سارع النظام السوري إلى إعلان حظر تجول ليلي قبل أربعة أيام بدءاً من السابعة مساءً حتى الخامسة فجراً كل يوم، ولكن ذلك لم يخفف من رعب السوريين، حيث تشهد المدن السورية اكتظاظاَ كبيراً خلال ساعات النهار على مراكز توزيع الخبز والمؤسسات الاستهلاكية، لتأتي إجراءات النظام بمضاعفات سيئة بدلاً من اتخاذ إجراءات أكثر حزماً يمكنها تجنيب البلاد من تفشي فيروس الكورونا.
وحيث أشارت مصادر طبية من داخل النظام إلى عدم قدرة نظام الأسد على استيعاب أكثر من 325 مصاب بالكورونا في مناطقه كافة، ارتفع منسوب القلق لدى السوريين الذين يعلمون مدى كذب النظام وتعنته في إعلان الحقيقة، في حين انتشرت صورة لصالة الجلاء الرياضية في دمشق وقد جهزّت بأسرّة متجاورة لنقل الإصابات إليها في حال خرجت الأمور عن السيطرة.
إقرأ أيضاً: في سوريا: من لم يمت بالكورونا.. سيموت من غلاء الأسعار!
أما التصريحات الرسمية فتضاربت بشكل دفع مجموعة من الإعلاميين والناشطين المواليين إلى انتقاد سياسة وزارة الصحة في التعامل مع الفيروس، حتى كتب أحدهم على إثر وفاة أول مواطنة سورية بالكورونا: “وقد توفيت أول مصابة بالكورونا قبل قليل.. وتماثلت الحالة إلى الشفاء بسرعة”.
مصادر لـ”جنوبية” من داخل مشفى درعا الوطني أكدّت وجود حالة مصابة ضمن المستشفى مع وجود عشر حالات مشتبه بها ضمن مركز الحجر الصحي في المدينة، في حين تتكتم المستشفيات عن إعلان الحالات المشتبه بها داخلها بإيعاز من وزارة الصحة.
ورغم علو أصوات دولية مطالبة برفع العقوبات عن سوريا كي تتمكن من مواجهة الفيروس بشكل أقوى، يستمر تعنت النظام في خطابه مع الشعب، حيث كذب عليهم لتسع سنوات متتالية في عدد ضحايا النزاع الذين سقط أغلبهم برصاصه وصواريخه، فكيف لن يكذب عن تفشي فيروس الكورونا، علماً أن نظام الأسد وفق تحليلات عدّة مستفيد من التكتم على الوضع الصحي كي يحقق مجموعة من الأهداف وعلّ أبرزها إلزام المواطنين في منازلهم.