التغيير القادم من الشرق.. إيران تضع يدها على سوريا

ايران علم سوريا
تفشي واضح للهيمنة الإيرانية في سوريا، لم تتوقف عند السيطرة العسكرية بل تفرعت لأشكال عديدة من أساليب الأدلجة الثقافية والدينية

بسط النظام السوري الأرض أمام إيران منذ بداية الثورة بل قبل ذلك بعقود، ولكن الاستفحال البالغ الأثر بدأ يأخذ أشكال أكثر وضوحاً منذ آذار 2011 حيث شهدت التسع سنوات الماضية تغيير في المشهد الثقافي والديني السوري سببه التدخل الإيراني والهيمنة التي باتت تظهر في أشكال متنوعة، هذه أبرزها:

المناهج المدرسية

مدرسة سورية
مدرسة سورية

اتفاقية علنية وصريحة وصلت للنور بين وزير التعليم والتربية الإيراني محسن حاجي ميرزائي ونظيره في حكومة النظام عماد موفق العزب، وقعت في دمشق يوم الخميس 23 كانون الثاني الفائت، تقضي بإشراف وزارة التعليم والتربية الإيرانية على تعديل المناهج الدراسية السورية وطباعتها في إيران، إضافة إلى مساهمات أخرى كثيرة يتعلق جميعها بقطاع التربية والتعليم في سوريا.

وستنقل إيران بحسب نص الاتفاق تجاربها في مجالات التخطيط التربوي والمعدات التعليمية والكتب المدرسية والمحتوى التعليمي، وأنها ستبني مجمعاً للعلوم والتكنولوجيا في سوريا، واعتبار الفارسية لغة ثانية واختيارية في الثانويات السورية، وإقامة دورات تأهيل للمعلمين السوريين في إيران، وإجراء دورات تدريبية في مجال التخطيط والتقييم الأكاديمي، وصوغ المحتوى التعليمي وتأهيل المدربين المحترفين. كما أن منظمة تجديد وتطوير وتجهيز المدارس في إيران ستشرف على بناء المدارس السورية وتحديثها، وستقدم دورات تدريبية فنية متخصصة.

إقرأ أيضاً: تنفيذا لتهديدات تل أبيب: المواقع الإيرانية مجددا أهداف لغارات جوية في سوريا

كما سيقدم مركز تعليم الأطفال والمراهقين اﻹيراني دورات في مجال المعلوماتية، فضلاً عن أدب الأطفال والرسم والسينما ومسرح العرائس.

المدراس والهيئات التعليمية

مدرسة الرسول القرداحة
مدرسة الرسول القرداحة

المدارس الإيرانية ليست جديدة على الأراضي السورية هناك أكثر من 40 مدرسة إيرانية خاصة في دمشق وحدها، منتشرة في مناطق التجمعات الشيعية، وفقًا لمركز “هارمون” للدراسات المعاصرة.

تعود تبعية هذه المدراس بما فيها الثانوية إلى وزارة الأوقاف السورية مع اعتراف من قبل وزارة التربية، وأشهرها مدرسة المحسنية التي يشرف عليها عبد الله نزام، وتقوم المدرسة بالوعظ للطلاب السنة وتوفر التسهيلات المالية لأولئك الذين يتحولون إلى المذهب الشيعي.

إلا أن التحول الأكبر في سير الهيمنة الشيعية على المدارس يعود إلى عام 2014 حين أصدر بشار الأسد مرسوماً بتدريس المذهب الشيعي في المدارس السورية إلى جانب المذهب السني.

مدرسة الرسول الكبير

تعد أول مدرسة شيعية حكومية في البلاد وتحمل اسم “الرسول الكبير” وهي مدرسة دينية بدأت التدريس في عام 2014، وتهدف كما ينص تعريفها إلى تدريس الأدب والعلوم وحب الأمة وزعيمها، وتنشر في صفحاتها على مواقع التواصل، منشورات دينية منسوبة إلى الإمام علي بن أبي طالب.

كما تم افتتاح أفرع جديدة لجامعات إيرانية في سوريا، كان آخرها فرع لجامعة «تربية مدرس» لتعد بذلك خامس جامعة وكلية تابعة للملالي في سوريا بعد أفرع جامعات: المصطفى والفارابي، وجامعة آزار الإسلامية الإيرانية، إضافة إلى كلية المذاهب الإسلامية.

الحسينيات

مرقد السيدة زينب
مرقد السيدة زينب

توسعت إيران بدورها في بناء الحسينيات داخل سوريا، وبذلك بلغ عددها في منتصف 2019، نحو 500 حسينية ونحو 69 حوزة شيعية، وتقوم هذه المراكز حسب تعريفها الرسمي بتعليم أصول الفقه الشيعي.

وعملت هذه المراكز على استقطاب نحو 7500 شخص من جنوب وشرق سوريا إلى المذهب الشيعي حتى نهاية عام 2019، وسط انتشار دعوات للتشيع وإغراء شبان على الانضمام وذلك عبر دعم مالي وتأمين مستلزمات الحياة.

إقرأ أيضاً: هل يُشعل اخراج إيران من سوريا الحرب في لبنان؟!

مراكز اللغة الفارسية

جامعة إيرانية
جامعة إيرانية

وكما هي اللغة وسيلة للتأثير وتحقيق المطلوب، فقد سعت إيران إلى نشر اللغة الفارسية بشكل أكبر في سوريا. حيث تمكنت عام 2005، بالاعتماد على الاستشاري الثقافي والسفاري، في افتتاح أول قسم للغة الفارسية في جامعة دمشق، ومن ثم جامعات حلب وحمص بالتدريج.

وفي 2011، اعترفت وزارة التعليم العالي السورية لأول مرة بما أسمي كلية “السيدة رقية” لتدريس علوم الشريعة الشيعية العاملة تحت اسم “المعهد العالي المشرق”.

وتقوم الهيئة الاستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق وفروعها في باقي المدن السورية، بنشاط كبير في تعليم اللغة الفارسية، فقد بلغ عدد دورات اللغة الفارسية في مقر الهيئة في دمشق 100 دورة، وفي مركز اللاذقية 52 دورة.

هذا وأعلن المركز الثقافي الإيراني في مدينة دير الزور شمال شرقي سوريا في تموز 2018 عن بدء بعثات دراسية للطلاب السوريين إلى إيران على نفقه حكومتها، ليستكمل سلسلة الخطوات التي تسعى بها طهران لتغيير هوية المحافظة.

فهل تمكنت فعلاً إيران من الهيمنة على سوريا أو أن كل ما سبق قابل للسقوط مع أي تغيير في هيكلية النظام؟!

السابق
بعد الشتاء القارس.. إليكم موعد بدء العمل بالتوقيت الصيفي!
التالي
«كبير مستشاري الدفاع البريطانية» في لبنان.. ماذا قال لعون؟