فاديا جمعة: حركة «وعي» تواجه الكورونا كما..السلطة!

الناشطة فاديا جمعة
ناشطة بيئيّة وحقوقيّة، وإعلاميّة، وإبنة مناضل عريق، تسعى اليوم ضمن فريق مبادرة "وعي" لمساندة مواطنيها المعوزين والفقراء والمحتاجين. كيف تشرح لـ"جنوبية" نوع وطريقة عمل هذه المبادرة.

تشرح الناشطة جمعة مهام حركة “وعي”، فتقول “إنها حركة سياسيّة معارضة لنهج السلطة الحاكمة منذ تسعينيات القرن الماضي، وحتى اليوم”.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يواجه «كورونا» بأموال الدولة ويستثمرها سياسياً..ومادياً!

ولفتت جمعة إلى أن لدى “حركة “وعي” خطابها الواضح المتمّثل ببناء دولة مدنيّة، ووطن علماني ضد النظام الطائفي، والسياسة الاقتصادية الماليّة، والإجتماعية التي انتهجها أمراء الطوائف والحرب، وأدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي، والاجتماعي، والبيئي، والصحي في لبنان”.

توزيع 312 حصة غذائية، و100 ربطة خبز في يوم وفي عدد من المناطق

و أشارت إلى أن مبادرة “وعي” إنطلاق صيف 2018، وكانت أولى نشاطاتها: تبنيّ قضية نهر الليطاني؛ لتحويلها إلى قضية رأي عام؛ نظرا لما يحتويه هذا الملف من جوانب متعلقة بالفساد، والهدر العام، وتهديد للأمن الغذائي، وصحة المواطن؛ فضلا عن عملية تلويث النهر وخسارته كأحد أهم المصادر المائية”.

ما بعد الثورة

وأشارت إلى أنه “خلال الثورة برزت حركة “وعي” في عملها على ملفات عدة، أبرزها ملف الإتصالات، وأوجيرو، وديوان المحاسبة، واستقلالية القضاء، والتحركات ضد سياسة المصارف”.  وتضم “وعي” “مجموعة من الناشطين في العمل السياسي، والإجتماعي، وناشطين في المجال البيئي، وإعلاميين، وصحافيين، ومحامين، وخبراء، ومهندسين من مختلف المناطق اللبنانية”.ولم تقف مكتوفة الأيدي بل “توسعت حركة “وعي” لكل ما يتعلق بالشأن العام والسياسي؛ فقبل ثورة 17 تشرين بدأت التظاهر أسبوعيا، ومع انطلاقة الثورة انخرطنا كناشطين في صفوف الثوار؛ برزت “وعي” كإحدى الحركات الناشطة فيها”.

بعد “كورونا” تحوّلت إلى الإغاثة

وأوضحت أنه “مع بدء انتشار فايروس كورونا covid-19؛  في الظرف الطارئ حتمت التحوّل من ناشطين سياسيين إلى مبادرين؛ و من ثوار إلى مبادرين ضمن العمل الإنساني؛ حيث كانت المساعدة التوعوية، والوقائية، ومن ثم الإنتقال إلى تقديم مساعدات غذائية؛ خصوصا بعد إعلان التعبئة العامة، وحالة الطوارئ”.

لم يخذلنا أصحاب الأيادي الخيّرة

وأعلنت الناشطة جمعة،  أن “التحديات التي سيواجهها المواطن مع الأزمة الاقتصادية أصبحت أكبر، فأطلقت “وعي” مبادرة “تعاون وتكافل”، وبدأت بتحضير حصص غذائية، مراهنة على تكافل اللبنانيين ومساعداتهم، وضعنا رقما للتواصل عبره، وتقديم المساعدات، وبالفعل لم يخذلنا أصحاب الأيادي الخيّرة من المتبرعين، ويهمنا التأكيد أن جميع التبرعات كانت فردية، ولم نقدّم مساعدات مادية، بل غذائية فقط حيث تم في نهار الأحد توزيع 312 حصة غذائية، و100 ربطة خبز، وبهذا تنتهي المرحلة الأولى لننتقل إلى المرحلة الثانية التي بدأت بجمع التبرعات لها، وتوزعت الحصص في بيروت، النبطية، وبعض القرى المجاورة، ومدينة صور، استهدفت العائلات الأكثر هشاشة وتضررا”.وتلفت إلى أنهم “مستمرين في العمل كمبادرين، ونأمل ممن يود المساعدة التواصل معنا على الرقم76630809  لنستطع من خلال هذه المساعدات أن نستهدف مناطق أكثر، وأعدادا أكبر من الناس”.

