كتاب «أحزاب الله» لمحمد علي مقلد في قراءة نقدية لأحمد بيضون في صيدا

احمد بيضون

بمناسبة صدور كتاب “أحزاب الله” لمؤلّفه الدكتور محمد علي مقلّد، وهو بحث في أيديولوجيات الأحزاب الشمولية، عقدت ندوة بمركز جمعية التنمية للانسان والبيئة في صيدا أول أمس، لمناقشة الكتاب من قبل المفكّر الأكاديمي الدكتور أحمد بيضون، حضرها عدد غفير من المثقفين والأساتذة الجامعيين والإعلاميين والمتابعين لتطوّر الفكر السياسي عامة لبنانياً وعربياً.

اقرأ أيضاً: سرديّة الجُرح الفلسطيني تُحاكي ممارسات الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي

الاعتراف للطوائف ولنظامها

بعد تقديم ومداخلة من صاحب الكتاب الدكتور مقلّد قرأ الدكتور بيضون مطالعته النقدية للكتاب ومما جاء فيها”:
ما يحجم عنه مؤلفنا هنا هو الاعتراف للطوائف ولنظامها بأهليّة تاريخية تامة بمقدار ما يسع هذا النوع من الأهلية أن يكون تامّاً: أهلية لتشكيل تاريخ هو التاريخ المعاصر لهذا المجتمع وللتحوّل بمقتضى ظروف الزمن والصراع في مجراه وللإفضاء بالمجتمع إلى حيث وصل اليوم.

ما يحجم عنه مؤلفنا هنا هو الاعتراف للطوائف ولنظامها بأهليّة تاريخية تامة بمقدار ما يسع هذا النوع من الأهلية أن يكون تامّاً

وما كان جديراً باستيقاف المؤلّف، على الأخص، هو ما أحرزته الحرب من نصر جديد للطوائف على دولتها، أوّلاً، وعلى سائر التكاوين التي تتخلَّلُ الطائفة وتحدّ من سلطانها في آن، ثانياً، أي على العائلات والجهات، أي المناطق والمدن خصوصاً، وعلى درجات التخالط بين الطوائف بالقياس إلى ما كان جارياً قبل الحرب، ثالثاً، وعلى درجة الوحدة المتاحة لكل من الطبقات الاجتماعية واحتمال ظهورها السياسي بما هي طبقة، رابعاً: أمعنت الحرب دماراً في هذا كله وحققت للطوائف، بما هي وحدات سياسية متغلّبة للمجتمع وللنظام، نصراً مؤزّراً. وهذا بخلاف ما كان يظنّه أو يأمله مهدي عامل وكُثر سواه من رعيله. ولسوف يمتد الانتظار حتى مطالع الألفية الجديدة قبل أن يظهر للعيان أن انتصار الطائفية هذا قد يكون أيضاً نهاية الشوط لصلاحية نظامها التاريخية…

السابق
أحمد بيضون: القطاع المصرفي شريك النظام الطائفي
التالي
بالفيديو: إنطلاق المسيرات الشعبية من «الداخلية» الى البرلمان.. لا ثقة!