب جبران باسيل. كما اشتبك باسيل مع دياب.

“حزب الله”، انحاز في المقابل الى بري اولاً، فأكد لدياب انه لن يشارك في الحكومة لو لم يشارك بري. كما قال “حزب الله” لباسيل ان لا حكومة من دون فرنجية وانه لن يشارك في الحكومة بلا حصة وازنة لفرنجية.

“حزب الله” يُنصّب نفسه “رستم غزالي لبنان” ويخوض ادواراً داخلية واقليمية ودولية كبيرة ولا يسمح لشخصية مثل باسيل ان تقفز من تحت جناحه لترتمي في احضان الاميركيين

وقتها طارت الحكومة ولم تشكل لاسبوعين قبل ان يهدد “حزب الله” الجميع بما فيهم حليفيه بري وفرنجية بسحب يده من التأليف الحكومي ويعتكف. وليلتها ولدت الحكومة بسحر ساحر، ورُضي فرنجية بمقعدين ولم يحصل باسيل وقتها على الثلث المعطل او 7 وزراء كما منّى النفس. وتمثّل فيها بري بحزبي هو عباس مرتضى وحصل على حقيبة المال وحصل الحزب على “الصحة”.

سحب الغطاء الشيعي

وبرأي مصادر سياسية متابعة هذا السرد يقود الى مقارنة ما جرى منذ شهرين بما يجري اليوم. فلولا وجود “حشوة صفراء” دافعة، لما تجرأ بري على رفع سقفه مجدداً في وجه دياب وباسيل وحتى الرئيس ميشال عون رغم خضوعه لتأثير باسيل المفرط. فعندما يعلن بري انه سيُعلّق تمثيله الحكومي يعني تلقائياً سحب الغطاء الشيعي عنها كون “حزب الله” سيلاقيه بالامتناع.

إقرأ أيضاً: الإفتراء على «الحريرية السياسية» يفضح «الشيعونية السياسية»!

وصلت رسالة بري “ساخنة” الى دياب فسارع الى عقد جلسة للجنة الاغتراب، ومررت الجلسة رسالة ايجابية الى بري انها ستلبي طلبه. وتشير المصادر الى ان في الوقت نفسه كان خط السراي –الضاحية الجنوبية شغالاً وفهم دياب من المعاون السياسي لامين عام الحزب حسين الخليل ان ارضاء “ابي مصطفى” مهم عند “السيد” ودبرها بمعرفتك.

وفي اليوم نفسه خرج السيد حسن نصرالله، ونبه دياب والحكومة وباسيل على “الناعم” واوعز لهم بالمباشر “حلوا قصة المغتربين” والمصارف.

باسيل يسترضي الاميركيين

ومنذ يومين عاد صوت فرنجية ليرتفع ولولا وجود “حشوة صفراء” اخرى، لما تجرأ فرنجية على رفع صوته مرة ثانية في وجه دياب وباسيل. والمقصود وفق المصادر هو باسيل الذي صار يقدم اوراق اعتماده يميناً وشمالاً للاميركيين بإطلاق سراح العميل عامر الفاخوري بدور وجهد واضحين منه وبـغض  نظر من حارة حريك.

في المقابل استرسل باسيل في مديح الرئيس السوري بشار الاسد بعد اتصال ولي عهد الامارات به. وبذلك يقول باسيل للشرق والغرب انه مستعد للذهاب بعيداً من اجل وراثة عون في بعبدا.

ولأن “حزب الله” يعتبر نفسه وينصب نفسه “رستم غزالي لبنان” ويخوض ادواراً داخلية واقليمية ودولية كبيرة، لا يسمح لشخصية مثل باسيل ان يقفز من تحت جناحه ليرتمي في احضان الاميركيين.

لولا وجود “حشوة صفراء” دافعة لما تجرأ بري على رفع سقفه مجدداً في وجه دياب وباسيل وحتى عون الخاضع لتأثير باسيل المفرط

فالمطلوب ان يبقى تحت جناحه، وان تكون صلة الوصل بالاميركيين عبر “حزب الله” ومن خلال ايران في الاساس. وهذا التمرد الباسيلي، وفق المصادر يدفع “حزب الله” اليوم الى البدء جدياً بخوض معركة فرنجية الى الرئاسة الاولى وطبعاً بعد تحجيم دور باسيل ودوزنته بطريقة لا تزعجه، ولا تؤثر بدورها على الغطاء المسيحي الذي يمنحه باسيل للحزب. في ظل الحصار الخانق والحاجة الى تفاوض ايراني- اميركي مباشر لتنفيس القبضة الاميركية اقتصادياً وسياسياً.  

السابق
«الكورونا» تجمع قيادتي «أمل» و«حزب الله».. لضرورة التفاف القوى السياسية!
التالي
بالفيديو: طرابلس تثور ضد الجوع.. والحجر المنزلي!