«حزب الله»..نقد لصندوق النقد خِفيَة وخِيفَة!

صندوق النقد الدولي
لـ"حزب الله" خطابان تجاه صندوق النقد الدولي الأول صمت مطبق في العلن، والثاني ضجيج عال في الخفاء، لتسويق مواقف شعبوية ولشد العصب الداخلي، والتفافاً على صعوبة الاوضاع المعيشية والاقتصادية لبيئته ككل اللبنانيين.

على قاعدة “عيني فيها ولا أريدها” يتصرف “حزب الله” في ملف صندوق النقد الدولي وكأن هناك خيارات اخرى متوفرة ولم يقم بها رئيس الحكومة حسان دياب!

ووفق اوساط متابعة فإن “حزب الله” اوعز الى بيئته الحاضنة وجيوشه “الاعلامية والالكترونية” للقيام بحملة “تلميع” صورته التي ستهتز لدى معرفة جمهوره ان ما ينتظرهم اقتصادياً ليس بالامر السهل وان اقل وصف للاشهر المقبلة انها ستكون صعبة وعسيرة للغاية. ورغم ان التعليمات ضد صدرت لإنتقاد “ضمني” ومن ضمن حملة شعبوية داخلية للضحك على الجماهير والمناصرين وضد صندوق النقد الدولي وإظهاره “كفزاعة” للفقراء، وانه سيأتي بالضرائب والويل والثبور وعظائم الامور ولكن اللافت ان “حزب الله” نفسه”الغاضب” في الخفاء عن “الصندوق” هو نفسه الصامت في العلن.

ولولا رضاه الكامل عن خطوة طلب دياب مشورة الصندوق والاستئناس برأيه، لما حصلت لا سيما ان هناك تغطية ثلاثية من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري و”حزب الله” لخطوة دياب، بعدما تيقن الاطراف الثلاثة ان لا “منّاً ولا سلوىً” لا من ايران ولا من دول الخليج، ولا من أي دولة اخرى مستعدة ان تُسلّف لبنان قرشاً واحداً في ظل هذه الذهنية والعقلية الفاشلة في إدارة الدولة.

بري يُمهّد!

وتقولا الاوساط: لعل ما يقوله الرئيس بري عن قصة الكهرباء هو التمهيد لأي خطوة إصلاحية في هذا القطاع وهو من القضايا الملحة في ملف لبنان لطلب أي مساعدة ومن الشروط الاصلاحية في مؤتمر سيدر.

يحاول بري رفع تهمة التعطيل عنه في ملف الكهرباء والذي يحمله “حزب الله” مسؤولية تأخير بناء معمل دير عمار ويستغرب رفضه الباخرة التركية والتي كانت لثلاثة اشهر مجانية قبالة معمل الزهراني

وفي ملف الكهرباء ايضاً يحاول بري رفع تهمة التعطيل عنه والتي يحمله فيها “حزب الله” مسؤولية تعطيل بناء المعامل ولا سيما معمل دير عمار وكذلك لرفضه الباخرة التركية والتي كانت لثلاثة اشهر مجانية قبالة معمل الزهراني. ويقول مناصرو “حزب الله” ان مجموعة كبيرة وقريبة من بري تستفيد في مجال المازوت والمولدات الخاصة وهو قطاع يجني 4 مليارات دولار سنوياً اي الرقم نفسه الذي تخسره شركة كهرباء لبنان سنوياً!

وامس برز موقف لـ”تجمع العلماء المسلمين” التابع والممول من “حزب الله” رافض لصندوق النقد الدولي، وواصفاً اياه بأنه لنزع السيادة المالية للدولة وابتزاز “المقاومة” امام المجتمع الدولي وإسرائيل. وأكد “التجمع” رفضه “القاطع للجوء إلى صندوق النقد الدولي في علاج الأزمة، بل أن يبادر رئيس الحكومة إلى جولة عربية أوروبية تطالب هذه الدول بمساعدته على حل أزماته التي في ما لو تعقدت وتصاعدت، فإنها ستحمل إليهم أخطارا ناتجة عن نازحين ليس سوريين فقط بل حتى لبنانيين هربوا من الجوع والفقر”.

رفع الراية البيضاء

في المقابل وفي إنتظار وصول وفد صندوق النقد الدولي لإعطاء المشورة للبنان، بناء على طلب حكومته كما حرص بيان  لصندوق النقد على التأكيد اي ان دياب رفع “الراية” البيضاء، ولا مجال الا لهيكلة الدين وإطلاق خطة إصلاحية بمبالغ محدودة لا تتجاوز الـ6 مليارات دولار وفق الاوساط، وستتوزع على مشاريع تلزم على طريقة “البي او. تي” وخصخصة ما يمكن خصخصته من مرافق رسمية كالكهرباء وغيرها، ورفع مستوى الضريبة وتحرير سعر صرف الليرة.

والاهم  وفق الاوساط هو ان الصندوق لن يتساهل في الاشراف على “سلوك” الحكومة في تنفيذ هذه الاصلاحات والتي، ان نجحت ستكون مقدمة وخطوة الى تقديمات مؤتمر “سيدر” الاكثر تعقيداً وصرامة!      

السابق
الحالة الصحية لعامر الفاخوري تتدهور.. ووكلاء الدفاع: لإطلاق سراحه فوراً!
التالي
بالفيديو.. إضاءة شموع عن أرواح شهداء «الثورة»!