لا أحد ينتظر من سلطة نهبت وتآمرت عليه بالإتفاق مع المصارف تغطية الحاجات الاجتماعية

المطالب السياسيّة حاجة كالمطالب الإقتصادية

والحراك بحسب جمعة “نشط اجتماعيا، لأن خروج الناس كان بداية  من أجل مطالب معيشية، واقتصادية، واجتماعية ناتجة عن تقصير السلطة، وحكوماتها المتعاقبة؛ ومن ثم بدأت المطالب تتخذ طابعا سياسيا، ولا ضرر في ذلك على العكس”.  وأضافت “فالمطالب السياسيّة حاجة عند المواطنين تماما كالمطالب الأخرى، وللناس رؤيتهم الاقتصادية التي يحق لهم التعبير عنها، نحن اليوم ننشط في “وعي” إغاثيّا؛ لأننا ندرك جيدا أن إهمال 30 عاما لن تستطيع الحكومة تغطيته في دولة غابت عنها الخطط التنموية، والإغاثية، دولة قطاعها الصحيّ مهمل، ووزارة الشؤون الاجتماعية لا تعتمد اعتمادات كافية لديها؛ ما يؤكد أن الأسر الأكثر فقرا متروكة لمواجهة قدرها؛ كما أننا لن ننتظر أيضا من سلطة نهبتنا، وتآمرت علينا بالإتفاق مع المصارف لتغطية حاجاتنا الاجتماعية؛ فضلا عن أننا لم نمنحها الثقة لذلك”.

لا مقومات للصمود 

وتؤكد جمعة بالقول إن “واجبنا اليوم أن نكون إلى جانب ناسنا، وأهلنا، خصوصا أننا جميعا اليوم في صراع مع عدو خفيّ (الكورونا). فلا مقومات صمود لدى معظمنا في الأيام العادية، فكيف مع أزمة اقتصادية، وجائحة، وحجر منزلي”. وتتابع “لنكن عادلين، لا يمكن الانكار مع كل ما لدينا من ملاحظات، واعتراضات على هذه الحكومة؛ أنها تسعى وتحاول العمل على مواجهة الأزمة بما قدّر لها، وإلى جانبها السلطة والأحزاب التي رأت في عين الأزمة فرصة جديدة لتعويم نفسها، وتجديد شرعيتها لدى الناس، بعد أن سجنتها الثورة، وعادت وأطلقت سراحها الكورونا”.

صرنا في الهاوية

وشددت على أن هذه السلطة بالنسبة لحركة وعي هي “فاقدة للشرعية وجُب مواجهتها الآن وفي كل أوان، هي منظومة الفساد ذاتها، لكن بشخوص “الماريونيت”، فجماعة “الريموت كونترول” يديرون البلاد، ويقودونها إلى الحافة، وما بعد الحافة، صرنا في الهاوية، فالطوائف لا تبنيّ دولة. لذا، قناعتنا بأن الثورة قدر، الثورة خيار، الثورة واجب”.

نواجه بالعمل

وختمت  جمعة، بالقول “نعم كان هناك استخفاف بالتعاطي مع الفايروس في البداية، وقد كان الجهل بالوقاية سببا في ارتفاع أعداد المصابين، واليوم كما ذكرت مسبقا، جميعنا نواجه، ونعمل، وعملنا في مجال التوعية الصحية، والوقائية، ولكن استمراريتنا لدعم صمود العائلات الفقيرة يتطلب تعاونا، ودعما، وتكاتفا من الجميع؛ عسى أن نتمكن من  تخطي هذه الجائحة بأقل الأضرار الممكنة”.

السابق
جنبلاط يدعو لإنشاء صناديق تعاضد.. في انتظار الدولة!
التالي
في صيدا: عامل بمحل خضروات تظهر عليه عوارض الـ«كورونا».. حرارة وسعال!