زمن سمير فرنجية في المهرجان اللبناني للكتاب: تاريخ لمرحلة مفصلية!

سمير فرنجية

في إطار المهرجان اللبناني للكتاب، السنة التاسعة والثلاثون، دورة “مئوية دولة لبنان الكبير”، نظمت الحركة الثقافية – انطلياس، مناقشة كتاب “زمن سمير فرنجية” للدكتور محمد حسين شمس الدين، قاعة الأخوين رحباني على مسرح الأخوين رحباني في ​دير مار الياس -​ انطلياس، شارك فيها المطران يوسف بشارة والأستاذ أنطوان الخوري طوق، وأدارها الدكتور عصام خليفة، في حضور حشد من زوار معرض الكتاب والمهتمين.

وكانت كلمة لمدير المناقشة خليفة الذي بدها باستذكار علاقة والده مع “الزعيم الوطني حميد فرنجية”، ثم انتقل إلى الراحل سمير فرنجية ليتحدث عن تقارب المواقف الرافضة للحرب والمؤيدة للسلم أوائل العام 1977.

واعتبر أن كتاب شمس الدين “من أعمق المؤلفات التي استطاعت أن تحيط بسيرة شخصية فذة وغنية،  بحيث يمكن اعتباره تاريخاً لمرحلة مفصلية من تحولات المجتمع اللبناني المعاصر”، منوها بالمصادر والمراجع التي ارتكز عليها في صياغة بحثه.

اقرأ أيضاً: إطلاق كتاب زمن سمير فرنجية.. السفير فوشيه: برز كصاحب قناعات وحريص على بناء لبنان

وشدد على أن فرنجية ” كان يتمتع بقدرة هائلة على التحمّل، وبمرونة غير عادية استمدها من خبرة الحياة”، لافتا إلى أنه “اهتم بالمسألة المسيحية فشارك في صياغة النص السياسي للمجمع البطريركي الانطاكي، وكان على صداقة عميقة مع البطريرك صفير. ولم يراهن يوماً على خلاص فئوي لهم، بل على خلاص جماعي مشترك. عمل دائماً على فتح نوافذ الامل واضاءَة الشموع، وكان حاسماً في الشراكة مع المسلمين من اجل تجديد الشرق المسيحي والمسلم، وكان مهندس التفاهمات النبيلة، وضمير انتفاضة الاستقلال الثاني، وكان وراء فكرة المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، وساهم في قيام لقاء قرنة شهوان، وكان يطمح الى إنجاز حكاية أخرى عن تاريخ لبنان، وشجع الفلسطينيين على دعوة اللبنانيين بلا استثناء الى تجاوز الماضي بأخطائه وخطاياه. وكان يعرف بعمق الخطر الإسرائيلي على لبنان، وهو من أذكى من فهموا الاستراتيجية السورية وأدوات وأساليب تنفيذها”.

ورأى أن “سمير كان مثقفاً عضوياً ومصاباً على الدوام بتفاؤل لا شفاء منه، وكان فارساً يختزن من اهدنيته قوة الدفاع عن العدالة الاجتماعية وعن استقلال الدولة اللبنانية. وفي هذه الأيام الكالحة حيث يتم نهب شعبنا وايصال دولتنا الى الانحلال والانهيار كم نحن بحاجة الى أمثال سمير لقيادة شعبنا نحو الخلاص”.

بشارة

وألقى المطران بشارة كلمة بعنوان “خواطر في سيرة سمير فرنجية…”، تحدث فيها عن “سمير المثقف المدافع عن الحق والقيم… فواكب الثقافة من بابها العريض بحثا عن الحقيقة وإبرازها والتمسك بها والدفاع عن القيم الإنسانية والأخلاقية… وجنّدها في سبيل الخير والحق والكرامة الإنسانية”.

وتحدث عن “سمير المناضل السياسي الوطني… الذي نبذ العنف والحرب وعمل للسلام وجنّد طاقاته وصداقاته لتقريب المتخاصمين وإطلاق ورش التحاور وبناء الجسور وجمع الطاقات الفكرية الوطنية، ودافع بقوة عمّا يميز لبنان بعيشه المشترك بين المسيحيين والمسلمين الذي رأى فيه حلاّ عمليّا ونموذجا مثاليا للبلدان المتعدّدة الانتماءات الدينية والعنصرية والثقافية”. وشدد على أن “سمير لم يفقد الأمل بغدٍ أفضل إن خلصت النيّات وترفّع المسؤولون عن منافعهم الخاصة وعملوا لخير الوطن والمواطنين”.

وتناول “سمير المؤمن… الذي انخرط في اليسار من دون أن يتبنى تطرف اليسار الذي يتنكّر للدين ويعتنق الإلحاد، بل تبنّى ما بان له منه من إيجابيات تتعلٌق بالدفاع عن حقوق المظلومين والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وحقوق العمال والنساء والأولاد الذين كان يستغلّهم أرباب العمل”. ولفت إلى أنه “اهتم بالوثائق الكنسية وتمحيصها وتبنّى جوهرها بدءا من الإرشاد الرسولي “رجاء جديد للبنان” للبابا القديس يوحنا بولس الثاني، وصولا إلى رسائل بطاركة الشرق الكاثوليك… بالإضافة إلى أنه ساهم في بعض نصوص المجمع البطريركي الماروني، وكان على تواصل دائم مع المثلث الرحمة البطريرك صفير”.

طوق

بدوره، اعتبر طوق أن هذه الندوة “تحية للبروليتاري المندفع بأناقة أرستقراطية للقضاء على بشاعات ومظالم العالم، ولهذا المثقف الأنيق صاحب العقل النظيف والحبر النظيف والقلم الشجاع المسنون  والحر الذي لم يقايض ولم يبع ولم يشتر في أسواق النخاسة السياسية والثقافية ولم يمارس يوما الزنى السياسي على أرصفة لبنان”.

وشدد على أن فرنجية كان “المسلم والمسيحي والعلماني واللبناني والعربي والمتوسطي والعالمي، عاشق للجدل بين الثابت والمتحوّل”. لافتا إلى مشاركته في عدد من الحركات الوطنية متسما بالاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح رافضا كل أشكال العنف والإرهاب والتطرف والكراهية والعنصرية وتوظيف التعددية والمذهبية والطائفية لأغراض سياسية تستهدف التجزئة والتقسيم وإشعال الفتن والصراعات الأهلية”.

وتحدث عن النضالات الوطنية لفرنجية ومبادئه التي تمسك بها طوال حياته.

السابق
«الكورونا».. «الرسول الأعظم» يتنصل و «الوطني للإعلام» يتوعد و«جنوبية» يرد!
التالي
ارتفاع اصابات كورونا الى 4747 في ايران ووفاة 124.. بينهم مدير مركز التفسير في قم!