على حدود إدلب.. هل يكتب تاريخ سوريا الجديد!

تركيا سوريا
لم تغب "إدلب" عن الحدث السوري منذ انطلاقة الثورة، لكنها اليوم تشكل معادلة صعبة يستصعي حلها لكثرة الأطراف الدولية الداخلة في الصراع.

المشهد السوري في الشمال بات معقداً حيث يعصب حتى على السوري فهمه، اتفاقات بالجملة وأطراف دولية تلعب فيما بينها، ترسم خرائط قد تشكل حدود سوريا المستقبلية وتتقاسم الثروات، وسط اقتتال بين الميليشات والفصائل لا يخلو من مظاهر التشويه الطائفي والتصرفات المشينة لمدينة كإدلب تمردت بسلمية وقدمت أجمل أشكال التظاهر وأوت نازحي سوريا الهاربين من ظلم الأسد من كافة المدن.

واليوم أسقطت المعارضة السورية في ريف حلب الغربي طائرة مروحية ثانية للنظام السوري خلال ثلاثة أيام بعدما ورود أنباء عن دعم نوعي تلقته فصائل الجيش الوطني السوري من تركيا ودول داعمة للقتال على جبهة سراقب في ريف إدلب وجبهة الأتارب في ريف حلب ومنع تقدم قوات النظام أكثر.

https://twitter.com/marjinal/status/1228287830595600384

إلا أن الموقف الدولي من الجيش الوطني السوري ما زال ملتبساً فحيث تشير التصريحات الدولية إلى مآساة النزوح المتجددة التي بلغ ذروتها خلال معركة إدلب الاخيرة بعد تلويح تركيا باحتمالية وصول 700 ألف نازح إلى الحدود المغلقة، كانت صحيفة البيان الإماراتية قد عنونت أن شرط الجيش الليبي للانخراط في المفاوضات داخل جنيف هو انسحاب “المرتزقة” السوريين الذين استقدمتهم تركيا للقتال في تركيا ضد اللواء خليفة حفتر.

بالمقابل ما زال المشروع التركي في قضم الأراضي السورية مستمر، حيث لم تتحرك تركيا لدعم المعارضة إلا بعد انهيار اتفاق استانة واختراق النظام بشكل مباشر لمناطق تخضع لإشراف من قبل نقاط المراقبة التركية تحت ما عرف بـ”منطقة خفض التصعيد”.

إقرأ ايضاً: تركيا تعّد الخطة «ب» لإدلب.. هل اقتربت المواجهة؟!

وفي حين يصمت الجانب الروسي عن الرد حول التقدم التركي وسط أجواء باردة تشهدها علاقة البلدين خلال الأيام الأخيرة، صرح الكرملين بأنه يثق بحماية تركيا للجنود الروس وللموظفين في السفارة الروسية بتركيا. أما على الأرض فيبدو أن روسيا تسعى لتسريع عقد اتفاق بين النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية المعروفة سابقاً بـ”قسد” للضغط على تركيا نظراً لحساسية الملف الكردي بالنسبة إلى تركيا.

وسط ضبابية المشهد أقدم النظام يوم أمس على الاعتراف عبر مجلس شعبه بإبادة تركيا للأرمن، موجهةً رسالة مباشرة إلى تركيا التي تتدخل بمفردها في الشمال بعد انهيار الوعود الدولية بضمان إقامة منطقة عازلة ما دفع تركيا لخسارة الحليف الأميركي والاتجاه نحو روسيا، والتدخل فيما بعد في ثلاث عمليات قضمت فيها تركيا مناطق سيطرة لها على كامل الحدود الشمالية من منبج باتجاه جرابلس وصولاً لعملية “نبع السلام” التي بلغت فيها تركيا لأول مرة مناطق الأكراد.

هل بات الحسم في إدلب قريب؟ وهو ما سيحدد شكل السيطرة في آخر معاقل المعارضة المسلحة في سوريا وينبؤ أن ما بعد إدلب ليس كما قلبها في تاريخ سوريا الجديد.

السابق
اشكال وتراشق بالحجارة بين مناصري «المستقبل» والثوار.. وفتفت يهدئ!
التالي
بعد فيديو قيادته الطائرة.. هل سقط محمد رمضان في جُرم ما فعل؟!