الحركة الثقافية تكرم ابراهيم فضل الله: ثقافته موسوعية وقلمه رصين!

تكريم ابراهيم فضل الله

في إطار تكريم أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي ضمن المهرجان اللبناني للكتاب للسنة 39 – دورة “مئوية دولة لبنان الكبير”، كرمت الحركة الثقافية – انطلياس، رجل القانون المتفوّق البروفسور ابراهيم فضل الله، خلال احتفال قدّمته العميدة الدكتورة لينا غنّاجه وأداره أمين النشاطات في الحركة المحامي جورج بارود، على مسرح الأخوين رحباني في دير مار الياس – انطلياس، في حضور حشد من زوار معرض الكتاب وأصدقاء المكرّم وأهله وفاعليات قانونية وقضائية واجتماعية.

  بعد النشيد الوطني افتتاحا، كانت كلمة لمدير التكريم بارود، لفت فيها إلى أن الحركة توجّهت في تكريم فضل الله إلى الغرب “علَّ الفجر ينبلج على لبنان وتُشرق الشمس عليه من هناك خلافًا للطبيعة”.

اقرأ أيضاً: بعد التخلف عن تسديد الدين.. حركة التجدد: للتوزيع العادل لأعباء الانهيار!

وشدد على “تطلع المواطن إلى قضاء مستقل وقضاة أكفاء، علماء، نظيفي الكف، يملكون الشجاعة لقول الحق والنطق به… وهذه المبادئ ليست بغريبة عن لبنان… إذ كانت الدولة تعتمدها أيام الانتداب الفرنسي وتطبقها المحاكم المختلطة التي تربى عليها كبار القضاة والقانونيين ومتولو الشأن العام من إداريين وفنيين…  ومن نكران الجميل بمكان ألا نعترف بفضل الثقافة القانونية الفرنسية على تشريعاتنا وقوانيننا وتنظيم إدارتنا ونظامنا القضائي بوجه عام، وتأثير القوانين الفرنسية على أنظمتنا الدستورية وقوانيننا الوضعية”.

وتحدث عن الدراسة الجامعية للمكرّم “العالم القانوني الفرنكوفوني الكوني”، بدءا من جامعة القديس يوسف التابعة للاباء اليسوعيين في بيروت ثم جامعات باريس. وانتقل إلى نشأته وترعرعه ومتابعته دروسه الابتدائية في زحلة عروسة البقاع مسقط رأسه ثم إلى الإنجازات والمناصب والمراكز التي تسلمها والكتب التي وضعها والمقالات والابحاث والدراسات في مجالات مختلفة من القانون الدولي.

غنّاجه

وكانت كلمة لغنّاجه، استهلتها بسرد طريقته الفكاهية في الطلب منها بتقديمه في احتفال تكريمه في الحركة، والتي تعكس روحه المرحة وذوقه في انتقاء الكلمات وذكاءه.

وعبرت عن صعوبة تقديم شخصية خارجة على المألوف ببضعة كلمات فقط، فخلال مسيرته كطالب وحكم وقاضٍ، بدا دائم التحدي للمجموعات الموجودة. وتحدثت عن نشأته في زحلة، واختياره المحاماة من دون أن يتخلى نهائيا عن القصيدة والأدب والفلسفة والسينما والمسرح. وتناولت فترة دراسته في كلية

الحقوق في الجامعة اليسوعية وانتقاله لمتابعتها في باريس حيث لفت الأنظار بذكائه وأصبح أستاذا. وبسرعة كبيرة، فرض نفسه في عالم القانون كقاض يتمتع بشهرة دولية: سلطة. سلطة تتغذى من معرفته وموهبته.

ونوهت بثقافته الموسوعية، ورأت أن موهبته تأتي من قوة الفكر المتحالفة مع الخطاب الصارم والخطاب اللا محدود، وروح خلاقة تجعله دائم العثور على حل لأكثر المشاكل تعقيدا. ونوّهت بقلمه الرصين والموجز والواضح مع الفكاهة المدمّرة في بعض الأحيان.

وأوضحت أن عمله في مجال حقوق البلدان ذات التقاليد الإسلامية، مكنه من المساهمة في فهم أفضل بين الأنظمة الأوروبية والأنظمة الطائفية. ولكونه منفتحا على العالم الإسلامي وقادراعلى فهمه ونقل تعقيداته، كان وسيطا ثمينا بين ضفتي البحر المتوسط. أما في لبنان، فشدد على أن الجميع يعرف التزاماته للزواج المدني والحقوق المتساوية بين الأطفال الطبيعيين الشرعيين وغير الشرعيين.

ختاما شكرت للحركة الثقافية تكريمها فضل الله.

فضل الله

أما المكرّم فكانت له كلمة بالفرنسية، شكر في مستهلها للحركة  الثقافية تكريمه، منوها باستمرارها وقوتها على الرغم من الحرب التي استمرت حوالى 40 عاماً.

وبعد أن عرّف بالقانون، سأل: “لم يواجه أي بلد من قبل هذه الحال من الانحدار، هل باستطاعتنا إنقاذ أنفسنا؟”، مشددا على أن “لبنان لم يمت من الطائفية”.

وشدد على أن “اختيار ممثلين الشعب يجب أن يتم وفق الانتماء والمعايير الموحّدة التي تضمن المشاركة في الحكم مع الحماية التي تؤمنها للمعنيين. وما دام الانتماء يوصل إلى جماعة، فإن المذهبية تبقى شرعية”. ولفت إلى أن “الفرقاء السياسيين غير جاهزين لإكمال المسيرة، والثورة كذلك. وعندما تدعو الأحزاب الطائفية إلى العلمنة، بإمكاننا أن نتساءل. نستطيع أن نتجاوز الطائفية فقط عندما الشعب مجتمعا يستطيع أن يقيم علاقات على درجة عالية من الأخلاق وحب الوطن وتكون فوق الانتماء المذهبي”.

وسأل: “هل سيسقط لبنان بسبب انهيار نظامه المصرفي؟ كثر ألقوا اللوم على المؤسسات المصرفية متهمينها بالانتحار الجماعي، ولكنه انتحار ما بعد الموت… هذه المؤسسات أضرّت بالأمانة وفرّطت بالأموال ووزعت الفوائد الوهمية من دون حسيب أو رقيب. ولو كنا في بلد آخر، لكانت مصادرة الأموال بهذا الحجم والشكل، وحدها كفيلة بإنتاج ثورة دمّ، إلا أن اللبناني يهادن ويسأل نفسه وينتج سيناريوهات مقبولة لدرجة تبعث بالإعجاب”. واعتبر أن “الخروج من النفق يجب أن يكون سلساً، وهذا ممكن إذا احترمنا ثلاثة شروط هي مساندة المغترب، الكفاح الشرس والشجاع ضد العجز المالي والعودة عن الإصلاحات الانتحارية وإلغاء مزاريب الهدر والمحاصصة، والأهم البدء بإصلاح طريقة المعاملة والعمليات المصرفية التعسفية والانتقائية الممنوعة بحكم.

ختاما، تسلّم المكرّم فضل الله شعار الحركة وعامية انطلياس.

السابق
بعد التخلف عن تسديد الدين.. حركة التجدد: للتوزيع العادل لأعباء الانهيار!
التالي
«كورونا» في ايران: أكثر من 7 آلاف إصابة ووفاة 237 بينهم مسؤولين في الحرس الثوري!