عام على التخلص من فيروس «داعش».. كيف تغيرت المنطقة؟!

داعش
لم يعد خطر داعش هو الأكثر رعباً في العالم في زمن الكورونا.. إلا أن آثار التنظيم المتطرف ما زالت تشكل ندباً في جسم المنطقة مع قلق إعادة انتشار الفيروس القاتل مجدداً!

هذه المنطقة لا تخلو من الفيروسات، منها ما تأتي به الطبيعة وأخطاء الإنسان في التعامل مع الكوكب مثل “كورونا”، ومنها ما يصنع بتوقيت معين من أجل هدف محدد وحساس كما في ظهور واختفاء ما عرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”.

وبعد عام على التخلص من وجود داعش في المنطقة بحسب وزارة الخارجية الأميركية التي نشرت عبر حسابها الرسمي على تويتر صورة قالت فيها أن كثير من مناطق البنية التحتية في المدن التي سيطر عليها داعش شرق سوريا جرى إعادة تأهيلها، ولكن إعادة تأهيل المناطق المتضررة لا يعني إعادتها كما كانت قبل الحرب على داعش كما لا يعني أن المنطقة هي ذاتها قبل دخول داعش على خط الصراع السوري والاستفحال في العراق.

المشهد الميداني مرتبط بتوزع لقوات جديدة على الأرض، فروسيا اللاعب الاكبر في سوريا حالياً لم تكن لتصل إلى شمال شرق سوريا لولا التدخل التركي في الشريط الحدودي شرق الفرات والمواجهة مع القوات الكردية، ما دفع بقوات قسد وعلى إثر الانسحاب الامريكي من المنطقة إلى موافقة وصول النظام إلى الحدود بمرافقة القوات الروسية.

من ناحية ثانية لم تغادر الميليشيات الإيرانية الحدود السورية-العراقية بل ازاد استفحالها في موجة تشييع عالية للمنطقة جاءت بعد انسحاب سكان المناطق الأصلية من مدن دير الزور والحسكة، وتراجع قوات التحالف الدولي إلى قاعدة التنف وترك المجال أمام المليشيات للعب في المنطقة كما تريد حتى الآن ما نتج عنه إعادة افتتاح معبر القائم بين النظام والعراق الصيف الفائت وتمكن طهران من انتزاع السيطرة على طريق دمشق بغداد كاملاً.

إقرأ أيضاً: مخيم «الهول» آخر معاقل داعش.. إحباط عملية تهريب نساء روسيات!

وفي ظل السعي الروسي للهيمنة على منطقة الجزيرة السورية بشكل كامل عبر محاولة تقريب وجهات النظر بين دمشق والقوات الكردية، حافظت القوات الاميركية على تواجدها في القواعد العسكرية التي اقامتها على إثر محاربة داعش وزعمت شرط بقائها لحماية المنشآت النفطية من أي ظهور جديد لداعش في المنطقة، في حين ما زالت بغداد ومنذ ثلاثة أشهر تشهد ضربات جوية وقصف يستهدف المنطقة الخضراء وعقاب أمريكي للوجود الإيراني في العراق والذي لم يكن ليتحقق لولا تدخل مليشيا الحشد بغطاء أميركي لقتال داعش.

ذلك كله أنتج تعقد في الخريطة السياسية للمنطقة وسط ركام مبان مهدمة يمتد من إلى الرقة التي تهدمت بشكل شبه كامل بسبب ضربات التحالف الدولي كون التنظيم المتطرف أعلنها عاصمة لدولته الإسلامية، فتشابه الوضع البدائي لأطلال الرقة حالياً مع حالة العزلة التي يعيشها الكوكب وكأنه أطلال أرض عاش عليها البشر وعاثوا فيها فساداً فعاقبتهم بالحجر المنزلي.

ماذا ينتظر سوريا والعراق من مفاجآت سياسية وعسكرية، ذلك يتوقف على الاتفاقيات الدولية وصراعات المصالح الكبرى على الأراضي السورية والعراقية. ومن يعرف هل يزرع فيروس “داعش” مجدداً في هذه البلاد أم تنتظر فيروساً أشد خطراً من داعش وحتى من كورونا؟!

السابق
بري يقلب الطاولة بوجه دياب ويهدد بالانسحاب من الحكومة: «بلغ السيل الزبى»!
التالي
يوم حزين في اسبانيا.. تسجيل أعلى معدل وفيات بـ«كورونا»!