زيارة سرية لحفتر إلى دمشق.. وتحالف ضد أردوغان برعاية القاهرة!

خليفة حفتر
تطورات متلاحقة جاءت على خلفية توغل القوات التركية في إدلب، لعلّ أبرزها افتتاح دمشق لسفارة تمثل حكومة حفتر، ووساطة مصرية بين نظام الأسد والأكراد!

يبدو أن التوجه العربي ضد تركيا بدأ يأخذ شكلاً من المواجهة المباشرة والعلنية على إثر الصدام الذي حدث بين قوات الأسد والقوات التركية في إدلب خلال الشهر الفائت، وهو ما خلط بعض الأوراق الإقليمية في المنطقة بعد تدخل تركيا عسكرياً في ليبيا والجدل الذي حدث حول إرسال أردوغان لعناصر من المعارضة السورية للقتال إلى جانب قواته في مواجهة قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر.

لكن “الشرق الأوسط” كشفت في معلومات جديدة عن زيارة سرية لحفتر إلى دمشق، مهدت الأرضية أمام استئناف العلاقات الدبلوماسية بين حكومة بنغازي والحكومة السورية في دمشق في خطوة مرتفعة السقف من سوريا التي اعترفت بحكومة لا تمثل ليبيا كاملة ولا تسيطر على عاصمة البلاد، إلا أن زيارة حفتر باركتها زيارة سرية أخرى قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل لمدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك منتصف الأسبوع الماضي.

إقرأ أيضاً: الأسد يُصعّد في وجه أردوغان.. سفارة لحكومة «شرق ليبيا» في دمشق!

تأتي هذه الزيارات السرية بطابعها العربي إلى إعادة الحرارة إلى طريق دمشق. ولكن الدول الثلاثة تسعى إلى تنسيق الجهود لمواجهة الدور التركي في ساحات عدة أهمها سوريا وليبيا، حتى بلغ الأمر في القاهرة أن فتحت مكتباً لمجلس سوريا الديمقراطية وهو الواجهة السياسية لقوات “قسد” وأقامت حواراً سياسياً معه في وساطة بين دمشق والأكراد بما يؤدي إلى مواجهة علنية مع تركيا، في ضوء تبادل زيارات سابقة علنية وسرية بين مملوك وكامل.

تفاصيل الزيارة

العلاقة بين الحكومة السورية وحفتر ليست بجديدة بل تعود إلى سنوات طويلة، بل ان بعض أبناء أسرته يعيشون في العاصمة السورية كما هو الحال مع أقرباء وأحفاد العقيد معمر القذافي. ومع مرور الوقت، بدأت تتراكم الظروف إلى أن انتقلت العلاقة من بعدها الشخصي إلى التنسيق العسكري والاستخباراتي والتعاون السياسي وصولاً إلى قيام قائد “الجيش الوطني” بزيارة سرية إلى العاصمة السورية مباشرة بعد محادثاته العلنية في أثينا في نهاية كانون الثاني الماضي.

حسب المعلومات التي حصلت عليها الشرق الأوسط، فإن برنامج زيارة حفتر شمل لقاء مسؤولين عسكريين وأمنيين وإقامة علاقات ثنائية وفتح أقنية التنسيق والتعاون ضد تركيا.

تضمنّ ذلك، بحثَ إرسال خبراء عسكريين وأمنيين ومقاتلين للمساهمة إلى جانب “الجيش الوطني” ضد قوات حكومة الوفاق في طرابلس برئاسة فائز السراج، بالتزامن مع قيام روسيا بإرسال مقاتلين سوريين من مناطق استعادت قوات الحكومة السيطرة عليها، خصوصاً في غوطة دمشق، واستخدام قائد مرتزقة “جيش فاغنر” قاعدة حميميم لنقل معدات وذخائر إلى مسرح المعارك في ليبيا.

ووضع حفتر ودمشق وموسكو هذه التحركات في سياق الرد على دور أنقرة وقيامها بإرسال آلاف من السوريين من فصائل موالية لها للقتال إلى جانب قوات السراج، إلى حد أن المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث قبل أيام عن مقتل 117 من المقاتلين السوريين الذين يقاتلون مع حكومة الوفاق بعد وصول نحو 5 آلاف منهم إلى الأراضي الليبية.

في وجه المستعمر

وعن طريق الزيارة التي قام بها حفتر أعادت الحكومة الانتقالية الموالية لحفتر فتح السفارة الليبية في دمشق بعد إقفالها في 2012 بحضور ممثلين عن حكومة حفتر والحكومة السورية.

حيث قال نائب وزير الخارجية السورية المقداد علناً في افتتاح السفارة: “هذا اعتراف بأن المعركة التي نقودها نحن في سوريا وفي ليبيا هي معركة واحدة موجهة ضد الإرهاب وضد من يدعم الإرهاب”، في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

التأكيد على أن “المستعمر واحد” جاء أيضاً من زير خارجية حكومة حفتر عبد الهادي الحويج الذي قال: “نؤمن بليبيا واحدة… خصمنا وعدونا من يبيع البلاد للمستعمر، خصوصاً المستعمر التركي”.

وبعد تأجيل انعقاد القمة العربية القادمة في الجزائر إلى شهر حزيران المقبل في دولة تهادن ضمنياً نظام الأسد، يبدو أن تياراً عربياً يتمثل بالإمارات والبحرين وليبيا ومصر يسعى لإعادة تموضع دمشق في الجامعة العربية بضغط روسي لكن ماذا عن قانون “قيصر” الذي يبدأ تطبيقه في حزيران ضد كافة الدول والمؤسسات التي تقيم علاقات اقتصادية مع نظام الأسد؟!

السابق
السيد محمد حسن الأمين: العلم يقود إلى التطلع لا إلى إنكار الدين
التالي
بالجداول والأرقام.. كل ما يجب ان تعرفه عن فيروس «كورونا»!